الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إدارة الأزمات هي نوع من أنواع الإدارة وتعرف الأزمات بأنها التهديد الذي يلحق أذى إما بالأشخاص أو الممتلكات أو تعطيل العمل للمؤسسات أو الشركات أو الدول أحيانا والتي قد تضر باسمها وسمعتها، وتعتبر إدارة الأزمات هي كيفية التغلب على الأزمات بالطرق العلمية والإدارية المختلفة وتفادي سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها وهو أيضا علم إدارة التوازن أو التكيف مع المتغيرات وبحث آثارها على كل المجالات المختلفة في الحياة.
وسوف أبدأ المقال بسؤال عن ماهي سمات الأزمات؟ :- والإجابة تكون في النقاط الملخصة الآتية:
* الأزمات هي نقطة تحول تحدث وتتطلب قرارات سريعة وعاجلة لمواجهتها وعلاجها أو التخفيف منها قدر المستطاع.
* تهدد الأهداف المرسومة قبل الأزمة وتعيق من تحقيقها ولو لفترة محددة.
* من سماتها ضعف السيطرة أو فقدانها على الأحداث بعد الأزمة.
* عدم كفاية المعلومات المساعدة للحلول المناسبة بسبب المفاجأة.
* ضيق الوقت والشعور بالقلق والضبابية والاضطراب في هذه الفترة.
مثال فعلي لا ينسى عن إدارة الأزمات :- وهو من الأمثلة التي لا ينساها العالم في إدارة الأزمات:
عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بهجوم نووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي أثناء الحرب العالمية الثانية نظرا لصلابة المقاتل الياباني وتسببت في تدمير المدينتين تماما وصعوبة الحياة الإنسانية فيها بسبب دمار البنية التحتية، وقد صنفت هذه الكارثة من أسوأ كوارث القرن العشرين، لذا اجتمع فريق ياباني من إدارة الأزمات وتم طرح أحد الخيارين التالية:
الخيار الأول: هو البقاء على نفس الوضع والعيش على إعانات الدول والغرق في الديون وعدم تطوير البلد.
الخيار الثاني: الاعتماد على أنفسنا ونبدأ العمل بكل جد وبمجهود شاق لنهضة البلاد والبدء من الصفر.
وتم اختيار الخيار الثاني وتنفيذه بدقة وتعاون الشعب ونجحت اليابان نجاح باهر في النهضة من جديد بسبب قرار إدارة الأزمات المدروس والنظرة المستقبلية الثاقبة وكان قرارا صعبا لكنه قاد اليابان الى مستقبل مشرف وواعد.
وكي نوضح أكثر للقارئ الكريم هناك أنواع مختلفة من الأزمات تتمثل في التالي :-
1- الأزمات المادية: هي مثل أزمة الغذاء أو أزمة الديون أو البطالة أو الإفلاس أو أزمة انخفاض المبيعات للشركات أو أسعار البترول للدول.
2- الأزمات المعنوية: هي طابع نفسي مثل أزمة الثقة للإنسان أو ضعف الولاء والانتماء أو ضعف الوازع الديني والأخلاقي.
3- الأزمات السهلة: ويمكن علاجها بسهولة مثل انتشار الشائعات في محيط العمل أو الإضراب الجزئي في بعض الدول أو الشركات أو عطل في بعض خطوط الإنتاج.
4- الأزمات الصعبة: وتكون صعبة نوعا ما مثل حريق في مستودعات رئيسية لشركة أو إضراب عام للموظفين في مقر العمل يؤثر عليه أو العدوان الخارجي على الدولة.
5- الأزمات الجزئية: وقد تمس إما جزء من شركة أو جزء من دولة أو جزء من نظام يصحبه خوف من امتداد الأزمة لكامل الكيان مثل الحريق أو تدهور العمل الجزئي أو وباء في أحد المدن.
6- الأزمات العامة: وتمس هذه الأزمات كامل الكيان سواء شركة أو دولة أو منظمة بحيث يكون التأثير عام على الكيان المادي والمعنوي والبشري أيضا مثل حريق أو إضراب عام أو تقلبات جوية مؤثرة.
7- الأزمات غير المتكررة: وتأتي بشكل استثنائي وغير متكرر وتكون أسبابها خارجة عن الإرادة مثل التقلبات الجوية المؤثرة أو البراكين أو الأعاصير (مثل تسونامي 2004م).
8- الأزمات المكررة: هي أزمات تتكرر بشكل دوري ومعروف توقيتها وكيفيتها ويمكن احتوائها بالتدابير المخطط لها مثل الكساد الاقتصادي أو المشاكل الزراعية كالجراد أو آفات الزرع أو أزمة العاملين في أوقات معينة.
متطلبات فريق إدارة الالتزام :- يجب أن يتسم الفريق بالصفات التالية للقيام بعمل مميز:
* أن يكون على درجة عالية من القدرات والمهارات في التعامل مع الأزمات لإيجاد حلول مناسبة أو على الأقل التخفيف من حدتها في الزمن المحدد وحسب الموارد المتاحة.
* تنوع الخبرات المتخصصة في الأزمات حتى تكون لديهم الخبرة الكافية لأي نوع من الأزمات التي قد تحدث وكيفية التعامل معها وحلها بأفضل الطرق في المدة المحددة.
* التخطيط الجيد لأي ظرف طارئ يحدث والتدريب على التخطيط من أجل تفادي الوقوع في مشاكل مستقبلية.
* استخدام وسائل عملية للتعامل مع الأزمات مثل المحاكاة والسيناريو وهي الافتراضات المتعلقة بالأزمة وتحليلها ودراستها لوضع التصورات والحلول المناسبة لها.
* ميزة التنبؤ الوقائي وهي إدارة تعتمد على الفكر التنبؤي بالإنذار المبكر لتفادي حدوث أزمة متوقعة عن طريق منظومة وقائية تعتمد على الابتكار وتدريب الموظفين عليها.
خطوات إدارة الأزمات :- ويعتمد عليها فريق العمل في إدارة الأزمة ونختصرها في التالي :
1- تحديد خطة مكتوبة وواضحة الأهداف وذات إجراءات محددة تتخذ في الأزمات ومتابعة التنفيذ ومراحله بدقة.
2- تعيين متحدث رسمي وتجهيزه لتغطية أسئلة واستفسارات وسائل الإعلام بشكل احترافي.
3- الالتزام والمصداقية والشفافية لإيقاف انتشار الشائعات وتفادي الضجة الإعلامية.
4- إظهار المستجدات يضمن استمرار العمل بسلاسة وتقارير صحيحة وسليمة دون إشاعات مغرضة.
5- التواصل الدائم لإعطاء المعلومات من مصادرها أثناء الأزمة بشكل دقيق وشفاف.
6- التحديث الآني لضمان وصول المعلومات على مدار الساعة ودرء الشائعات والمغالطات.
7- إبراز الإنجازات المرحلية لرفع المعنويات في فترة الأزمة واستمرار التحذيرات لتفادي الخطورة والنكسات.
وأختم بإنجاز المملكة في إدارة الأزمات المتميز الذي حققته في السنوات الأخيرة على المستوى المحلي والدولي في الأزمات الاقتصادية والصحية وسوف أختار لكم أحدث أزمة مررنا بها جميعا وهي أزمة كورونا (كوفيد-19) وكيف حققت المملكة نجاحات كبيرة في إدارة هذه الأزمة بأخذ التدابير السريعة لصحة المواطن والمقيم أولا، ثم حماية الاقتصاد السعودي ثانيا ونجحت في سرعة وسهولة الفحص للفايروس وإدارة أوقات الحظر وتخفيض عدد الوفيات والحالات الحرجة وعدم تفشي الفايروس وعدم الضغط على النظام الصحي وسرعة توفير اللقاح مجانا للمواطن والمقيم وحتى مخالفي نظام الإقامة وتنظيم مراكز ومواقع التطعيم وتزايد نسب المحصنين بجرعتي اللقاح والجرعة التنشيطية والمساهمة في عودة الحياة الطبيعية الآمنة بالتدريج الذي جعل منظمة الصحة العالمية تثني على الدور السعودي البارز في إدارة هذه الأزمة التي أثرت على العالم أجمع وهو مدعاة للفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز العظيم لدولتنا الغالية في التحكم وإدارة الأزمات بشكل احترافي وفعال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال