الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما يجول في ذهن المتداول البسيط والأسئلة المتكررة والشعور بالإحباط ، الناتج عن تجارب عديدة في أسواق المال والتي تسببت في خسارة البعض رؤوس أموالهم . ولو تساءلنا لماذا كل هذه المحاولات والمحصلة خسائر؟
قبل أن نتطرق الى صلب الموضوع أود التطرق الى موضوع مهم جدا لتحقيق الهدف المراد به من هذا المقال ألا وهو
تعريف الجودة بمفهومها المبسط وهي بلوغ المحصلة النهائية إلى درجة عالية من النوعية الجيدة والقيمة الجيدة بعد عدة مراحل حسب تصنيف العالم الأمريكي ديمينغ الذي يعتبر من أشهر علماء الجودة والذي كان له دور كبير بعد الحرب العالمية الثانية على المنتجات اليابانية والاقتصاد الياباني.
ديمينغ وضع مراحل للجودة في دائرة مراحل التحسين تمر بها أي عملية ادارية وهي كالتالي :
التخطيط، التنفيذ، التحقق ثم التحسين
في هذه المراحل الاربعة نجد أن كل مرحلة تعتمد على سابقتها في تكوين تفاعل إداري حسب العملية الانتاجية وتكون المحصلة النهائية كما تم التخطيط له للحصول على درجة من القبول التي يعقبها عملية تحسين مستمرة حتى تكون النتائج فاعلة وتصل إلى الغاية المنشودة.
بالعودة الى السؤال المطروح في بداية المقال هل لو تم تطبيق هذه المراحل على المحفظة الاستثمارية سنصل الى درجة مرضية من الأرباح؟ا بالتأكيد نعم.
إدارة المحافظ لها عدة طرق ولكن سوف أحاول أن أدمج الطرق العلمية بالطرق الحديثة المتبعة لإدارة المحافظ حتى نصل بعون الله إلى الغاية المنشودة
قبل ان نتعمق في المقال وإدارة المحافظ سوف اقوم بسرد بعض التعريفات التي أراها مهمة للمبتدئين في أسواق المال حتى يجد مفاتيح طريق الاستثمار الناجح او الفاعل ، اذا فالاستثمار هو التخلي عن أموال مملوكة وزائدة عن الحاجة في لحظة معينة ولفترة معينة من الزمن قد تطول أو تقصر وربطها بأصل أو أكثر من الأصول التي يحتفظ بها لتلك الفترة الزمنية بقصد الحصول على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن القيمة الحالية لتلك الأموال التي تخلى عنها في سبيل الحصول على أرباح.
المحفظة الاستثمارية هي تجميع للاستثمارات تقوم بها مؤسسات مالية أو أفراد مستثمرين، أي أنها مجموع ما يمتلكه الفرد أو المؤسسة من أسهم في شركات استثمارية مختلفة.
نعود الى محور حديثنا وهو أهم عنصر في العملية الاستثمارية والتي تنطلق منه صناعة الثروات الا وهو إدارة المحفظة الاستثمارية بشكل احترافي اة بشكل متزن يحقق طموحات المستثمرين.
فإدارة المحفظة تعتمد على عدة أسس ومراحل
أولا مرحلة التخطيط : هنا يقوم المستثمر بوضع خطة إستراتيجية تتكون من:
1- رأس المال المراد الاستثمار به وأن يكون زائدا عن الحاجة وتوزيعه التوزيع الامثل بالمدة الزمنية
2- القطاعات المراد استهدافها ( تنويع الشركات )
3- المدة الزمنية للاستثمار ( قصير المدى أو بعيد المدى )
ثانيا مرحلة التنفيذ: هنا يقوم المستثمر بتطبيق الخطة المعدة مسبقا بـ:
1- تهيئة المحفظة الاستثمارية
2- إيداع الأموال
3- تنفيذ الشراء بالشركات حسب القطاعات المستهدفة
4- دفعات الشراء
5- التوقيت السليم بالشراء ( صعودا أو هبوطا مع متابعة مناطق العرض والطلب )
ثالثا التحقق :
1- متابعة الأداء بشكل دوري حسب الخطة الزمنية الموضوعة
2- معرفة التوقيت الجيد لزيادة الكميات وتعديل الأسعار وكذلك زيادة تنويع الشركات
رابعا التحسين :
1- متابعة القصور في نوعية أداء الشركات واستهداف قطاعات نشطة مع الأخذ بعين الاعتبار حجم المخاطر
2- جني الارباح للشركات الرابحة وزيادة فاعلية الشركات الثابتة أو المتغيرة سلبيا لتحقيق مستهدفات جيدة ومرضية
القدرة الإدارية المنظمة والمبنية على أسس علمية مدروسة تنعكس على الأداء بشكل عام والنتائج كذلك، ولو تم استيعاب مخطط ديمينغ والنقاط السابقة التي حاولت تبسيطها سنصل الى نتائج مرضية بلا شك مع الابتعاد عن بعض السلوكيات السلبية التي تشهدها الساحة الآن سواء في مواقع التواصل الاجتماعي او أي مواقع أخرى ، تسليم قرارك للغير ينفي استمرارية تحقيق الاهداف وان تحققت في وقت ما فمن الصعوبة الاستمرار، الخسائر الفادحة لن يشعر بها سوى ذلك المستثمر البسيط.
لو نظرنا للمشهد اليوم عن قرب لوجدنا كم هائل من المحللين و المدربين وأصحاب المنصات والمنحرفين خلفهم بحثا عن طرق سريعه للثراء لازالوا في بداية الطريق بل وصل بهم الحال الى البحث في مجموعات رسائل او مواقع تواصل أخرى بحثا عن من ينتشلهم من توصيات أحرقت أموالهم.
قرارك المنظم والمدروس هو أساس النجاح فأنت تعرف تفاصيل قرارك، إذا اعقلها وتوكل فلو كان ديمينغ بيننا لوضع آلاف الدوائر بدلا من دائرة التحسين حتى ينير عقولا قد أصابها الطمع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال