الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إذا كنت مهتمًا بالعملات الرقمية أو الافتراضية فمن المحتمل أن تكون أكثر دراية بـ البلوك تشين في سياق البيتكوين والتي تم إنشاؤها في الأصل من هذه التقنية، وغيرها من العملات المشفرة في الأساس ؛ وذلك لإبقاء المعاملات النقدية غير قابلة للتعقب فنحن جميعًا على دراية بمدى أهمية حماية بياناتنا (حساباتنا المصرفية، ورسائل البريد الإلكتروني، والمراسلات الخاصة، والسجلات الطبية، وما إلى ذلك)، حيث أن هناك الكثير من عمال مناجم البيانات ،والمحتالين الذين يتسللون باستمرار إلى أجهزة الكمبيوتر لدينا فتقنية البلوك تشين كانت هي الحل لهذه المشكلة؛ مما أدى إلى انتشار البلوك تشين على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم حيث أنها تدخل في معظم المجالات الصناعية ،والاقتصادية ،والمالية ،والبحثية وتتطلع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى تطويرها لتحقيق أقصى استفادة منها لأنها أتاحت الاحتمالات غير الإحتيالية وكذلك الحد من الإحتيال والفساد. فمن خلال امتداد هذه التقنية ،وتطبيقاتها ،وتوسعها فقد ظهرت البلوك تشين كخدمة. فما هي؟ وهل تعد مفيدة ومن الذي يقدمها؟ وما هي سلبيات وايجابيات استخدامها كخدمة؟ وهل لها مستقبل في العلاقات بين الأعمال؟
في عام 2009م ظهر اسم البلوك تشين لأول مرة في ورقة بحثية نشرها فرد أو مجموعة تحت اسم “Satoshi Nakamoto”، وهو الإسم الذي أطلق بعد ذلك على الجزء التأسيسي من العمل النقدي الإلكتروني ولكنه الآن يستخدم كإسم شائع لجميع التطبيقات ،والأنظمة القائمة على دفتر الأستاذ الموزع حيث تسمح بإنشاء المعاملات بطريقة آمنة ومباشرة دون الحاجة إلى طرف وسيط كطرف محدد يتحكم في النظام. وعليه يتم تعريف البلوك تشين على أنه قاعدة بيانات لامركزية مفتوحة المصدر تعتمد على المعدل الرياضي للتشفير لتسهيل أي معاملة أو عملية أو معلومات مثل معاملات العملة أو عمليات نقل البضائع أو أي معلومات عامة مثل الأصوات الانتخابية.
بمرور الوقت يقوم مقدمو الخدمات السحابية بتنفيذ عمليات ومهام لتحسين وظائف النظام بأكمله، مثل مفهوم البرمجيات كخدمة((SaaS) Software-as-a-service). إذًا فإن عمل البلوك تشين كخدمة(Blockchain-as-a-service (BaaS)) يتمثل في تزويد العميل بنية تحتية وتحديات خاصة بالبلوك تشين بمقابل مادي كشركة خارجية بحيث يؤسس مزود الخدمة البلوك تشين بنظام لا مركزي وإبرام عقد ويهتم كذلك بالصيانة ،والتشغيل وبهذا يتعامل مزود الخدمة مع النقاط الأساسية في البرمجيات والبنية التحتية على الانترنت، فتمثل البلوك تشين كخدمة نقطة البداية التي تنطلق منها الكثير من التطبيقات ،والتطويرات الجذرية للبلوك تشين في العديد من المجالات ،والمنظمات وبدلاً من الملكية الخاصة للبلوك تشين يمكن للشركات ترك المهمة المعقدة للمتخصصين بينما تركز هي على المزايا وتحقيق الأهداف.
على الرغم من أن تكنولوجيا البلوك تشين حديثة العهد إلا أن هناك اهتمامًا متزايدًا عليها وربما يعود ذلك للمزايا والإيجابيات التي تتمتع بها حيث أنها تعمل على تخفيض التكلفة فهي تعتبر تكنولوجيا منخفضة التكلفة فلا توجد تكلفة كبيرة تدفع مقدمًا وكذلك هي سهلة الإعداد مما يساعد في التخلص من عبء الصيانة والإعداد للبنية التحتية المستمرة وأيضا لديها القابلية على التوسع، والتوافق حيث يمكنها الوصول إلى أي مكان وأيضا هي تتمتع بالمرونة الكافية لتتناسب مع ما حولها وأيضا دقة عمليات التوظيف بها والمخاطرة وأهمها البنية التحتية المرنة والأمنية والتي توفر إمكانات هائلة لمزودي الخدمة، وبالرغم من كل تلك المزايا إلا أنها ما تزال لديها بعض نقاط الضعف حيث أنها كخدمة تميل إلى المركزية فعند استضافة البلوك تشين لمزود سحابة واحدة فإن ذلك يولد نوع من المركزية وكذلك التحكم المحدود نظراً لأنه يتم إدارتها من قبل موفر الخدمة من دون التحكم في البنية التحتية وأخيراً القيود والسياسات التي تحكم المنظمات فبالرغم من هذه العيوب إلا أن هنالك من يرى أن البلوك تشين كخدمة هي مستقبل العلاقات بين الأعمال على مر العصور.
فإن المنظمات تسعى دائمًا لتحسين أنظمتها، وأدواتها، وطرق تعاملها لمواكبة التحديث، والتجديد في العالم؛ لذا نجد أن البلوك تشين وفرت دفتر أستاذ ذو مصدراً موثوق، وشفاف للحقائق والشركات قد طورت من نفسها لتقدم الحلول الخاصة بها للبلوك تشين كخدمة (BaaS) بنفس الطريقة التي تعمل بها البرمجيات كخدمة (SaaS) مما يسمح لها بتبني البلوك تشين كخدمة دون استثمار الكثير من الأموال في تطويرها.
لذا فأن العديد يرى أنها مستقبل العلاقات بين الأعمال (B2B) ويعود ذلك إلى ثلاث أسباب رئيسية تتمثل في أنها تسمح باختيار المنتجات وذلك عن طريق السماح للشركات بتجربة التطويرات قبل الاستثمارات الكبيرة وبهذا تقلل من المخاطر المتعلقة باستخدام الأنظمة اللامركزية، وأيضاً فأنه تعمل على حل مشكلة نقص العمالة حيث أنه بحكم أن هذه التقنية ما زالت حديثة فأن عدد المطورين بها ليس بالكثير مما يزيد من صعوبة استخدامها.
وأخيراً فأنها تضيف تغيراً جذرياً على طريقة إدارة العمليات حيث أن بعض الشركات أصبحت تواجه مشكلات في إتمام المعاملات الدولية نسبة لأنّ هناك وسطاء تداول مما يؤثر على سير المعاملات ولكن البلوك تشين كخدمة ساهمت في إلغاء الوسيط وبالتالي أصبحت المعاملات عبر الأنظمة اللامركزية أسرع بكثير من غيرها وعمل ذلك على توفير الكثير من الأموال وتسريع العمليات في قطاع الأعمال.
ختاماً مما سبق يتضح أن البلوك تشين كخدمة هي أنظمة تمكن العملاء من استخدام الحلول المستندة إلى السحابة والحوسبة لتطوير وإنشاء واستضافة واستخدام تطبيقات البلوك تشين الخاصة بهم والعقود والوظائف الذكية في البلوك تشين للحفاظ على البنية التحتية بصورة مرنة ،وسلسة ،وقابلة للتشغيل تدار من قبل مزود الخدمة القائم على السحابة بجميع المهام والأنشطة المطلوبة ويتحكم فيها، لذا نجد أن لدى البلوك تشين القدرة على أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من تشغيل العديد من الشركات مما يوفر قابلية التوسع ،والأمان ،وقوة الحوسبة عند إخفاض النفقات الرأسمالية ،والنفقات التشغيلية لكن بالطبع كما هو الحال مع معظم التقنيات الجديدة وعروض الخدمات هناك عدد من القضايا القائمة على المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار بعناية قبل أن تبدأ الأعمال ولا سيما تلك التي تخضع إلى ضوابط، وقوانين ،وتشريعات ،ولوائح تنظيمية شديدة حتى يتم تحقيق الفائدة المحتملة بشكل كامل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال