مهرجان تمور الأحساء المصنعة.. تسويق مميز للتمور و للحضارة السعودية

مؤخراً تشرفت بالمشاركة في مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة، والذي أُقيم هذا العام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، تحت شعار “ويا التمر أحلى 2022″، وتميزت بتنظيمه أمانة الأحساء، عبر شراكة استراتيجية مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية، وغرفة الأحساء، وأقيمت فعالياته في قلعة أمانة الأحساء التراثية.

وقد لمستُ عن قرب تميز الجهود الوطنية المبذولة من قِبل أمانة الأحساء، والجهات المتعاونة، في تعزيز مناخ تسويق تمور الأحساء، وكذلك: تعزيز الجودة التسويقية والتنافسية للتمور، وتحويلها من منتج زراعي شعبي إلى اقتصادي واستثماري، وهو عمل وطني ننشده جميعاً، لما في ذلك من تنمية اقتصادية كبرى، ودفع المنتج الوطني إلى فضاءات أكثر رحابة، والاستفادة في ذلك مما تحويه واحة الأحساء، إذ تضم أكثر من 2.2 مليون نخلة، تُنتج أجود، وأندر أصناف التمور، والتي تُسوّق على مستوى المملكة والوطن العربي، وتُصدر إلى جميع أنحاء العالم.

والمميز في تنظيم مهرجان تسويق تمور الأحساء أنه لم يقتصر على تسويق التمور فقط، وإنما كان نافذة تاريخية تعرف الجميع من خلالها وبشكل فني جذاب على قصة توحيد المملكة، على يد الملك عبد العزيز “رحمه الله”، والتطور الكلي الذي شهدته الأحساء، والمملكة بشكل عام، من خلال عرض مرئي وأغنية وطنية تحاكي التطور الذي حدث مع رؤية المملكة 2030م. كما كان نافذة فنية أطل منها الزائرون على قرابة 80 لوحة لفنانين تشكيلين، من الأحساء، والمقيمين فيها، في تجسيد رائع للمحاكاة بين الماضي والحاضر.

كما كان المهرجان بمثابة فعالية تسويقية أخرى للحرف اليدوية، التي تمتاز بها الأحساء، وتضم: الخوص والقفاص، والنجار، وصناعة الفخار، وحياكة المشالح، والتطريز اليدوي، والحرق على الخشب، وعدد آخر من الحرف المتنوعة.
أما التمور عصب المهرجان فقد رأينا تشكيلة رائعة من المنتجات التحويلية الجديدة منها، كالتمر المحشي باللوز و خلطة التوت البري، وبسبوسة التمر، وعصيدة التمر الحساوية، وغيرها.

كذلك أظهر المهرجان القيمة الاقتصادية للتمور، ومحافظة الأحساء، خاصة بعد تحقيقها 11 رقماً قياسياً عالمياً مدوناً بسجلات موسوعة غينيس العالمية، والمُدرجة بقائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة اليونسكو، وهذا يضيف للمحافظة بُعداً آخر من الشهرة العالمية، والتميز الحضاري.

ولا شك أن هذا التميز بالتنظيم، وانتقاء الفعاليات المعروضة، يجعلنا نشيد بالمنظمين، والمسؤولين عن هذا المهرجان، وبمقدمتهم معالي أمين الأحساء المهندس عصام الملا، والشكر موصول لفريق عمل المهرجان، وكل من شارك في إخراج هذه التحفة الجمالية، التنموية.