الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال المقالين السابقين، تم استعراض أهمية القوانين السيبرانية و انواعها. من هنا نستطيع البدء باستعراض متى بدأ تفعيل القوانين السيبرانية وتطبيقها في مجال القضاء.
أولها كانت قضية متعلقة بـ Worm Attack . كان روبرت تابان موريس المعروف بأول هكر تم محاسبا قانونيا. كان روبرت موريس عالم في وكالة الامن القومي الامريكية، وهو أول شخص تتم مقاضاته بموجب “قانون الكمبيوتر والاحتيال الأمريكي لعام 1986”. لقد ابتكر “دودة” أثناء فترة دراسته في جامعة كورنيل، وكان هدفه على حسب ماكان يدعي هو استخدام الدودة قياس حجم الإنترنت وعدد مستخدميه في ذلك الوقت. ولكن ما حدث هو أن هذه الدودة لا يمكن السيطرة عليها، بسبب تدمير حوالي 6000 جهاز كمبيوتر، وإغلاق العديد من أجهزة الكمبيوتر حتى تعطلت تمامًا. فحكم المحكمة الامريكية بالسجن لمدة ثلاث سنوات، و 400 ساعة من خدمة المجتمع وغرامة قدرها 10500 دولار. ومن هنا بدأت فكرة اهمية وجود قوانين صارمة لمعاقبة المجرمين المتورطين في أنشطة الجرائم الإلكترونية.
ثاني القضايا المعروفة عالميا في مجال القوانين السيبرانية هي قضية وانغ كون Internet Hacker. عُرف وانغ كون القاطن في مقاطعة هوبير الصينية بـ Playgirl. ويعتبر هو اول قراصنة الإنترنت في الصين. كان طالبًا يبلغ من العمر 19 عامًا ، تم القبض عليه بسبب قيامه بنشر مواد إباحية على الصفحات الرئيسية للعديد من المواقع الإلكترونية التي تديرها الحكومة. تفاخر وانغ علنًا في غرف الدردشة عبر الإنترنت بأنه اخترق أيضًا أكثر من 30 موقعًا إلكترونيًا آخر. مما ادى الى القبض عليه ومعاقبته بس الهجوم الرقمي على المواقع الحكومية.
واخرها، هي قضية القرصنة أو Hacker Attack، والتي قام بها فريد كوهين. كان فريد كوهين طالب دكتوراه في جامعة جنوب كاليفورنيا. كتب برنامجًا طفيليا في عام 1983 ، وكان هذا البرنامج هدفه أن “يصيب” أجهزة الكمبيوتر ، ويصنع نسخًا من نفسها ، وتنتشر من جهاز إلى آخر. كان هذا البرنامج مصنوعا من اجل تجربة علمية، لذلك قام في البداية بإخفاء هذه الاكواد داخل برنامج شرعي أكبر ، تم تحميل البرنامج الطفيلي من جهاز كمبيوتر على قرص مرن، والذي بدوره تم استخدامه مرات متتاليه في اجهزة مختلفة لاشخاص مختلفين. و من هنا بدأ كوهين بكتابة نتائج تجربته والتي جعلته يشتهر بعمله الرائد في مجال فيروسات الكمبيوتر ، حيث اخترع آليات نظام تشغيل عالية التكامل يتم الآن استخدامها على نطاق واسع ، كما عمل على أتمتة وظائف إدارة الحماية. على مدى السنوات الـ 35 الماضية ، عمل فريد كوهين على بناء الشركات ودعم إدارة المخاطر واتخاذ القرارات الاستراتيجية للمؤسسات من جميع الأحجام والأنواع فيما يتعلق بحماية امنها السيبراني. وهو معروف عالميًا كخبير مبتكر في الإدارة و تكنولوجيا المعلومات والمخاطر، كما انه يعمل على التركيز يصناعة استراتيجيات اتخاذ القرارات الإستراتيجية على مستوى المؤسسة بدءًا من إعادة الهيكلة إلى دعم التقاضي فيما يتعلق بالقضايا السيبرانية الرئيسية.
لذلك، الوقاية دائما خير من العلاج. عملية حماية الحقوق في الفضاء الرقمي و السيبراني ليست بالعملية الهينة لصعوبة السيطرة على هذا المجال وحداثته. وعليه، لابد من العمل في تفعيل وسائل منع وقوع مثل هذه الجرائم، من خلال الانخراط بشكل علمي و بحثي وعملي في ناحية بناء القوانين وبناء القضايا ذات الصلة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال