الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليس من شك ان الارشاد واحدة من أسمى المهام الإنسانية فهي مهنة ان صحت التسمية أول من باشرها هم أنبياء الله عليه السلام جميعا ذلك ان الارشاد الاحترافي سواء كان في الحياة الاجتماعية او المهنية او الدراسية خطوة مهمة من شأنها ان تختصر الكثير من الجهد والهدر والوقت واللجوء إلى نظرية التجربة والخطأ وهناك الكثير من الأدلة التي يمكننا تقديمها في هذا السياق إلا انه ليس من مجال لذكرها حاليا.
ما دفعني للكتابة حول موضوع الإرشاد واقصد به الإرشاد الأكاديمي المهني الحدث الذي شهدته جامعة الأمير سلطان حيث أعلنت الأسبوع الماضي عن اطلاقها برنامج المسار الأكاديمي المهني بالتعاون مع شركة ميجا للاستشارات الإدارية والتدريب وهي خطوة مهمة وضرورية وفي توقيت غاية في الأهمية وسأوضح السبب.
تعد هذه الاتفاقية اول خطوة نموذجية تجمع بين الإرشاد الاكاديمي والمهني في وقت واحد وهي الخطوة التي دعا لها العديد من الخبراء المختصين في الإرشاد المهني والأكاديمي والمملكة بحاجة لها من عدة جوانب من أبرزها ان الاتفاقية تنسجم مع تطلعات رؤية السعودية 2030 من زاوية مواكبة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل ، كم ان هذه الاتفاقية تكتسب الصبغة التاريخية لآنها الأولى من نوعها بين جامعة وشركة متخصصة في الاستشارات الإدارية والتدريب حسب علمي المتواضع كما ان هذه الاتفاقية تحقق مبدأ الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات التدريب المتخصصة والتابعة للقطاع الخاص.
إن هذه الاتفاقية من شأنها ان تعمل على الحد من خطرين هامين كانت تواجه العمليتين التعليمية والمهنية واقصد بها التسرب الدراسي والمهني وهما كانتا تشكلان خطرا مهما يتمثل في الهدر المالي والاكاديمي الذي يشكل تهديدا لمقدرات التنمية التي تزخر بها بلادنا الغالية.
وإذا تناولنا الموضوع من زاوية العناية بتجربة العميل وهو هنا المسترشد موضوع تخصصنا في هذا المقال نجد ان البرنامج يتعامل مع فئة هامة في المجموع الكلي للموارد البشرية وهم الشباب الثروة المدخرة لهذا الوطن العزيز نجد ان العناية بتجربته في مجال الإرشاد المهني والاكاديمي تتمثل في مساعدة الطالب في السنة التحضيرية والسنة النهائية ومن هم على وشك التخرج من الحصول على الارشاد المهني والأكاديمي في وقت واحد مما يساعده على التخطيط السليم للمسارين الاكاديمي من خلال قدرة برنامج الإرشاد الأكاديمي والمهني على اكتشاف ميول الطالب المهنية وبالتالي ارشاده إلى التخصص الدراسي المناسب لميوله الشخصية والمهنية من خلال خطوات عملية يمارسها المسترشد بالتوجيه من مرشده المهني والمتواجد على مدار الفصل الدراسي داخل الجامعة ومن ثم يستطيع الطالب بمساعدة المرشد على قدراته واستعداداته الشخصية والابداعية ليتمكن من اجتياز كافة المراحل الدراسية في الجامعة بإبداع وإنجاز.
لننتقل بعدها إلى الارشاد المهني وهنا نتحدث عن الخطوات التي تسبق التقدم للوظيفة والمتمثلة في إعداد السيرة الذاتية وأحدث الطرق الاحترافية لبناء السيرة الذاتية التي تتماشى مع مستجدات ومتطلبات الشركات او الجهات الباحثة عن السيرة الذاتية الاحترافية والتي تعتبر الحافز الأول للجهات الباحثة عن الموظف إلى دعوته للمقابلة الشخصية لنصل إلى الخطوة الثانية والمتمثلة في إجراء او اجتياز المقابلة الشخصية بنجاح من خلال التدريب بالمحاكاة على تجاوز المقابلة الشخصية باحتراف وبالتالي الحصول على الوظيفة، ولذا فإننا نرى ان برنامج الارشاد المهني من خلال آليات تنفيذه يعتبر تجربة وممارسة ميدانية وعملية لمفهوم العناية بتجربة العميل في الارشاد المهني وليس من شك ان مرور الشباب ومن هم خريجي الجامعات ستبقى هذه التجربة بكل تفاصيلها ماثلة امامه بل وسيحاول تكرار ممارستها مع اخوانه وزملائه وأصدقائه وحتى مراحل متقدمة من مسيرته المهنية سيمارسها مع مرؤوسيه عندما يصل إلى مناصب إدارية وقيادية مهمة في مجال عمله الذي اختاره في بداية حياته بعد ان اجتاز مرحلة الارشاد الأكاديمي والمهني في بداية مسيرته.
وحسنا فعلت جامعة الأمير سلطان وهي من جامعاتنا العريقة التي تسهم برفد الوطن بالكفاءات المؤهلة علميا وابداعيا ان بادرت برعاية المشروع في مبادرة لا نستغربها على إدارة الجامعة ونتطلع إلى قيام مشاريع مماثلة في مجال الارشاد المهني والاكاديمي فهي الخطوة الصحيحة نحو مستقبل وطن بني برؤية مباركة على يد رجل ذي بعد نظر صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله مهندس الرؤية المباركة السعودية 2030 وليتواصل بناء الوطن على أسس علمية ومهنية إبداعية واحترافية قائمة على مفهوم التخطيط الصحيح القائم على الاكتشاف للقدرات والامكانيات وبالتالي تحديد المسارات واختيار المسار المهني الصحيح وليكون الجميع منسجما مع تخصصه ومهنته ووصولا الى الممارسة العملية لقاعدة الطاقة البشرية المناسبة في المكان المناسب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال