الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما هو معروف، فإن نجم الشمس وكوكب القمر لهما تأثيرات هائلة على حياتنا لقربهما من كوكب الأرض. وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {هُوَ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيآءً والْقَمَرَ نُوراً وقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعْلَمُونَ} (سورة يونس/ 5).
وبالفعل، فإن البشر يتسابقون عبر السنوات في محاولة فهم الفضاء والنجوم والكواكب، وتحليل عوامل الاتزان والقوة الكونية حول كوكب الأرض، ومحاولة الاستفادة من تلك الدراسات والعلوم والاستنتاجات، في مجالات عدة ومنها علم الفيزياء الفلكية وعلم الفيزياء النووية.
وفي ذلك السياق، فقد أعلنت الصين في بداية العام الحالي نجاحها في تسجيل إحدى مفاعلاتها النووية رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة المرتفعة والمستمرة بعد أن بلغت درجة الحرارة نحو 70,000,000 درجة مئوية، أي ما يقارب خمسة أضعاف درجة سخونة الشمس، واستمرت في العمل لأكثر من 17 دقيقة. ومن ثم، تم إطلاق لقب “الشمس الاصطناعية” على ذلك المفاعل.
والهدف النهائي من تطوير مشروع “الشمس الاصطناعية”، والذي بدأ في عام 2006م ووصلت تكلفته إلى نحو 815 مليار دولار، هو توفير طاقة نظيفة، لا حدود لها تقريباً، عن طريق محاكاة التفاعلات الطبيعية التي تحدث داخل النجوم.
وستستمر التجارب في هذا المشروع حتى شهر يونيو من هذا العام 2022م. ومن المتوقع إطلاق الشمس الاصطناعية رسمياً بحلول عام 2025م، وبعد ذلك، من المتوقع أن يتم الإمداد الفعلي للمنازل بالطاقة عبر هذا المشروع في عام 2040م.
ويعمل هذا المشروع الضخم على تكرار فيزياء الشمس الفعلية، بحيث يقوم المفاعل النووي بدمج النوى الذرية، وذلك لتوليد كميات هائلة من الطاقة والتي يمكن تحويلها إلى كهرباء. ويوجد لدى هذا المفاعل الصيني أقوى مجال مغناطيسي في العالم، حيث تبلغ قوته ما يماثل 280 ألفاً من الذي في مجال الأرض.
ولا تتطلب العملية التشغيلية للمفاعل أي وقود أحفوري (مُستخرج من الفحم أو الغاز الطبيعي أو النفط)، كما أنها لا تترك ورائها أي نفايات ضارة أو خطرة، على عكس عملية الانشطار النووي التي تعمل على إنتاج الطاقة النووية التجارية. وبذلك، يفتخر الفيزيائيون المشرفين على هذا المشروع بأن مخاطر حدوث كوارث بيئية للمشروع هي نسبة قليلة للغاية، وقد ساعد ذلك على تشجيع بعض الدول، مثل فرنسا، على التعاون مع فريق العمل الصيني في مشاريع أخرى شبيهة على الأراضي الفرنسية.
وهذا ليس كل شيء….
فقد قام العلماء الصينيون أيضاً ببناء منشأة أبحاث أطُلق عليها “القمر الاصطناعي” حيث أنها ستمكنهم من محاكاة البيئات منخفضة الجاذبية باستخدام الطاقة المغناطيسية.
وستستخدم منشأة الأبحاث، والمقرر إطلاقها رسمياً هذا العام 2020م، مجالات مغناطيسية قوية داخل حجرة بقطر يبلغ 60 سم من أجل إخفاء الجاذبية. وسيتم ملئ هذه الغرفة بالصخور والغبار لتقليد سطح القمر، وستكون “الأولى من نوعها في العالم” حيث يمكنها الحفاظ داخلها على ظروف الجاذبية المنخفضة للغاية.
ومن أهداف تلك المنشأة هو اختبار التكنولوجيا الحديثة في وجود بيئة ذات جاذبية منخفضة قبل إرسالها إلى القمر. وسيسمح ذلك للعلماء بتفادي أية مشكلات تقنية قد تكون مدمرة أو مكلفة. وبالإضافة إلى ذلك، تهدف المنشأة إلى اختبار ما إذا كانت التكنولوجيا الحديثة ستنجح في العمل والاستمرارية على سطح القمر، وكذلك تقييم مدى نجاح العيش والاستقرار البشري هناك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال