الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أحسن القائمون على جمعية “اعتدال” اختيار مسماها، كما أحسنوا قبلها اختيار المسار والغاية.
فكلمة “اعتدال” تعني في معاجم اللغة العربية: الوسط بين حالين كالحار والبارد، فيقال: اعتدال الطقس، وتُطلق على تساوي الليل والنهار، كما أن الكلمة نفسها مُشتقة من “العدل”، وهي مرادف :”الوسط”، أي البعد عن الإفراط والتفريط، وفي القرآن الكريم نرى دلالات هذه الكلمة في كل فعل وتصرف جميل، فحتى البقرة التي أمر الله قوم موسى بذبحها قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم : (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) أي لا هي كبيرة جداً بالعمر، ولا هي صغيرة؛ بل سوية؛ وهذا أفضل الأنواع.
وإذا نظرنا إلى ما تقوم به جمعية “اعتدال” من جهود وجدناها لا تهتم فقط بحفظ النعمة، وإنما بتوعية المجتمع، لإيجاد نوع من الثقافة يلزم الأفراد طواعية بحفظ النعمة، حتى يصبح الأمر نابعاً من داخل الإنسان نفسه، ويتفق ذلك مع كلمة وجه بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية أثناء تشريفنا بزيارة سموه في مكتبه مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية، إذ قال إن الحفاظ على النعمة يبدأ من المنشأ، أي قبل إهدارها.
وقد وصل الهدر بالمملكة إلى أرقام لا تُصدق، فحسب بيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة فإن كمية الهدر الغذائي بالمملكة تبلغ 4 ملايين و66 ألف طن سنوياً، ووفقاً لبيانات المؤسسة العامة للحبوب، فإن الهدر الغذائي يُقدر بـ40 مليار ريال سنوياً، ولذا فإن جمعية “اعتدال” بحاجة إلى دعم كامل من الأفراد والجهات والمجتمع، كي تكمل مسيرتها، ليس فقط لإيقاف الهدر والحفاظ على النعم التي منحنا الله إياها، وإنما لتغيير نظرة المجتمع نحو العادات والتقاليد، وتنشئة الأجيال القادمة على عدم الإسراف، والتوسط في الإنفاق، لأن منع الهدر، يبدأ من منع السلوكيات التي تؤدي إليه، أي من منشأه، ولن ينجح ذلك إلا بوعي المجتمع، وإيمانه بخطورة هذا الهدر على الحاضر والمستقبل.
ختاماً .. أسأل الله أن أكون عنصراً مفيداً يعين على نشر أهداف الجمعية، وتعزيز جهودها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال