الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كرة القدم هل مملوءة بالهواء ام مملوءة بالمال – صار كل لاعب محترف يتفاخر بقدراته المالية والسوقية فى سوق كرة القدم العالمى – كرة القدم تضيف (5%) للناتج المحلي فى البرازيل – مازالت تراودني العلاقة المتبادلة بين الرياضة بشقيها التنافسى والترويحي والاقتصاد والتنمية الاقتصادية للدولة تلك العلاقة التلازمية المستمرة بوجود كافة الكيانيين المساهم فى وجود ودفع عجلة التنمية الاقتصادية للدولة، فمنذ فترة طويلة لم تحظى الرياضة بذلك الاهتمام كموضوع للدراسات والأبحاث الاقتصادية بوصفها نشاطا متنوعا يجمع ما بين المتعة والترويح والرعاية الصحية والانفاق الاستهلاكى للمواطن على الرياضة والتحليل الاقتصادى .
تعد الرياضة أحد فروع الاقتصاد الحديث، حيث أن ممارسة النشاط الرياضي ذات أهمية اقتصادية ثنائية بالنسبة للمواطن والدولة فبالنسبة للمواطن فإنها تقوم بتحسين قدراته الصحية والبدنية وإطالة عمره الإنتاجي وتقليل فرص إصابته، أما بالنسبة للدولة فالرياضة تعمل على زيادة كفاءة المواطنين وحفظ معدلات الاستهلاك العلاجي و التأهيلي اضافة الى تحسين حالته المزاجية والنفسية ودعما لعلاقاته الاجتماعية . فهناك تكامل واضح بين الأنشطة الرياضية مع المصالح الاقتصادية للدولة والمؤسسات الرياضية أدى إلى احتلال الرياضة بكافة أشكالها التنافسى والترويحي مكانة رفيعة في الحياة الاجتماعية بالمجتمعات المختلفة ، فنظام الرياضة يقوم على دعائم اقتصادية فالغرض الأول للعلاقة بين الرياضة والاقتصاد يتمثل في اعتماد الرياضة على الاقتصاد لتمويل مختلف أوجه النشاط التنافسي والترويحي بها ، وأن الغرض الثاني يتمثل في رعاية المصالح التجارية والاستهلاكية للرياضة كمصدر للربح و تنمية الموارد والاستثمار وتوفير وسيلة دعاية ناجحة للمؤسسة الرياضية.
كل هذه الفوائد تحفز الدّول كافة على رفع المستوى الرياضيّ وتطويره. فهي تهتم ببناء وتطوير الكثير من البنية الرياضية التحتية شاملا المنشآت الرياضيّة والترويحية والملاعب الحديثة والمتطورة والضخمة وذلك بهدف الحصول على دخل ماديّ كبير، ويتم ذلك من خلال استضافة الدّول للبطولات العالميّة والدوليّة. فتتحول هذه المناسبات إلى تقليدٍ سنويٍّ، تاريخه محدد ينتظره الرياضيّ والنّاس وشركات الإعلان ووسائل الإعلام و… بهذا تتكوّن دورة اقتصادية متكاملة للرياضة لها مردودها الوطنيّ، والماديّ، والمعنويّ، تفرض نفسها كتقليد من تقاليد الشّعوب العريقة. بناءً عليه تحصل الدولة على الدّخل الماديّ نتيجة لتنشيط السّياحة واستقبال السّائحين والزّوار من دول العالم المتعدّدة، ومن الطّبيعي أن يحتاج هؤلاء إلى فنادق للإقامة، ومطاعم، وزيارة الأماكن السّياحية ما ينتج عنه تنشيط اقتصاد الدولة بالكامل.
وسوف نلقي نظرة مفصلة على أهمية هذا الرياضة ومدى تأثيرها الإيجابي على اقتصادات الدّول في حال فكرنا جديًا بتطويره.
الاستثمار البشري في القطاع التعليمي: تُظهِر الأبحاث أن للنشاط البدني تأثير إيجابي على النتائج التّعليميّة لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات . إذ يضع المجتمع اليوم قوة أكبر على العمل والاستثمار الفكريّ في الأنشطة البدنيّة. إنّه تعليم شامل وله آثار إيجابية على جوانب عدّة منها الحركيّة والنّفسيّة والتّربويّة. فهي تحسن التّحصيل العلميّ وتوفر إمكانية لقاء أشخاص آخرين والتواصل معهم وتأدية أدوار مختلفة في المجتمع. تساعد على اكتساب مهارات اجتماعيّة خاصة مثل التّسامح واحترام الآخر. تسهل التّكيّف مع العمل الجماعيّ، وتهدف إلى تحقيق الأهداف الجماعيّة مثل التّعاون والتّماسك. يوفر تجربة عاطفية فريدة ويساهم في عمليات تنمية الشخصية.
تأثير الرياضة على إنتاجية الموظفين : بحسب مجموعة من الدراسات والبحوث أجريت خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين تَبيّن وجود علاقة إيجابية بين الرياضة والترويح الرياضي والأداء الوظيفيّ، أيّ مشاركة أعلى في الرّياضة ترتبط بآداء وظيفيّ أعلى و وغياب اقل وخفض معدلات دوران العمل وتحقيق إنتاجية أفضل .
تأثير الرياضة على تخفيض الفاتورة الصحية والنفسية والاجتماعية : يتمّ تجنبّ هذه التّكاليف من خلال المساعدة على ممارسة التّمارين المنتظمة والهادفة. توثيق معظم الدراسات التأثير الإيجابيّ للنشاط البدنيّ الترويحي على الصّحة الذّاتية. على وجه التّحديد، يرتبط النّشاط البدنيّ بانخفاض حالات الإصابة بالسّرطان والسّكري وأمراض القلب والأوعية الدمويّة والسكتة الدماغيّة وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم ، كما نجد على وجه الخصوص أنّ ممارسة الأنشطة البدنيّة تعدّل بعض العوامل مثل الإرهاق في العمل الزائد، وتُحسّن الاستقلاليّة لصنع القرار، وتأمين مُناخ العمل الصحي والجماعي وغيرها علاوة على ذلك، يساهم النشاط البدنيّ بشكل إيجابي في الرفاهية الذاتيّة، على سبيل المثال. ويقلل من مشاكل الصّحة العقليّة مثل الاكتئاب واضطرابات القلق بشكل كبير.
الإنتاج والتسويق الرياضيّ: لكل رياضة ملابسها وتجهيزها وملاعبها. من هنا تحولت الرّياضة إلى قطاع يُعدُّ الإنتاج والتّسويق عملين مهمين في الاقتصاد وحلًا مهمًا لكسب الدّخل. من هنا نشأت مؤسسات وشركات لها شهرتها وخبرتها ودراساتها العلميّة التي تسعى إلى سلامة الرياضيّ وصحته. ولذلك وُضعت معايير الجودة العالميّة للصناعات الرياضيّة.ما بين استيراد السّلع والخدمات المتعلقة بالرياضة أو إنتاجها محليًا والتسويق لها يبقى الحلّ الثّاني هو الأفضل من النّاحية الاقتصاديّة. فهذا يخلق المزيد من الإيرادات، وبالتالي المزيد من العمالة والأجور والأرباح.
الأنشطة التسويقية غير التقليدية : يتزايد الاهتمام بالأنشطة التّسويقيّة غير التّقليديّة. إذ إنّ تكلفة الرّعاية لنشاط رياضيّ تبلغ أضعاف التكلفة لرعاية أي نشاط آخر فنّيّ أو ترفيهيّ. ذلك أنّ قدرة المسوّقين من العلامات التّجاريّة على تحديد عائد الاستثمار من مثل هذه الأساليب تمثل تحديًا مستمرًا. فهم يسعون دائمًا للاستفادة من عامل الجذب عند الناس فيتحول الرّياضيّ نفسه إلى آداة إعلانيّة، وتتحول الملاعب إلى ساحة دعائيّة، والتّجهيز الرّياضيّ كذلك. وهذا يمثل تحديًا للمسوّقين الذين يسعون إلى إشراك المستهلك من خلال الرعاية الرّياضيّة في بيئة تنافسيّة تكلفتها الماديّة كبيرة للغاية وعائدها الاقتصادي كبير للغاية .
نمو صناعة الرياضة : تطورت اليوم صناعة الرّياضة إلى عمل واسع النّطاق يؤثر على الفروع الاقتصاديّة المتعددة مع العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المنظمات الرّياضيّة، والمؤسسات الإعلاميّة، ووكالات التّسويق، والمنظمات الصّحيّة، ومصنعيّ الملابس ووكالات السّفر، إذ تتنافس على حصة من هذا السّوق المربح. وقد تمَّ وصف هذه الصناعة الرياضيّة بأنها صناعة غير نمطية مع وجود مشجعين رياضيّين ملتزمين يحافظون على مستويات عالية من الاستهلاك والمدفوعات بصرف النظر عن النجاح الرّياضيّ وبكل المقاييس، تمتعت صناعة الرياضة بنموٍ كبير في العقد الماضي.
العلامات التجارية والبث التلفزيونى : وفي مجال العلامات التّجاريّة، يُظهر قطاع الرياضة تقدمًا ملحوظًا بالقدر نفسه: في تقرير أفضل العلامات التّجاريّة العالمية لعام ٢٠١٧م، تشير شركة Interbrand المتخصصة فى العلامات التجارية إلى أنّها ثاني أسرع قطاع نموًا، إذ نمت قيم العلامة التجارية بأكثر من ١٠٪ مقارنة بالعام السابق. يمكن أن تُعزى الزيادات الضخمة في الإيرادات على أساس سنويّ في الصناعة إلى زيادة البثّ التّلفزيونيّ للأحداث الرّياضيّة على مدى العقدين الماضيين. الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة في المبيعات والإعلانات والتّرويج وصفقات رعاية العلامة التّجارية.
تزايد حجم الاستثمارات الاقتصادية في المنشآت الرياضيّة: الاستثمارات الاقتصادية في النشاط البدني تؤمن عائدًا إيجابيًا كبيرًا على الاقتصاد، وخصوصًا الاستثمارات العامة. إذ ترتبط الاستثمارات العامة في أماكن ملائمة للنّشاط البدنيّ سواء التنافسى أو الترويحى مع توفير البنية التحتيّة والمرافق الرّياضيّة. منها يكون على مقربة من مناطق تحتوي على اكتظاظ سكاني، وذلك يزيد بشكل كبير من احتماليّة النشاط البدنيّ للسكان. زد إلى ذلك استضافة الأحداث الرّياضيّة الكبرى التي تدفع النّاس لحضورها للمشاركة بأنفسهم. وقد وثقت بعض الدّراسات تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا لرياضة النّخبة، فالرياضيّون الكبار هم مصدر إلهام ودافع للعديد من المراهقين والشّباب لممارسة الرياضة والمشاركة والمواظبة على ممارسة الألعاب الرّياضيّة ، وتوفّر المنشآت الرّياضيّة في القطاع العام العديد من العوائد الاقتصادية المباشرة أبرزها الإيرادات الضّريبيّة وإيرادات المواقف أو التذاكر والرّسوم الإضافيّة. وتُقدر دراسات الأثر الاقتصادي عادة بإجمالي الأثر الاقتصاديّ المنسوب إلى المنشأة الجديدة، وغالبًا ما يتم تلخيصه بمستوى الاستثمار في سنة معينة. كما ينظر القطاع العام عادة في الفوائد الاقتصاديّة غير المباشرة المحتملة. فإنشاء ملعب أو موقع رياضيّ يجلب معه تطورًا اقتصاديا إضافيًا، مثل المطاعم، والفنادق، والمحال التجارية، تكون حافزًا لتطوير منطقة بأكملها. ما يدفع إلى إقامة نشاطات تجارية أخرى.
تأثير الرياضة على القطاع السّياحيّ: لا يقدّر تأثير الرياضة بشقيها التنافسى والترويحي على القطاع السّياحيّ. فهي تؤثر على التّدفقات السّياحيّة أثناء اللقاءات والدّورات الرّياضيّة. فالألعاب الأولمبيّة تُعدُّ أكبر حدث رياضيّ في العالم فرضت نفسها كأكبر قوة محفزة في قيادة السّياحة الرياضية وكذلك سياحة أوقات الفراغ .
هذا يرجع إلى قدرة الرياضة على إنشاء ملفات تعريفية عالية الجودة للمدن المضيفة أو المرشحة للاستضافة الدورات الأولمبية والبطولات العالمية وجذب السّياح لمدة طويلة بعد تنظيم الألعاب تنتهي الألعاب وتبقى المنشآت، ويبقى الأثر النّفسيّ، وتبقى المدينة محط أنظار السيّاح. تشهد المدن السّياحيّة الحاضنة للألعاب الأولمبيّة – على سبيل المثال ارتفاعًا في التّدفقات السّياحيّة خلال وعقب الأولمبياد، وتؤثر على المدن السّياحية المرغوبة من ناحية أخرى، تعمل الأحداث واللقاءات الرّياضيّة الكبرى على تحفيز انطلاق نمو المدينة المضيفة وخصوصًا الضعيفة منها. ولا يمكن صرف النّظر عن إثارة مسألة إعادة تحويل المعدات الأولمبية إلى متاحف وأماكن تراثيّة فى بعض الدول المنظمة للألعاب الأولمبية .
تأمين وظائف جديدة إن إحدى الإحصائيات الأكثر إثارة للاهتمام بالقطاع الرّياضيّ هي كيفيّة تأثير الرّياضة على سوق العمل. إن الوظائف الرّياضيّة لها تأثير مضاعف مرتفع، ما يعني أنّها تخلق المزيد من الوظائف في المهن والصناعات الأخرى فى كافة المدن والبلدان فهى توفر وظائف دائم داعمة للاقتصاد و الناتج المحلى فيشير معهد الدراسات الاقتصادية بالفيفا CIES إلى توفر صناعة الرياضة فى إنجلترا فرص عمل تبلغ (500000) فرص عمل دائمة بنسبة (2.3%) من اجمالى الوظائف هناك ، كما أن القيمة المضافة للرياضة فى الاقتصاد الانجليزى تقارب (4.2) مليار جنيه استرليني .
وأخيرا : مما سبق يتضح قمة العلاقات التبادلية بين الرياضة والاقتصاد الأمر الذى دعا غالبية دول العالم سواء المتقدمة أو النامية إلى الاهتمام والعناية بالرياضة بشقيها الجانب التنافسي من أجل الفوز والميداليات واعتلاء منصات التتويج وكذلك الجانب الترويحى من أجل الصحة والمتعة الشخصية واللياقة البدنية والنفسية والاجتماعية للمواطن وصولا لاستخدام وتعظيم الدور التنموي المستدام للرياضة في المجتمع .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال