الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحرص إدارة الشركات على وجود إطار حوكمة قوي فيها يتضمن لوائح وسياسات تنظم العلاقات بين جميع الأطراف وتضمن العدالة والشفافية نظرا لأنها -بالنسبة للمساهمين- تعزز مستوى الثقة والاطمئنان تجاه استثماراتهم، فهي مؤشر على دراية مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية بالمخاطر التي تحيط بالشركة وبالتالي حماية الشركة من الخسارة أو الإفلاس. كما تؤدي الحوكمة إلى تحقيق الشفافية وتأطير مسؤوليات الإدارة ومساءلتها عن تصرفاتها وأعمالها، بالإضافة إلى أنها تساعد المستثمر في اختيار قرار الاستثمار من عدمه، لذا تعتبر عامل من عوامل جذب للمستثمرين، والإدارة يجب أن تركز على الحوكمة وتعتبرها هي أحد العناصر الرئيسة في تحسين الكفاءة الاقتصادية والنمو الاقتصادي، لأنه نتيجة قوة وسلامة ومتانة قطاع الشركات له تأثير إيجابي على الاقتصاد، ونجاح إدارة الشركة يعتمد على المحافظة على بيئة عمل قوية ترتكز على التقيد باللوائح والقوانين المنظمة للعمل، ويجب على الإدارة التنفيذية ممارسة أقصى درجات الحيطة والحذر عند أدائهم لأعمالهم، ولأهمية دور إدارة الشركة في تطبيق الحوكمة ولتوضيح أدوارها سيتم تفصيلها من خلال فرعين، العمل على تحقيق مصلحة الشركة، الالتزام بحسن النية.
من خلال العمل على تحقيق مصلحة الشركة، كل عضو في إدارة الشركة عليه القيام ببذل العناية اللازمة والإخلاص في العمل المنوط به، وأن يؤدي بالنتيجة إلى تحقيق الغرض منها سواء كان ذلك متعلق بالمصلحة الشركة أو مصلحة المتعاملين معها، لذلك فقد ألزمت القوانين المختلفة وقواعد حوكمة الشركات إدارة الشركة بوضع استراتيجية ملائمة لتحقيق تلك الغاية، والعلة من ذلك هو وضع وتوجيه نشاط الشركة وفق آليات محددة تتعامل مع الواقع الاقتصادي لها بغية الوصول إلى تحقيق هدف الشركة، وأن مصلحة الشركة تحتل مكانة هامة في القوانين والأنظمة والأحكام القضائية والقرارات، ومن ناحية أخرى فأن هدف ومهمة كل الإدارات التنفيذية تتمثل في ضمان تحقيق الأرباح بطريقة منظمة وأخلاقية وتخضع للمساءلة، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة لجميع المساهمين في أعمال الشركة، وتعني الربحية تحقيق عوائد مستدامة وطويلة الأجل، فإذا لم تتمكن الشركة من تحقيق عوائد مستدامة وعلى المدى الطويل، فلن تتمكن من تحقيق رؤيتها وأهدافها لأنها لن تتمكن من الاستمرار، ولم تطبق الحوكمة السليمة من ناحية استراتيجية وأهداف الشركة، وعليه فأنه على الإدارة اتخاذ ما يلزم لتحقيق مصلحة الشركة وذلك من خلال لجان أو إجراءات رقابية تعمل على مراقبة عمل الإدارة، تدعم دور الإدارة لضمان الأسس الرقابية في تطبيق قواعد الحوكمة، ومن خلال الالتزام بحسن النية، يتعين على أعضاء مجلس الإدارة العمل دائماً على أساس معلومات واضحة وبحسن نية وبالعناية والاهتمام اللازمين لبناء نظام قانوني فعال يعمل لمصلحة الشركة، وأن تنفيذ الالتزام بحسن نية من قبل إدارة الشركة يتحقق من خلال الجمع بين أساسين في تطبيق التشريعات، والالتزام ببذل أقصى جهد لتحقيق مصلحة الشركة، ودور الإدارة في تطبيق قواعد الحوكمة يعمل من خلال وجود تنظيم تشريعي، وفق قواعد تنظيمية حيث تقوم هذه القواعد برسم الاستراتيجيات والسياسات الإدارية للشركة التي تخضع لقواعد حوكمة الشركات في تفعيل دور الإدارة بعمل منطقي لبناء قواعد وأسس وفق رؤية طموحة وواقع حي ملموس للجميع، ومن ثم فأن مسؤولية الإدارة متعددة الجوانب سواء في مجال التخطيط والتنفيذ والتوجيه والرقابة، تعتمد على عضو مجلس الإدارة باعتباره ممثلاً عن الشركة، وعلى العمل بشكل فعال وإيجابي في تحقيق مصالح الشركة، وفق قاعدة حسن النية والالتزام ببذل أقصى جهد لتحقيق مصلحة الشركة ككل، وقد نصت المادة الحادية والعشرون من لائحة حوكمة الشركات على أن ” يمثل مجلس الإدارة جميع المساهمين، وعليه بذل واجبي العناية والولاء في إدارة الشركة وكل ما من شأنه صون مصالحها وتنميتها وتعظيم قيمتها”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال