الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين يكون لديك توجه لتطوير مجموعة ذات مغزى من الأعمال الفنية في المدينة للمجتمع والزوار، وعندما تعتمد هذه النماذج والأعمال الفنية في المدينة باعتبارها قيمة تضيف إلى جمال المدينة لمسة من البهاء. فأنت بكل تأكيد تكون قد وصلت حينها لمرحلة تدرك فيها بشكل جيد أن التشابه بين المدن يعيق عملية الجذب التي تطمح لها. وكل ذلك في ظل احتدام التنافس بين المدن حول العالم لتصبح أكثر قابلية لاستقطاب الزوار.
حتى طبيعية الحوار بين زوار المدينة وساكنيها تأخذ طابع جديد غير نمطي حين يدخل الجمال والفن طرفا في المعادلة. الفن القابل للتحليل والتأمل، والذي يحيط به الفنانون جنبات المدينة يأخذك إلى عوالم جديدة من الجمال. بعض المشاريع الفنية هذه ربما تكون قد بدأت بمبادرات شخصية من فنانين أحبوا مدينتهم، فأرادوا أن يضيفوا لمسة جمال تشكل بصمة تحسب لهم.
أما البعض الآخر من تلك المدن، وهو الجانب الذي يهمنا هنا فقد قام بالتركيز على وضع الخطط الاستراتيجية الواضحة لتتشكل من خلالها جماليات المدينة، فحصلت على ميزة تنافسية مع وضوح الرؤية فيها.
شخصيا فأنا أميل للمزج بين وجود الفنان ضمن قائمة الفرق المناط بها التخطيط للمدينة، جنبا إلى جنب مع المهندسين وغيرهم بحيث يتم تضمين الإبداع ضمن معايير الجودة التي تقاس بها درجة إنجاز المشاريع في المدن. وكلنا يعلم بأن المدن ذات المشهد الثقافي النشط أكثر جاذبية من غيرها بالتأكيد.
حتى على المستوى المعرفي فإن الفنون العامة، بما فيها المجسمات الجمالية في كل مدينة، عملت على مدى السنوات على الإثراء المعرفي وتوسع الإدراك التاريخي بكثير من الأحداث والمواقف التي مرت بها المنطقة.
الشعور بالمكان هو أمر قد لا يلتفت له البعض، لكنه بكل تأكيد حالة من الأحاسيس التي تمر بك وأنت تتذكر أحد معالم المدينة فتلتف حوله خيالاتك، لتحيطه بهالة من الحب التي تشعر معها برابطة وثيقة، وتعلم جيدا أن كل شخص يمكن أن يعبر عنها بأسلوب مختلف.
أضف إلى ذلك فإن الجهد المبذول في إنشاء الفنون العامة في المدينة لا يمكن أن يكون جهدا فرديا. فالعمل الفني غالبا ما يتطلب المشاركة المجتمعية. الفنان يشارك وجهة نظره الإبداعية، ويضع النهج في صناعة الفن، لكن ذلك ليس كافيا بكل تأكيد. التعاون والمشاركة وتبادل الرأي مع أفراد المجتمع هو ما يحقق الرواج والصدى الواسع النطاق لتلك الأعمال.
وفي كل الأحوال سيبقى السؤال الحقيقي قائم دوما، مدينتك هل تحرك مشاعرك فتبث فيك روح الإبداع؟ أم أن شخصيتك الفنية المبدعة تخرج كل ما بداخلها من إبداع، فينعكس ذلك على جمال المدينة؟ ورغم أن طبيعة المدينة الجغرافية تكسبها روحا خاصة بها، لكن وظيفتك أنت هي أن تجعل من معالم الطبيعة تحفة فنية بكل المقاييس.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال