الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في حال كنت مهتما بمتابعة ما يطرح من مشاريع طموحة على مستوى مدينتك، فأنت بالتأكيد ستبدأ بعد ذلك رحلة من البحث عن مزيد من التفاصيل بشكل أكثر عمقا للوصول إلى أكبر كم من المعلومات عن تلك المشاريع. ثم يتبع ذلك صورة ذهنية تحتفظ بها في عقلك الباطن حول كل مشروع. لكن يجب أن نعلم هنا أن ما نتحدث عنه من مشاريع هو أقرب لأن يكون مدن صغيرة داخل المدينة تكسبها طابع خاص تفرضه طبيعة المنطقة المحيطة.
تحاول بعد ذلك أن تتصور الشكل الشمولي للمدينة من حولك بعد أن ترى كل تلك المشاريع النور، وتظهر ملامحها بشكل جلي على أرض الواقع، لكن الإشكالية التي تتكشف لك مع مرور الوقت، هي أن هناك هوية طاغية، أو لنقل بمصطلح أقل حدة سمات تبرز ملامحها بشكل أكبر عن غيرها في هوية المدينة. هذه المسألة بدورها تتسبب في تشتت الصورة التي تحاول أن تبرزها أنت أمام الجمهور. لذلك يجب أن تكون على درجة عالية من الإلمام بمحتوى الرسائل والأفكار المتداولة حتى لا يتعارض أحدها مع الآخر.
كلنا نعلم أهمية السرد القصصي في خلق تجربة المكان، وعندما نعمل على صناعة تجربة للوجهة التي نقوم بالتسويق لها من خلال تناغم الرسالة بين جميع الأطراف، فنحن بالتأكيد نحاول خلق تصور عن المدينة معزز بكثير من الوضوح حتى في أدق التفاصيل.
ينبغي أن نعلم أن اللغة المستخدمة في خطابنا التسويقي تحمل أكثر من درجة، وهذا الأمر يأتي رديفا لكوننا نخاطب أكثر من فئة. فرسائل المدن في الغالب تختلف في صياغتها وقالبها عن منظمات القطاع الحكومي أو حتى الخاص، والسر في ذلك هو أننا تستهدف عدد لا محدود من شرائح المجتمع من خلال تلك الرسائل.
وطالما أننا تطرقنا للحديث عن رسالة المدينة وصياغتها فدعنا أيضا نشير لجانب آخر مهم وهو النبرة التسويقية في المدينة، وكيف تصل إلى أعلى درجات التفاعل مع الجمهور بحيث تصبح المدينة بمثابة أيقونة أو رمز. دعني هنا أترك لك أن تتخيل المسألة عندما أسألك ما هي طبيعة المشاعر التي تنتابك عند سماعك اسم مدينة سياحية كمدينة (هواي)؟ اكاد أجزم أن عقلك الباطن سيسافر بك في رحلة بحرية وتطوف بك ملامح مدينة اعتبرت لعقود سياحية معلما سياحيا. وهنا أجد أنه من المناسب أن نشير إلى جانب آخر في تسويق الوجهات ينتقل بنا من خلال ثلاث مراحل أولها يبدأ بالترويج، يتبعها بعد ذلك التسويق حتى نصل لمرحلة صناعة علامة تمثل هوية خاصة بهذه المدينة.
في مرحلة الترويج غالبا ما تكون الرسائل صادرة من طرف واحد، فتأتي خالية من التفاعل. يلي ذلك في الدرجة الثانية مرحلة يتم فيها مخاطبة فئات محددة من المجتمع ونلاحظ هنا ارتفاع درجة التفاعل، أما المرحلة الأعلى التي يطمح أن يصل لها دوما مسؤولو التسويق في أي مدينة فهي مرحلة تحديد هوية واضحة للمدينة يستطيع الجمهور أن يميزها بكل وضوح.
نستطيع أن نقول إذا أن معرفة الدور الذي تلعبه كل رسالة في خدمة أهداف المدينة يحمل أهمية خاصة على كافة المستويات، لا سيما وأنه يعمل كمصدر للقوة في تلك المدينة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال