3666 144 055
[email protected]
جميل جدا ان يسعى البنك الاهلي السعودي للاستحواذ على مصرف دولي بدعم من صندوق الاستثمارات العامة للتوسع على الساحة الدولية والانكشاف على الفرص في العالم تمويلا واستثمارا. وجميل أن تكون (التكهنات) تشير الى الاستحواذ على احدى المصارف الأوروبية العريقة( واقصد هنا قديم على الساحة الدولية)، و رشحت مصادر بلومبرغ مصرفين في اوروبا ، خصوصا انها تتداول على مكررات منخفضة تاريخيا و خصوم عالية على القيمة الدفترية قد تتجاوز ال٥٠%.
ولكن من المهم تسليط الضوء على سبب وصول عدد من المصارف الأوروبية لهذا الوضع على الرغم من تغلغلها في الأسواق وانكشافها على الفرص و إدارتها الحصيفة لمخاطر (الائتمان)، السبب يعود الى ضعف توافق أعمالها مع القوانين الدولية المتعلقة بتمويل الإرهاب وضعف إجراءاتها في مكافحة غسل الأموال وضعف التزاماتها بقوانين الحظر السياسي على الدول الخارجة عن القانون الدولي، اضف الى ذلك ضعف التزامها بقوانين الإفصاح عن مصادر الأموال بغرض الإفصاح الضريبي. وعلى الرغم من فرض غرامات عصفت بملاءتها المالية وفرض مسؤولين للالتزام من قبل البنوك المركزية و تغييرات جذرية في مجالس الإدارات والإدارات التنفيذية إلا أننا ما زلنا نشاهد ان هناك عدم رضى عن الارتقاء بمستوى التقيد بما سبق. وعليه أتساءل هل نملك القدرة والمؤهلات القانونية الدولية لتغيير واقع ستاندرد تشارترد او كريدي سويس. ذلك أن أي فشل سيرتد على استثمارنا بطريقة سيئة و قد تستغل استغلال سئ كذلك وقد تكون باب لاتهامات جزافية نحن في غنى عنها.
اجمالا نجحت مصارف بلادنا بحنكة و توجيه البنك المركزي في تفادي كل ما وقعت فيه المصارف الأوروبية والآسيوية كذلك، وكنا محط اشادة دولية في هذا المجال، وكانت مصارفنا نقية من اي شائبة ومن أي اتهام من أي كان. فهل سننجح في نقل تجاربنا للعالم في هذا السياق؟ شخصيا اعتقد نعم، إذا تضافرت الجهود وتم الاستعانة بالكادر الوطني خصوصا من البنك المركزي السعودي الحصيف.
حقيقة سعدت بهذه الاخبار واتمنى ان تكون بداية موفقة لتواجد مصارفنا على الساحة الدولية، واتمنى ايضا ان نترك بصماتنا على القطاع المالي الدولي لنثبت للعالم قدراتنا المالية الفائقة التي لم تأتي من فراغ.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734