ثقافة النجاح المستمر

بغض النظر عن مدى جودة العمل الذي تعمله، سيأتي شخص ما يوماً ما ويحاول القيام بما تعمله بشكل أفضل. هذه هي طبيعة المنافسة. لتكون قادراً على المنافسة، تحتاج إلى التركيز باستمرار على تقليل الأخطاء وقلة الكفاءة التي تقيد عملك. الرحلة لجعل شركتك متماسكة وأكثر إنتاجية تطالب بعقلية تحسينية مستمرة – وهي وسيلة للاستمرار بالتحدي، حيث أن هذه هي الطريقة التي تستقيم بها الأشياء، والسعي بنشاط للحصول على فرص للقيام بأشياء أفضل وأكثر ذكاء وأكثر كفاءة. بينما قد لا تكون قادراً على التحكم في العوامل الخارجية مثل ارتفاع الأسعار أو ما قد يفعله منافسيك، لكن يمكنك دائماً الاستمرار في تحسين عملياتك.

لذلك يسأل البعض: ما هو التحسين المستمر؟ التحسين المستمر هو مراجعة منهجية لمنتجك وأداء العملية مع التركيز على التحسين المستمر والمتزايد. من منظور العمليات، عادة ما يركز التحسين المستمر على تقليل الأخطاء. للقيام بذلك، تحتاج إلى تحليل كل خطوة من خطوات عملياتك وتحديد ما إذا كانت تضيف قيمة – تُعرَّف على أنها أي شيء يرغب العملاء في دفع ثمنه – أو ما إذا كانت مضيعة للوقت.

يتعلق التحسين المستمر في جوهره بتحديد الهدر والأخطاء والقضاء عليها، والتأكد من أن كل جانب من جوانب عملياتك يضيف قيمة. نحن في زمن تتسابق فيه الأفكار وريادة الأعمال للدخول في الأسواق الناشئة بحثاً عن النمو السريع، حيث تتحرك الأسواق الناشئة بشكل سريع جدًا للتحول من الاقتصاد التقليدي الذي يعتمد على الزراعة وتصدير المواد الخام إلى اقتصاد يتم الاعتماد على الصناعات والتكيف مع انفتاح الأسواق العالمية. لكن كثير من هؤلاء لا يدرك أهمية وفوائد التحسين المستمر. من واقع خبرة، تبدأ العديد من الشركات الجديدة بفكرة أو منتج أو خدمة رائعة، وغالبًا ما ينصب تركيزها الأولي على النمو والابتكار في الإنتاج والتوزيع والمبيعات. بمجرد دخول المنافسين إلى السوق، يعتمد البقاء على قيد الحياة على مدى استجابة الشركة وتكيفها مع عملائها والسوق. وهذا الكلام بالتأكيد ينطبق على الشركات العالمية الكبيرة، والتي كانت تهيمن بخدماتها على الأسواق.

هناك منافسة أكثر من أي وقت مضى، وبالتأكيد المنافسة شيء جيد. حيث تمنحنا أساسًا للمقارنة بين أقراننا وتدفعنا إلى القيام بعمل أفضل. ولكن هذا يعني أيضًا أننا لسنا الوحيدين الذين يقدمون منتجًا أو خدمة أو ميزة معينة. عندما تكون هناك منافسة محدودة، يمكنك بسهولة الدفاع عن حصتك في السوق، ولكن في المناخ التنافسي السائد اليوم قد لا ترتاح أبداً.

بالنسبة لمعظم الصناعات والشركات هذه الأيام، ليس عليها فقط أن تهتم بالمنافسة المحلية ولكن أيضًا بالمنافسة الأجنبية. لأن الآن يمكن للمنتجات والخدمات الناضجة من الأسواق الأخرى أن تفاجئك. إذا لم تتابع ما يحدث في أي مكان آخر في العالم وتستعد له، فلن تكون مستعدًا للتعامل معه عند وصوله. فالمعلومات في كل مكان والمستهلكون متصلون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. ولديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات، فهي في متناول أيديهم. الديناميكيات تتغير الآن، فلقد تم هدم الجدران القديمة حول المنتجات والخدمات، وتحصد الشركات الذكية والمرنة الثمار هذه الأيام. رأينا أن تطبيقات الهاتف المحمول قلبت صناعة سيارات الأجرة رأسًا على عقب. والحلول التي تقدمها البنوك عبر الإنترنت والتي يمكن أن تكون بديلاً للبنوك التقليدية. خدمة التوصيل إلى المنازل تغير طريقة شراء المنتجات اليومية. هذا لا يعني أنه تم الانتهاء من الأعمال التجارية “التقليدية” – بل يعني فقط أنها بحاجة إلى التطور والمواكبة.

هناك فرق كبير بين تطوير منتج أو خدمة ناجحة وتشغيل عملية فعالة. يمكنك البدء بالأول، ومع ذلك في النهاية، ستحتاج إلى القيام بالأمرين معًا لتكون ناجحًا. إن التحسين المستمر هو مهمة لا تنتهي – رحلة مستمرة وليست وجهة. بمجرد دمج التحسين المستمر في ثقافة الشركة، تأتي الأفكار حول التحسينات المحتملة من جميع مستويات المنظومة. وفي الحقيقة يستغرق بناء هذا النوع من الثقافة وقتًا طويلاً، لكن الطريقة الجيدة هي البدء في إشراك الجميع. الإعلان عن مقاييس الأداء والأهداف. تشجع الناس على مشاركة الأفكار ومكافأة أولئك الذين يساهمون في النتائج. المساءلة في الإدارة مهمة أيضًا. التحسين المستمر هو تركيز مطلوب لخلق قيمة للعملاء، والشركة التي تضيف دائمًا قيمة مع الحرص على التخلص من الهدر والأخطاء المتكرره، هي في وضع يمكنها من النجاح بكل المقاييس. وجوهر عقلية التحسين المستمر هو الاعتقاد بأن التدفق المستمر من التحسينات المنفذة بجدية، سيكون لها نتائج تحويلية في المستقبل.