الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الآونة الأخيرة أصبحت المراجعة الداخلية متغلغلة في جميع المنشآت والأنشطة التي تسعى لأن تصبح رائدة في مجال عملها وأن يكون لها مكانة مرموقة وسمعة جيدة، وقد لاتخلوا أي منشأة متوسطة أو كبيرة من وحدة أو إدارة للمراجعة الداخلية.
ويعود سبب الإهتمام المتزايد بها في الآونة الأخيرة نظراً إلى دورها الرقابي والتصحيحي والإستشاري منقطع النظير ودورها الهام في استغلال الموارد المادية والبشرية على صعيدٍ سواء بصورة مثالية، كما أنها تعتبر العين التي ترى بها الإدارة العليا تفاصيل العمليات التشغيلية وكيفية سير العمل في الإدارات المختلفة ومواقع الخلل وأفضل الطرق لتحسينها وتجنبها في المستقبل ومدى الالتزام بالسياسات والإجراءات وتطبيق الأنظمة واللوائح الصادرة من الجهات المشرعة وحماية المنظمة ومنسوبيها من الوقوع في الأخطاء وتصحيحها قبل تفاقهما وتعرض مرتكبيها للمساءلة من الجهات الرقابية الخارجية.
وكما ذكرنا آنفا أن المراجعة الداخلية تعتبر ذات طابع رقابي واستشاري في نفس الوقت، وكأي وظيفة رقابية فإنها بطبيعة الحال واجهت وتواجه وستواجه مقاومة من منسوبي الإدارات محل المراجعة ظناً منهم أن المراجعين الداخليين مهمتهم الرئيسية هي البحث والتحري عن مرتكبي الأخطاء وبذل جميع السبل لمعاقبتهم على ما فعلوا وهو التصور الخاطئ والذي لا صحة له على الإطلاق.
وقد تعددت الأسباب التي أدت إلى تخوف الموظفين من المراجعين الداخليين ولعلي أستعرض بعضاً من أهمها على سبيل المثال لا الحصر، أن الخاضعين للمراجعة ليس لديهم وعي كافي بماهية عمل المراجعة الداخلية والآلية المتبعة التي نصت عليها معايير المراجعة الداخلية، والإرشادات التنفيذية الصادرة من معهد المراجعين الداخليين(IIA)، والأهداف السامية لمهنة المراجعة، ويتحمل مسؤولية التوعية والتثقيف بمهنة المراجعة الداخلية ثلاثة أطراف:-
– الطرف الأول (الإدارة العليا) والتي يجب أن تدعم المراجعين الداخليين من خلال التوعية بأهميتهم وآلية عملهم من خلال الدورات والمنشورات التوعوية وتجعلهم في موقف القوة لا موقف الضعف لضمان قيامهم بعملهم على أكمل وجه.
– أما الطرف الثاني فهو (الإدارة محل المراجعة) فعلى مديرها توعية منسوبي إدارته بماهية عمل المراجعين الداخليين وأن يكونوا متعاونين معهم وضرورة تسهيل عملهم وتمكينهم من الإطلاع على جميع المستندات بشتى أنواعها وعدم إخفاء أياً منها لضمان جودة تقرير المراجعة الداخلية النهائي.
– الطرف الثالث وهو الأهم ويتمثل في(إدارة المراجعة الداخلية والقائمين بمهمة المراجعة) فيجب على المراجعين الداخليين أن يكونوا مرنين في تعاملهم متحلين بالأخلاق الحميدة وتثقيف من هم محل المراجعة من خلال طريقة وأسلوب مراجعتهم وإيضاح الصورة الصحيحة لعملهم وأن الهدف الرئيسي لعملهم هو تقييم النظم الرقابية، وإعطاء تأكيدات وضمانات حول سير العمل نحو تحقيق الأهداف الموضوعة من قبل الإدارة، وكيفية تحسين وتيرة العمل، وماهي مواقع الخلل والأسباب التي أدت إليها والطرق المثلى لحلها، والحد من ارتكاب الأخطاء، علماً أن الخطأ بمجرد ارتكابه وارد الحدوث ويقبل تبريره في أغلب الأوقات ولكن الغير مقبول تبريرة هو الخطأ الذي يتم إخفاءه عمداً، ولذلك يجب إظهاره لتصحيحه قبل أن يتفاقم أثره لحماية المنشأة ومنسوبيها من المساءلة القانونية من الجهات الرقابية الخارجية.
علماً أن الملاحظات والتوصيات في التقرير النهائي للمراجعة الداخلية ستتم مناقشتها مع منسوبي الإدارة محل المراجعة لتقريب وجهات النظر مع الإدارة محل المراجعة، ولو قام كل طرف من الأطراف الثلاثة بدوره للتوعية بأهمية عمل المراجعين الداخليين فسوف يتقبلهم الآخرين بكل صدرٍ رحب، وبالتالي ستكون المنشأة في نهاية المطاف هي الرابح الأكبر من تقبل الآخرين للمراجعين الداخليين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال