الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نجاح تحالف أوبك بلس للسنة الخامسة على التوالي جاء بفضل قيادة حكيمة لتظافر جهود المنتجين بالرغم من قساوة الظروف مع أكبر صدمة للطلب على النفط. استمر نجاح أوبك في تبني استراتيجيات تعكس قراءة صحيحة لحاجة أسواق النفط حتى مع استمرار تداعيات الجائحة لقرابة عامين بموازنة دقيقة بين تعافي السوق وزيادة الإمدادات تدريجياً وتراجع المخزونات.
حتى مع استمرار نجاح منظمة أوبك في إدارة أسواق النفط وانقاذ الاقتصاد العالمي من التقلبات الحادة للاسعار، مازال الإعلام النفطي العالمي يحاول تضخيم حالة عدم اليقين من خلال تناوله لملفات الطاقة بكثير من المصادر والتحليلات الغير قائمة على حقائق وواقعية، بينما تمتلك “منظمة أوبك” زمام المصداقيه والموثوقيه، وهنا تكمن الفرصة السانحة للمنظمة أن تقود الاعلام النفطي لأن العالم سيستسقي معلوماته من مصدرها ويمتلك المعلومة النفطية الحقيقية بأعلى موثوقية ومصداقية.
تستطيع “منظمة أوبك” ان تعيد ترتيب أوراق الإعلام الدولي في الطاقة وتقود عملية إفادة العالم بمستجداته وتطورات أسواق النفط بشكل دوري ووقتي غير تلك الأخبار النفطية النمطية المؤدلجة التي تأتي من مصادر اخبارية غير موثوقة يتصدر مشهدها وكالات الأنباء العالمية، مما سيفيد أيضا الكثير منها بأن تعيد النظر في منهجيتها في تناول اخبار أسواق النفط بشكل واقعي ودوري بعيد عن الأدلجة والتضليل الاعلامي لخدمة اجندات خفية او لفرقعات اعلامية ذات الأهداف المادية البحتة، فكل الاقتصادات سواء الانتاجية او الاستهلاكية يحق لها ان تعرف حقائق الأمور لكي تعمل بشيء من الاستقرار مما ينتج عنه نمو اقتصادي حقيقي وصلب.
منظمة أوبك اليوم وبعد خمس سنوات من نجاح تحالف “أوبك بلس” في مواجهة لم تكن بسيطة مع الإعلام النفطي العالمي المتهجّم، وأمامها فرصة إعادة هيكلة اعلامها في وقت سئم العالم من تضارب وتناقض المتناولين لمعلومات وبيانات الطاقة، وهذه الفرصة لن تتكرر خاصة انها تُعطي المنظمة الريادة بعيداً عن هيمنة وكالات الأنباء العالمية وبذلك تكون هي المرجع الموثوق الأول (المصدر) الذي تنتج عنه الاخبار والتحليلات والتوقعات النفطية.
فبعد أن استثمر مُشيطني النفط بشكل مكثف في وسائل الإعلام بأشكالها المتنوعة لتوجيه الرأي العام والمؤثرين لتشويه صورة الصناعة النفطية، تستطيع منظمة أوبك أن تقلب السحر على الساحر. لذلك لم يعد مقبولاً التموضع الدفاعي لمنظمة أوبك، وقد حان الوقت لاستخدام ذراعها الإعلامي بعد تأهيله احترافياً ومهنياً لكي يتواجد في موضع متقدم نحو اختراق صفوف الجهة المقابلة التي لطالما هاجمت ومازالت تهاجم النفط ومنتجيه بلا رحمة، ليس حرباً على النفط بقدر حربها لمصالح المستهلكين واقتصاداتهم.
لم يعد من المقبول بقاء “منظمة أوبك” في موقف المُتلقي، الذي كلف منتجيها الكثير، حيث حان الوقت للانطلاق الاستباقية اعلامياً، قتقطع الطريق على أصحاب الأجندات المناهضة للنفط في تمرير مغالطات أو حتى أكاذيب لخدمة اجنداتهم دون أي اعتبار لمستقبل الاقتصادات ورفاهية المجتمعات وحاجتهم المستمرة للنفط، وقد رأينا كيف تأثرت مشاريع صناعة المنبع بمحاربة النفط نتيجة لمحتويات الإعلام النفطي العالمي والتي طالما كان موقف إعلام منظمة أوبك لها موقف المتلقي أو المدافع، بينما العالم سيواجه نقص امدادات كارثي على المدى البعيد او حتى المتوسط نتيجة لاطروحات الإعلام النفطي العالمي المغالطة، والتي رأيناها تغض الطرف عن تناقضات وكالة الطاقة الدولية الصارخة والتي استخدمتها كثيرا لتمرير الكثير من اجنداتها في الهجوم على النفط.
دبلوماسية منظمة أوبك في عالم النفط مطلب لا خلاف عليه، ولكنه يحتاج الى تفعيل واستباقية ذراع اعلامي يقظ، حيث أننا لم نرى له فاعلية في إدارة بعض القضايا الدولية خاصة وقت تهديد تطبيق مشروع قانون “نوبك” (NOPEC)، والذي هو مشروع قانون أمريكي، يهدف إلى تجريم المنظمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال