الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر السياحة والأمور المرتبطة بها من كافة الجهات سواء الفندقة أو المعالم السياحية أو الإرشاد السياحي أحد أبرز مجالات العمل والاستثمار المنتشرة حول العالم، ومن هذا المنطلق يذخر مجال السياحة بالعديد من الأنشطة التي تدر أرباحًا عديدة على المستثمرين فيها، أيًا كانت هذه السياحة سواءً كانت السياحة تلك محلية أو سياحة دينية او سياحة ترفيهية أو سياحة طبية أو سياحة ثقافية أو سياحة التأمل أو سياحة التسوق أو سياحة علاجية، أو غير ذلك من السياحات الترفيهية الموسمية التي عادة ما تكون في فصل الربيع والصيف وفي موسم العطلات والأعياد، وكلها سياحات تحقق عوائد كبيرة لمن يعملون به ويقدمون الخدمات ويتمتعون باللباقة في تقديم الخدمات وجذب السياح وحسن التعامل معهم.
ولكي يندمج الشخص في مجال السياحة كمستثمر أو صاحب مشروع أو موظف، يتوجب عليه أن يتمتع بالثقة ويلم بالمعلومات والخدمات المختلفة وأن يكون قادرًا على جذب وإقناع السائحين، وأن يسعى جديًا في تطوير العلاقات مع الفنادق والمرافق السياحة المختلفة، كما يجب عليه كذلك الاهتمام بالتخطيط والتطوير والتطور المستمر في المجال السياحي، والعمل على تحسين الخدمات وخاصة خدمات السفر والتنقل وكافة أمور المراقبة على الخدمات للسواح وغيرها.
ولاشك أن العمل في السياحة لا يعتمد فقط على رأس المال، لكنه يحتاج في كثير من الأحيان للدراسة والتعلم والتدريب في المسارات العلمية التي تتعلق بالسياحة والفنادق، على أن يكون نتاج الفائدة لمن يتعلمها أو يدرسها أو يتدرب عليها أن يكتسب معارف ومهارات في فن تقديم الخدمات ومجالات السياحة المختلفة، ومختلف أمور السفر والتنقل بين الدول وداخلها.
وهنا تأتي الإشارة إلى أن من أهم الموضوعات التي يتم تدريسها في هذا المجال وفق مؤسسات التعليم العالمية هي (العمل كمرشد سياحي لدى أيٍ من المتاحف أو الشركات السياحية المختلفة، العمل كوكيل سفر مسؤول عن تنظيم الرحلات وضبط مواعيدها وفق جداول زمنية محددة، العمل كمنظم رحلات يوزع مساراتها وينسق مع المناطق السياحية والترفيهية والفنادق وغيرها من الكيانات الجاذبة للسائحين، العمل كمرشد مجموعات يقود الأفواج والوفود السياحية ويتعامل معها من لحظة الخروج من الفندق وحتى العودة ثانية، العمل كمدير فندق، وهي ليست وظيفة إدارية فحسب، بل يجب عليه تنظيم استراتيجيات خاصة بالنزلاء المحليين والسائحين).
ومن هذا المنطلق وازنت المملكة بين الاهتمام بمجال السياحة وبين الاهتمام بعملية تهيئة مخرجات للعمل في مجال السياحة فتم إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية والتدريبية المعنية بتخريج طلاب ذوي مهارات في عملية السياحة والفندقة في جميع أرجاء وأنحاء المملكة، بلغ عددها وتصنيفها في آخر إحصائية تم الوصول إليها عن طريق موقع وزارة السياحة: (8) كليات في جامعات حكومية، (3) كليات تميز، (3) كليات تميز تحت الإنشاء، (4) كليات سياحة وفندقة تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، (3) كليات في جامعات خاصة، و (26) معهد ومركز خاص.
ومن هنا يقترح كاتب الرأي أنه من منطلق أهمية السياحة والفندقة الاستثمارية، ومن منطلق التنوع في الكليات المعنية بأمور السياحة والفندقة في المملكة، وتعدد الجهات التي تتبع لها، وفي ضوء إنشاء مجموعة بوتيك في المملكة والمعنية بالسياحة والفندقة، يقترح كاتب الرأي أن يتم وضع كليات السياحة والفندقة في جميع أنحاء المملكة تحت مظلة وزارة السياحة، على أن تقوم الوزارة بعقد شراكات مع الجهات التعليمية المحلية والدولية لإعداد الكوادر البشرية المهيأة للعمل في قطاع السياحة والفندقة وفق خطط ورؤى وزارة السياحة من حيث العدد الكمي، التخصصات المطلوبة، المهارات الضرورية، ومواكبة التطور في عالم السياحة والفندقة على مستوى العالم.
وفي ضوء رؤية المملكة 2030 لعل هذا المقترح يجعل منافسة خريجي الثانوية على القبول في كليات السياحة والفندقة على مستوى المملكة تكون مرتفعة، وتكون المنافسة على القبول فيها أكثر وأشد من المنافسة على القبول في الكليات الجامعية الأخرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال