الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يراهن معظم الاقتصاديين على ان الصناعة هي الركيزة الأهم في قاعدة أي اقتصاد ومحركه الفاعل للنمو ، المملكة من خلال رؤية المملكة 2030 انتهجت سياسةً اقتصاديةً تهدف إلى تنويع القاعدة الاقتصادية فقدمت الدعم اللامحدود للقطاع الصناعي ومن ذلك برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الهادف الى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية عبر تعظيم القيمة المتحققة من قطاعي التعدين والطاقة والتركيز على محوري المحتوى المحلي والثورة الصناعية الرابعة، ليساهم البرنامج بشكل كبير في تعظيم الأثر الاقتصادي وتنويعه للقطاعات المستهدفة، واستدامة نمو تلك القطاعات وتحقيق ريادتها، وخلق بيئة استثمارية جاذبة فيها.
واستكمالاً لتعزيز الدور الصناعي انطلق الاحد الماضي ضمن فعاليات موسم الرياض برنامج صنع في السعودية وهو مبادرة وطنية أطلقتها هيئة تنمية الصادرات السعودية كجزء من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ويهدف إلى تحفيز الصناعات الوطنية وتشجيع المستهلكين على شراء السلع المحلية وتنمية وتعزيز صادرات المملكة إلى الأسواق العالمية والذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة .
إن معرض صنع في السعودية يُعد الظاهرة الصناعية الأكبر التي تستعرض بكل فخر منتجاتنا وصناعاتنا المحليّة، بمشاركة أكثر من 150 شركة وطنية.
قال سموه خلال كلمته : بساطة لا أجد في مخيلتي منتجًا أهم، ولا أعز، ولا أغلى، ولا أجدر بأن نهتم به، من شبابنا وشاباتنا في هذا الجيل والأجيال القادمة، الذين صُنعوا حقيقةً في السعودية أبًا عن جد وورثوا عن آبائهم وأجدادهم هذه الهوية السعودية، وكنت وما زلت وسأظل أكرر أننا يجب ألا يكون لنا دور إلا أن نمكّنهم لتحقيق طموحات بلدنا ومنجزاتها، ولا عذر لنا إن لم نفعل»، منوّهًا بدور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- في تمكين هذا الجيل قائلاً: «إن لهذا الجيل الشاب شابًا ملهمًا قائدًا فاعلاً هو صاحب الرؤية الذي يراهن أن الاعتماد على شباب اليوم والمستقبل هو ما سيحقق هذه الرؤية، فهم الأقدر والأكثر حيوية على تنفيذها على أرض الواقع».
لقد كانت المملكة ولا تزال تولي جل رعايتها اعداد وصقل شبابها لخوض غمار القطاع الصناعي والتقني فأنشأت الكثير من الكليات التقنية والمعاهد الصناعية للذكور والاناث وتوسعت فيها بشكل غير مسبوق حتى أصبحت التدريب التقني اليوم متاحاً لأي شاب وشابة في كافة مناطق ومحافظات المملكة .
معرض صنع في السعودية الى جانب ابراز الصناعات والخبرات السعودية يسعى لإيصال المنتجات والمصنوعات السعودية إلى الريادة العالمية ويجعلها أقرب للمستهلكين وسوق الأعمال، وكذلك اكتشاف التقنيات الجديدة والمبتكرة في رسالة واضحة على قدرة وجودة المنتجات السعودية وما يمكن ان تخلقه من قيمة مضافة محلياً وعالمياً ، من هنا يأتي هذا المعرض ليكون بمثابة حلقة وصل بين المنتجين والمستهلكين اضافة الى تقديم العديد من العروض الحية والفريدة، بمشاركة أكثر من 150 شركة، إضافةً إلى تنظيم أكثر من 15 ورشة عمل، وسط استضافة 30 محاوراً للحديث عن خلاصة تجاربهم، وأبرز خطط نجاح التصنيع التي نفّذوها، لتكون شواهد حاضرة على رحلة التغيير التي تقودها المملكة في مجال الصناعة وتنمية الصادرات السعودية
في الاقتصاد تسهم الصناعة في نمو الناتج المحلي الإجمالي لكن الأهم هو تعزيز كفاءة الميزان التجاري والذي يعني الفرق بين قيمة الصادرات والواردات خلال فترة معينة ، فإذا كانت قيمة الواردات تتجاوز الصادرات فذلك يعنى وجود عجز في الميزان التجاري ، وإذا كان هناك زيادة في الصادرات وتراجع في الواردات هنا يكون “فائض تجارى”. وعليه فإن الميزان التجاري هو أحد مكونات ما يعرف بالحساب الجاري لميزان المدفوعات الذي بدوره عبارة عن رصد لحجم الأموال الداخلة إلى الدولة والخارجة منها .
وبقراءة مؤشرات هذا الميزان نجد ان الصادرات غير البترولية ارتفاعاً بنسبة 26.1% عن شهر نوفمبر 2020، حيث سجلت 26.0 مليار ريال مقابل 20.6 مليار ريال، بينما ارتفعت قيمة الصادرات غير البترولية بمقدار 2.1 مليار ريال، وبنسبة 9% بالمقارنة مع شهر أكتوبر 2021 ، أما بالنسبة للواردات، فقد ارتفعت في شهر نوفمبر 2021 بنسبة 1.4% بمقدار 0.7 مليار ريال حيث بلغت قيمتها 49.4 مليار ريال ، مقابل 48.7 مليار ريال في شهر نوفمبر 2020؛ وذلك بسبب ارتفاع أسعار السلع، كما ارتفعت قيمة الواردات بالمقارنة مع شهر أكتوبر الماضي بمقدار 2.6 مليار ريال بنسبة 5.5% وسجل الميزان التجاري خلال نوفمبر الماضي، فائضاً تجارياً نحو 58 مليار ريال، مقارنة بنحو 10.1 مليار ريال في الشهر المماثل من 2020. في حين ارتفعت الصادرات غير النفطية من 46 مليار في أول 2017 إلى 69 مليار ريال في الربع الثالث 2021، أي انها ارتفعت بنسبة 53 في المائة .
مجمل القول : تمكن القطاع الصناعي في المملكة من جذب استثمارات وصل حجمها إلى نحو 4 مليارات ريال خلال شهر أغسطس عام 2021، فيما أتاح القطاع ذاته من توفير نحو 7,622 وظيفة، منها 2,999 وظيفة للسعوديين، وشكّلت المصانع الصغيرة قرابة 85 % من إجمالي المصانع المرخصة، بنسبة نمو سنوية بلغت 143 %، وأن 90 % من إجمالي التراخيص الصناعية الجديدة كانت ذات استثمار وطني، حيث بلغ عدد المصانع التي بدأت الإنتاج قرابة 97 مصنعًا، برأس مال مرخص يبلغ حوالي 917 مليون ريال كما شكلت المصانع الصغيرة قرابة 89 % من إجمالي المصانع المرخصة، فيما استحوذت منطقة الرياض على النسبة الأكبر من التراخيص الجديدة بعدد (29) رخصة صناعية خلال الشهر نفسه، وتلتها منطقة مكة المكرمة بـ (25) رخصة، ثم المنطقة الشرقية بـ 16 رخصة.
هذه النتائج المبهرة تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 والتي تسعى الى خلق وتطوير قطاع صناعي قادر على الاخذ بزمام التطور والازدهار الاقتصادي ويأتي هذا المعرض اليوم لتعزيز قيمة المنتجات الوطنية التي اثبتت انها تمتلك اعلى معايير الجودة والكفاءة ناهيك عن أهميتها الاقتصادية في المحتوى المحلي على الصعيد الإنتاجي والاستهلاكي .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال