الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تابعت خلال هذا الأسبوع أحد الأفلام الامريكية والمعنون بلا تنظر للأعلى (Don’t look up) يستعرض الفلم اكتشاف أحد العلماء لاحد الاجرام السماوية المتجهة للأرض ومحاولاته البائسة لإيصال الخبر للمجتمع والاعلام والذي يقابله بتجاهل واستهتار لعدم رغبتهم بهذا النوع من الاخبار الجادة مما نتج عنه ارتطام الجرم بالأرض وهلاك الكثير.
الفلم ينطبق بشكل كبير على واقع العديد من الشركات والمؤسسات من تجاهل للمشكلات الكبيرة وسيطرة الاعتقادات والمعلومات المغلوطة على الحقائق المدعومة بالأدلة ولعل المصطلح المشهور (the elephant in the room) يشير الى نفس هذا المفهوم من تجاهل الموظفين لوجود شيء عظيم داخل الشركة وعدم رغبتهم بالاعتراف فيه للعديد من الأسباب. ولعل هذا يقودنا الى محاولة فهم ما يحدث! يقول الألماني بونهوفر إذا أردنا أن نستفيد من الغباء يجب أن نفهم طبيعته. أن الغباء آفة تصيب وتسيطر على الجموع حيث أن الغباء الفردي لا يؤثر على المجموعة والعكس صحيح حيث أن الغباء الجماعي يمكنه بسهولة التأثير على الأفراد. وهذا يقودنا الى أن الاغبياء بغالبيتهم ليسوا نتاج عوامل سيكولوجيه وأنا عوامل اجتماعية.
أشارت إحدى الدراسات عن كيفية استجابة الأفراد للمجموعات المحيطة بهم وعن ميل الفرد الى تبني رأي المجموعة بالرغم من مخالفته للمنطق، حيث أظهرت الدراسة أنه حوالي 75% من المشاركين أجابوا على الأقل لمرة واحدة بما يتوافق مع رأي المجموعة بالرغم من مخالفة ووضوح خطأ الإجابة ومخالفتها للمنطق.
ولعل هذا يوضح بشكل جلي سبب فشل وتدهور بعض المؤسسات والشركات الواضح مقابل ايمان منسوبيها بعكس الواقع وقناعتهم بأنهم يسيرون بالشكل الصحيح!
يعتقد الكثير المدراء بأن الغباء يسهل من عملية توجيه الموظفين من خلال تبني سرديات بسيطة وسطحية للمشاكل المعقدة يقول هنري منكن (لكل مشكلة معقدة جواب سهل وواضح وخاطئ) الا أن ذلك يخلق مع الوقت بيئة غبية تساهم في تغذية سوق العمل بالعديد من الاغبياء.
ومن هنا نستطيع القول إنه يمكننا أن نطلق صفة الغباء على المنظمات والشركات أيضاً الا أن الغباء المؤسسي يمكن التغلب عليه من خلال العديد من الاستراتيجيات بعكس الغباء السيكولوجي الذي يقول فيه المتنبي (لكل داء دواء يستطب به … الا الحماقة اعيت من يداويها).
في رعاية الله…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال