الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الكثير من البشر والمنظمات يدعون خِبرتَهم أو يربطون أعمالهم أو إنجازاتهم بالحوكمة بهدف لفت أنظار الناظرين إليهم والحصول على انتباه ذوي المناصب العليا وحضورهم. وسند هذا الادعاء هو التوجه الكبير نحو الحوكمة في جميع المنظمات وباختلاف طبيعتها وبين منسوبي تلكم المنظمات أو كما نحب أن نقول بالعامية بأن الحوكمة هي “الترند” في هذا الزمن للمنظمات بعد أن كان مفهوم القيادة هو الترند السابق. في مقالة اليوم لن أتحدث عن هؤلاء الذين يدعون وصلاً بليلى أقصد بالحوكمة ولكن سأتحدث عن أهم المنظمات العالمية التي لها الحق وكل الحق في هذا الادعاء إلا إن حديث اليوم سيكون بطريقة تصنيف علاقة المنظمة بالحوكمة.
أولاً، المنظمات التي ترتبط أعمالها بالحوكمة وأهمها وأشهرها وأكبرها وأكثرها انتشارا هو معهد المراجعين الداخلين ومقره فلوريدا حيث أن عدد أعضاءه قد تجاوز العشرين ألف عضو من مائة وسبعين دولة. وينص المعيار رقم 2110 من المعايير الدولية للممارسة المهنية للتدقيق الداخلي الصادر من المعهد بأنه يجب على نشاط التدقيق الداخلي تقييم عمليات الحوكمة في المؤسسة واقتراح التوصيات المناسبة لتحسين أساليب الحوكمة في المؤسسة مع ملاحظة أن هذا المعيار يتحدث عن عمليات الحوكمة ولا يتحدث عن مبادئ الحوكمة، فمبادئ الحوكمة تكون فقط من صلاحيات المشرع أو المسؤول الأول في المنظمة أما عمليات الحوكمة فتكون من ضمن صلاحيات الإدارات المعنية لتفعيل الحوكمة مثل إدارات المخاطر وإدارة الالتزام وإدارة الجودة وإدارة المراقبة المالية.
ثانياً، منظمات التدريب والتأهيل للحوكمة فقط. وتلكم المنظمات كثيرة وقد يكون أشهرها عالمياً هي منظمة OCEG الذي تأسست في عام 2002 ويضم أكثر من 120 ألف عضو من جميع القارات وتعتبر من أكبر وأشهر مراكز الفكر في العالم Think Tank center. هذه المنظمة هي من اخترعت مفهوم GRC كوسيلة لتحقيق الأداء المبدئي للمنظمات. ومفهوم GRC هو ربط الحوكمة “G” كأداة تنظيمية وتشريعية مع إدارة المخاطر “R” التي تعتبر حاليا من أهم الأدوات الداعمة للأعمال التنفيذية ورفع نسبة نجاحها مع منهجيات الالتزام “C” والمعنية بالرقابة التي تُعتبر الركيزة الأساسية التي قامت عليها منهجيات التدقيق الداخلي. وللأسف الشديد، فإن مفهوم GRC قد أخذ منحى أخر في الفهم وبدأ هذا الغلط ينتشر بربط هذه المنهجيات الثلاثة مع بعضها في المنظمات والفصل بينهم واجب وليس بمستحب.
أخيراً، منظمات الحوكمة والمسؤولة عن وضع المفاهيم والمعايير الخاصة بالحوكمة وأشهرها وأكثرها قبولاً هو البنك الدولي ومؤشراته المعروفة باسم مؤشرات الحوكمة العالمية بالإضافة الي العديد والعديد من البنوك الدولية والهيئات والمنظمات المالية مثل هيئة سوق المال في السعودية أو حتى جهات حكومية مثل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المسؤولة عن وضع ومراقبة معايير الحوكمة في القطاع الخيري.
وفي وطننا الحبيب، توجد العديد من المنظمات بناءً على التصنيفات الثلاثة المذكورة أنفاً مثل المركز السعودي للحوكمة ومعهد الحوكمة للتدريب وجمعية الحوكمة التعاونية. هذه المنظمات قامت على توجهات استراتيجية واضحة ورائعة ولكن التحديات أمامها كثيرة منها العميقة عمق المحيطات ومنها العالية التي تقارع قمم جبال تهامة ولكن الله المستعان وهو لهم المعين.
وتحياتي،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال