الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جاء في أحد أعداد نشرة جريد أن كلية هارفرد لإدارة الأعمال تقدم مادة (مرغوبة جدًا بين الطلاب) يصل عدد حضورها إلى ١٨٠ طالب ويدور محور هذه المادة عن “القيادة والسعادة”. كما أشارت إلى أنه يقوم بتدريس هذه المادة مؤلف كتاب “السعادة الإجمالية القومية” (Gross National Happiness).
ومن هنا أتى مقال هذا الأسبوع، الذي نحاول فيه الإجابة عن التساؤل الذي يدور في ذهن الأغلبية أو البعض وهو: هل السعادة المهنية تُدَّرس؟! أو: هل السعادة المهنية من الممكن الحصول عليها عن طريق دراسة مقررات؟! أو: هل من الممكن معالجة الذين يرغبون في الحصول على السعادة المهنية عن طريق المقررات؟!.
جاء في نشرة صحيفة (The Wall Street Journal) أن كلية هارفارد للأعمال تقوم بتقديم دورة متقدمة تهدف لتمكين قادة المستقبل بمهارة بعيدة المنال، أو صعب الحصول عليها، وهي مهارة “إدارة السعادة”. وجاء عن كلية هارفارد لإدارة الأعمال أنه من الصعب حاليًا الحصول على مقعد في هذه الدورة المتقدمة.
وهنا تأتي الإشارة إلى أنه بينما تقوم كليات إدارة الأعمال بتدريب رؤساء الشركات في الغد، فإن مهارات مثل الوعي العاطفي وتحسين الرفاهية تأخذ أماكنها إلى جانب عقد الصفقات والنمذجة المالية. وتعتب الدورات حول السعادة والعلاقات والتوازن هي من بين الدورات الأكثر طلبًا في أفضل برامج الماجستير المعنية والمهتمة بإدارة الأعمال. وتعكس شعبيتها كلًا من الطلب على المهارات الشخصية ورغبة الطلاب في حياة أكثر توازنًا، واكثر إنتاجية في جو من السعادة المهنية.
وتوصلت دراسة استمرت لـ 80 عامًا قام بها علماء جامعة هارفارد الأمريكية، بمراقبة حياة 268 رجلًا للوصول للإجابة عن سؤال كان يدور منذ القدم وهو: ما هو سر السعادة؟
وأجريت الدراسة التي قامت بها جامعة هارفارد الأمريكية والتي بدأت من عام 1938، بعد أن تم الحصول على موافقة جميع أفراد العينة بتسجيل بياناتهم الحياتية المختلفة، من السجلات الطبية إلى المعلومات الشخصية، وقام الباحثون بإضافة 456 من سكان بوسطن وزوجاتهم وألحقوا بهم بعد ذلك أحفاد خرجي نفس الجامعة.
وتوصلت الدراسة إلى أنه لا توجد علاقة للثروة، ولا للوراثة، ولا للذكاء، ولا للوضع الاجتماعي، أو التأثير الصحي للإنسان، وسعادته، أي أثر حول سر السعادة، بل أن العلاقة مع الآخرين (العلاقة الاجتماعية) هي السبب الرئيسي في السعادة.
وأشارت الدراسة أن اللذين يمتلكون علاقات جيدة مع الأخرين (أقارب وأصدقاء وزملاء)، هم من يملكون مفتاح السعادة. وقد أظهرت البيانات في هذه الدراسة أن الذين امتلكوا علاقات اجتماعية وهم في سن الـ 50 استمروا كذلك حتى سن الـ 80، وكانوا دائمًا أفضل صحة من أقرانهم، حتى لو كانوا مصابين بأمراض كارتفاع الكوليسترول. لذلك أكد الخبراء على أن الاهتمام بالحفاظ على علاقات جيدة مع الآخرين لا يقل أهمية عن اتباع أسلوب حياة صحي.
وفي سبيل معرفة مدى سعادة المهنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قام موقع (بيت . كوم) المعني بتوفير الفرص الوظيفية في الشرق الأوسط وأفريقيا بإجراء استبيان تحت عنوان “الإنجازات الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وتوصلت الدراسة إلى أن 93,8 % ممن استطلعت آراؤهم في المنطقة لديهم توقعات إيجابية فيما يتعلق بحياتهم، فـ 56 % منهم أكدوا أن توقعاتهم إيجابية جداً، في حين صرّح 37,8 % أن توقعاتهم إيجابية بعض الشيء.
وعبّر سبعة من كل عشرة عن رضاهم عن إنجازاتهم الشخصية في الحياة، مع إشارة 33,4 % إلى رضاهم عن مستواهم المهني والشخصي. وفي المقابل، أوضح حوالي ثلث المستطلعة آراؤهم أنهم لا يشعرون بتحقيقهم أي إنجاز على الإطلاق. ويرى أربعة من كل خمسة مجيبين في المنطقة أنهم يتحكمون بشكل كامل بمسارهم المهني وحياتهم، مع اعتقاد 54,6 % منهم أنهم يتحكمون بمسارهم المهني وحياتهم إلى حد كبير.
وكان من أبرز الأسباب التي تجعل المجيبين في المنطقة لا يشعرون بالإنجاز هو القلق حيال الشؤون المالية، ونقص فرص التدريب والتطوير، والشعور بأن وظائفهم غير مناسبة لهم. ومن العوامل الأخرى التي تمنع الأشخاص من الشعور بالإنجاز في حياتهم هي بيئة العمل السيئة، والإدارة السيئة، وانعدام التوازن بين العمل والحياة الشخصية. وصرح 23,6 % من المجيبين أن وجود توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية من شأنه أن يمنحهم شعوراً أفضل بالإنجاز المهني، يلي ذلك الحصول على راتب أفضل، والتمتع بحياة اجتماعية أفضل.
دراسات كثير ومهمة في كافة أنحاء العالم، من هرم التعليم في العالم وهي جامعة هارفارد العالمية إلى باقي المؤسسات، كلها تعني وتهتم بدراسة السعادة المهنية للموظف والهدف بلا شك هو زيادة الإنتاجية. ومن هنا تأتي الإشارة إلى أن العناية برفاهية الموظف هو بلا شك عناية بإنتاجية الموظف.
وأخيرًا … إذا كان هدف أي مؤسسة أو شركة هو زيادة الإنتاجية والربح، فعليها التركيز على سعادة موظفيها، وتحقيق هذه السعادة وفق الدراسات التي تم ذكرها في المقال غير مكلف بجانب العائد الاقتصادي منها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال