الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من نعم الله علينا أن المملكة العربية السعودية دولة تاريخية مترامية الأطراف رسخت منذ تأسيسها وضوح المبادئ الراسخة التي قامت عليها واللحمة الوطنية التي تستقيها من ثقافة عريقة كانت الأساس لبناء مجتمع سعودي متعلم قادر على التفاعل مع متطلبات العصر الحديث مما شكل تناغما بين التطور العلمي والتنموي ما كان له ان يكون لولا عزم وحرص ملوكها الاجلاء والاباء والاجداد ممن ساهم وشارك في هذا الوطن المعطاء منذ قيامها للمرة الأولى قبل ثلاثة قرون، وحتى يومنا الحاضر .
يأتي احتفال المملكة العربية السعودية بدءًا من هذا العام بمناسبة “يوم التأسيس” وهو اليوم الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى العام (1139هـ / 1727م) كعلامة فارقة تنسجم مع شغف السعوديين بحب هذا الوطن العظيم والتفافه حول قيادته الرشيدة وعشقه الكبير لتاريخه المجيد وتعظيمه لوحدته وتطوره وازدهاره لذلك يشكل يوم التأسيس ذكرى وطنية و افتخار واستحضار الأحفاد لتضحيات الآباء والأجداد وما كابدوه من تحديات في سبيل بناء وطن يمتد تاريخه لثلاثة قرون واستشراف لطموحاتهم وتطلعاتهم لتكون المملكة واحدة من اعظم دول العالم بما تملكه من قدرات بشرية مؤهلة وموارد طبيعية وخطة عمل طموحة تجسدت في رؤية المملكة 2030 .
يعود الفضل في تأسيس الدولة السعودية الأولى إلى الإمام محمد بن سعود سنة (1139هـ / 1727م) حيث انطلق من الدرعية في رحلة بناء دولة عظيمة شكلت واحدة من أهم المشاريع الوحدوية لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون طويلة وكان الإمام محمد حكيمًا ، تعلم السياسة ونبغ في وسائل وفن التعامل مع الإمارات المجاورة والعشائر المتنقلة ، وأسهم في استتباب الأمن والاستقرار كما تحلى برؤية ثاقبة حول الأوضاع الخارجية وقام منذ تولى الحكم بالتخطيط وفق متطلبات ذلك العصر كما نشر التعليم الثقافة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع وكرس جهوده لحفظ أمن طرق الحج والتجارة كما قاد حملات التوحيد والجيوش بنفسه ووحد منطقة نجد وكان مستقلا في سياسته وادارته لشؤون الدولة فزاد الازدهار ونظم الموارد الاقتصادية.
المملكة العربية السعودية بتاريخها الوطني العظيم ، قصة كفاح ووحدة تاريخية غير مسبوقة عبر عصور التاريخ في وقت كانت فيه الجزيرة العربية في تاريخها الحديث تعاني لعقود من ويلات الفرقة والشقاق والنزاعات ومن هنا فإن ذكرى “يوم التأسيس” امتدادًا أصيلًا لحاضرها ومُستقبلها، نستلهم من خلاله عزيمة جميع أئمة الدولة و ملوكها الذين ساهموا في مراحل بناء الدولة كما انه حق مكتسب لكل أمة من الأمم بأن تفخر بتاريخها وتحتفي به وتعيد التذكير فيه ليتعايش أبنائها في ذكرى عظيمة وقودها المزيد من العطاء والإنجازات المتواصلة كما انه في واقع الامر امتداد أصيل وحرص كبير واهتمام عظيم بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الحفاظ على التاريخ السعودي أولًا وتاريخ الجزيرة العربية ثانيًا، وما يوليانه من عناية فائقة بالمصادر التاريخية الحقيقية والموثوقة.
مجمل القول : يوم التأسيس هو تاريخ وذكرى تجسد عظمة هذا الوطن وقيادته ولذلك لم تأل القيادة الحكيمة جهدا نحو اعتماد “يوم التأسيس” كيوم إجازة رسمية لجميع الطلاب والطالبات وقطاعات الدولة، ايمانا منها بأن ذلك سيعكس قيمة هذه المُناسبة الوطنية المُهمة، وترسيخ هذه الذكرى بما يتناسب مع مكانة بلادنا الغالية ليخلق في بمكانتها في نفوس أبناء وبنات المملكة العربية السعودية المزيد من الانتماء والتفاعل والمشاركة في قيمه الثقافية والاقتصادية والاجتماعية فشكرا بحجم السماء لقيادتنا الحكيمة ولهذا الوطن الغالي والعزيز علينا جميعا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال