الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تراود إلى ذهني ذات يوم عندما ذهبتُ إلى احدى عيادات الاسنان الخاصة فوجدت طبيبة أسنان تقول لي “تحتاج فينير” والفينير هو المسمى العلمي لابتسامة هوليوود!
فقلتُ ببساطة “ما احتاجها” وجدتُ ذهول على وجهها وكأني دمرتُ حلماً كانت تحلمُ بهْ.
سألتها وبصراحة “عليك تارقت” وهنا أقصد الهدف البيعي والذي في العادة يُخصص لموظفي المبيعات ليحصلوا على العمولة.
فأجابت ” ايه والله.. 40 ألف شهري” واستطرَدتْ في الحديث “وعلى فكرة ما عندنا رواتب نأخذ نسبة فقط رواتبنا اللي في العقود منظر فقط” وملأ الخجل وجهها واكملت “والله ما تعلمنا كذا في الجامعة.. ولا هو من ادبيات العمل اللي تعلمناها لكن هذا الموجود”!
نزلتُ من العيادة وذهبتُ إلى الصيدلية القريبة منها فوجدتُ صيدلي سعودي واخر غير سعودي، ينصحني الصيدلي بمعجون اسنان خاص وفُرشة خاصة، فتبادر إلى ذهني حوار العيادة وسألتُ حينها الصيدلي مازحاً “وأنت بعد عندك تارقت”!
أبتسم فأجاب “أي والله”! واكملت “بدون راتب بعد؟” فأجاب مبتسماً لا الراتب سبعة آلاف عشان أنحسب في السعودة بس ما أستلم إلا نصه والباقي أرجعه الله يفكنا بوظيفة حكومية يا رجل”!
خرجت وعقلي يكاد يتوقف من ذهول الموقف ماذا نريد أن نصنع بأطباء المستقبل أن كان هذا حاضرهم؟
وعلى الرغمَ من القرارات الأخيرة الصادرة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتوطين مهن الصيادلة وأطباء الاسنان، ولكن اعتقد هناك دور على الشؤون الصحية بمتابعة هذه الأمور وإيجاد الحلول فعلى سبيل المثال أن كانت تكلفة العيادات والصيدليات في حال التوطين عالية فما المانع من صناعة تحالفات طبية بمستوى عالي ويتوفر بها أطباء برواتبهم الطبيعية “وليس بنسب” بالتأكيد عندها سنرى جودة أعلى وعيادات تستوعب حجم أكبر من المراجعين بدلاً من كثرتها بهذا الشكل العشوائي وتهرّبها من قرارات التوطين بهذا الشكل!
لابد من أن نحّذر من جشع بعض تجّار الأنشطة الصحية الذي بدأ يجعل من الاطباء جبراً بائعين مهره وليس أطباء يحترمون أدبيات المهنة!
قيل لي:
كيف أجد وظيفة طبيّة؟
فأجبت: خلك بيّاع شاطر!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال