اقتصاد البيانات وقطاع الإسكان

تحظى التقنية في المملكة العربية السعودية بدعم كبير وجهود تبذل في تطوير النظم ، فمن الواضح جدًا اهتمام القادة في مجال تقنية المعلومات بابتكار العديد من البرامج والمبادرات لصقل المهارات والإمكانات وهي القادرة على تكوين بيئة تنافسية بشكل أكبر وبنطاق أوسع ، يشمل عدة قطاعات منها قطاع الإسكان والذي قد حقق منجزات فعلية بفضل التقنية التي أتاحت إنجاز المعاملات عبر التطبيقات الذكية.

ويأتي اقتصاد البيانات كأحد أهم المفاهيم التي تخدم عدة قطاعات مختلفة وكما رأينا خلال منتدى مستقبل العقار والذي أقيم بمدينة الرياض مؤخراً ، تم تسليط الضوء على أهمية الاستخدام الأمثل للبيانات العقارية وتوفيرها بشكل رقمي للإرتقاء بمستوى خدمات أفضل ؛ وكذلك من الممكن أن ينطبق الحال على العديد من القطاعات الأخرى.

اقتصاد البيانات يعد نظام بيئي رقمي عالمي يتم استخدامه لجمع البيانات وتنظيمها عبر مراكز بيانات متخصصة تستخدم أسلوب الحوسبة السحابية ؛ وينقسم اقتصاد البيانات إلى أربعة فئات داخل مراكز البيانات ، فئة اقتصاد البيانات الضخمة وهو الذي يختص بجمع البيانات واسعة النطاق لغرض حوكمتها ؛ وفئة تستخدم نهج قانوني لإدارة البيانات الشخصية وفئة أخرى تركز على المراقبة الذاتية للبيانات من قبل أصحابها ، والفئة الأخيرة تعرف باقتصاد الخوارزميات ويُسمح من خلالها بتداول خوارزمية تحمل بيانات محددة.

يمكن تطوير قطاع الإسكان عن طريق استخدام تقنيات الحوسبة السحابية والتي تعتبر تقنية المستقبل، وهي تلعب دور هام لصالح المؤسسات من حيث المرونة والاستجابة والتكيف؛ وتتيح تطبيقاتها خدمات التطوير والأدوات والبنية التحتية لكل شركة ومستهلك ؛ ومن المتوقع أنه بحلول عام 2023 م سيصل سوق الخدمات السحابية العامة إلى 623 مليار دولارعلى مستوى العالم ، وذلك لأن السحابة هي المفتاح في تسريع التعافي من آثار كوفيد 19.

سوف يسهل اقتصاد البيانات الحياة اليومية ويزيد من الرفاهية ويفتح فرصًا للابتكار حين يمكّن الأفراد من التحكم في البيانات المتعلقة بهم ؛ فهناك مايعرف بنظام SaaS والذي يعد كنموذج لتقديم البرمجيات القائمة على السحابة ويقوم فيها مزود خدمة السحابة العامة بإدارة كل الأجهزة والبرمجيات التقليدية ، وحتى البرمجيات الوسيطة والبرمجيات التطبيقية الخاصة بالأمان.

وكذلك هناك توجه لما يعرف بالبنك المتخصص بالبيانات ؛ والذي يعد مستودع لجمع المعلومات ، ويعمل بشكل مركزي على الأغلب ويعمل كذلك بلامركزية ، ويختص بمعالجة البيانات ويكون على شكل قاعدة معلومات تعمل محليًا وإقليمياً وأيضًا على مستوى دولي ، وقد يحتوي على معلومات مصرفية أو معلومات دقيقة عن سلاسل الإمداد لخط إنتاج ، أو بيانات علمية تخدم البحوث والدراسات.

الاستثمار في اقتصاد البيانات يلبي دعم وتأمين القوى العاملة عن بعد ، ويحافظ على تكاليف أقل لتكنولوجيا المعلومات ، ويحقق الترابط الدائم بين مختلف شرائح المستثمرين ؛ فيمكن الاستفادة من البيانات في أكثر من نطاق في آنٍ واحد ؛ ويعد اقتصاد البيانات فعال بشكل أكبر في القطاعات الحيوية والتي تخدم احتياجات عدد كبير من العملاء.

وأخيرًا اقتصاد البيانات يحمل فرصًا واعدة بعوائد استثمارية ضخمة ، فمن الممكن أن نشهد اهتمام كبير على المستوى المحلي في هذا الصدد لاسيما في قطاع الاسكان والذي عمِل في السنوات الماضية بنمط فعال نحو التقنيات التي جعلت الخدمة أسرع من أي وقت مضى.