الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدأ يوم الأحد تطبيق نظام الانضباط الوظيفي على موظفي القطاع العام فتنفس المميزون الصعداء واكتئب المتسيبون الأعداء لأي تنظيم وإن كان في مصلحته!
سألت العديد من الموظفين العاملين في القطاع العام لماذا انت متخّوف من نظام الانضباط الوظيفي فأجاب “ما فيه أمان وظيفي”!
علماً بان الانضباط الوظيفي هو معايير ومبادئ تضمن لك حقك وتعتبر اساساُ للسلوك المستحب من أفراد العمل والمنظمة في آن واحد ويتعهد الطرفين بالالتزام به.. فلماذا “انت زعلان”!
ولو عملنا استبياناً بسيطاً لعدد من العاطلين عن العمل لوجدنا عدداً ليس ببسيط يقول لك “ابحث عن وظيفة حكومية عشان الأمان الوظيفي”!
ومن هنا ايقنتُ بأن الكثير لا يعرف أيضاً المعنى الحقيقي لمصطلح الأمان الوظيفي، فهو في اعتقاده ان الأمان الوظيفي هو ان تخرج وتعود لمكان عملك وتهمله ولا يستطيع محاسبتك حتى مديرك بحجة “الأمان الوظيفي” ونسى أو تناسى “الأمانة الوظيفية”!
الأمان الوظيفي هو حالة نفسية وتوقع يعيشه الموظف حول مدى استمراريتهُ في المنظمة من عدمها اما في تعريفي الشخصي ان الأمان الوظيفي انت من تجلبه لنفسك أيها الموظف، فلن تستغني عنك أي منشأة او منظمة ان كنتَ عنصراً فاعلاً بها، اما ان كنتَ موظفاً مهملاً لا تبالي بأوقات عملك وانتظار عملاء المنشأة و مراجعيها، فهنا ليس لك اماناً وظيفياً فأنت تفتقد للأمانة الوظيفية!
وفاقد الشيء لا يأخذه ليس فقط لا يعطيه، انصحك يامن تقرأ هذه الكلمات انضبط وإلا هناك آلاف المنضبطين يتحينون الفرصة التي حصلت أنت عليها بفارغ الصبر ليقدموا أضعاف ما تقدم!
قبل فترة ذهبت لإحدى الإدارات الحكومية فوجدت الموظف الذي يستقبلني بكل ملل وكأني أدخل الى “مقلّط بيته” تتساقط من يديه فتات “التميس” ورائحة الفول والبصل” تعطر الاستقبال” وأوضحت مشكلتي لهُ فأجاب “طيب وش اسويلك” فاعتذرت عن وقت زيارتي الغير المناسب وقلتُ في داخلي “لا سلام على الطعام وان كان وقت الدوام”!
عدتُ بعد نصف ساعة فستقبلني موظفاً بديلاً غارق في العمل ووجدتهُ بشوشاً يبتسم في وجه المراجعين ويقول “تفضل كيف اقدر اخدمك” فاعتقدت أنى مضيع العنوان “الله يسامحك يابو تميس”، طرحت له مشكلتي فأجاب وتفاعل واتصل بل أوصلني إلى مدير الإدارة بنفسهِ معتذراً لي طوال فترة المسير وكأن الخطأ هو خطأه الشخصي!
خرجت وقد حُلتّ مشكلتي وابتسمتُ في وجهه وشكرته وسألته عن “أبو تميس” فجأب “أي أبو فلان؟ هذا متوظف قبلي في الإدارة واخر السنة زيادته نفس زيادتي”!
هل هذا العدل يامن تسأل عنهُ وتتعذر بجملة “الأمان الوظيفي”!
لا أخفيكم سراً بأني فرحتُ كثيراً بنظام الانضباط الوظيفي، فهو كطوق نجاة للموظف المتميز، وناقوس خطر للموظف المهمل، لذلك أقول لكم ابتعدوا عن السلبيين والمحبطين ومن يجعلونكم تعيشونَ شعور الظلم الدائم وأن كل نظام هو ضدك، النظام لم يخلق يوماً ليتقصّد موظفاً بعينه بل يُخلق لرفع كفاءة وجودة الأداء في شتى القطاعات العامة، فمن ابسط حقوقنا ان نفتخر بخدمات القطاع الحكومي لدينا كما افتخرنا بكثير من الأنظمة والإنجازات التي لا نستطيع حصرها في مجلدات فكيف لك بمقال!
قيل لي:
ما هو الأمان الوظيفي؟
فأجبت تمّيز وإلا ستموت!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال