الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أتصور بأن التحدي الأكبر في مواجهة الفساد بكافة أشكاله هو في خلق نظام رادع يجعل الفاسد يفكر ألف مرة قبل أن يُقدِم على فعلته، فالفساد كما يشير أحد المختصين “سلوك مُعقد الفرق فيه بين مجتمع وآخر يكون في إمتلاك آليات قانونية وإدارية تردع الفاسد وتزرع لديه الخوف، وإذا ما قررَ في لحظة ما أن يتجاوز القانون فهناك قوة رادعة وقضاء يضع الأمور في نصابها وهناك إرادة سياسية تجعل محاربة الفساد نهجاً دائما وليس موسماً”.
نستحضر هنا تجربة الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله في القضاء على الفساد وفي إشاعة روح العدالة حتى أصبح رمزاً لمحاربة الفساد لدى الأخرين، وهو شعور يزيدنا فخراً بهذا القائد الذي لم يكتفي بالقول بل أنه فعل، فكيف حدث هذا؟
لقد قال الأمير كلمته الشهيرة (لن ينجو من الفساد كائن من كان) وكان يدرك حينها حجم الصعاب وحجم الفساد المتوغل في الاداء الحكومي وأخذ على عاتقه مهمة القضاء على الفاسدين مهما كلفه الأمر، وقد تحقق له ما أراد من خلال المكاشفة والمحاسبة بدءاً من رأس الهرم في المؤسسات الحكومية.
ولعله في سبيل ذلك تم إنشاء هيئة الرقابة ومكافحة الفساد والتي اسهمت بمنهجيتها في اشاعة الوعي من خلال الوقوف على المضبوطات ونشر الأسماء والإعلان عبر تويتر بين الحين والأخر، وهو ما أشاع الوعي بين أفراد المجتمع حتى أصبح التبليغ والتعاون من قبل المواطنين دافعاً لكشف الكثير من قضايا الفساد المتوارية خلف الأنظار .
إن شعور الأمان الذي نشعر به وهذا الارتياح ولله الحمد هو الدافع الحقيقي لدفع عجلة النماء والتقدم في البلاد لا سيما طموحات الرؤية وهذه المشاريع العملاقة التي تطالعنا بها وسائل الإعلام والتي ما كانت لتكون لولا تعامل الدولة بحزم في سبيل القضاء على وباء الفساد الذي آتى على الكثير من خيرات الوطن ومدخراته.
لقد أشاعت هذه الجهود نظاماً جعل الأشخاص الذين ينوون السرقة أو الرشوة أن يفكروا ألف مرة قبل أن يُقدِموا على هذا الفعل وبمثل هذا تتقدم الدول..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال