الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليست مصادفة أن يكون مقالنا المنشور قبل عدة أشهر والذي كان بعنوان “أهمية البحث والتطوير لاستدامة الطلب على المنتجات وتجربة الشركات المحلية الكبرى” والذي تطرق لنشاط الشركات المحلية الكبرى في البحث والتطوير وإشارتنا لضرورة توطين المنتجات المتخصصة والتركيز عليها أن يتبعه خبر بعد عدة أشهر لشركة (سابك) يتضمن شرائها لحصة (كلارينت في ساينتفيك ديزاين) المتخصصة في إنتاج المحفزات الكيميائية.حديث الرئيس التنقيذي لسابك عن الصفقة جاء متوافقاً لما أشرنا له في مقالنا لأهمية الأبتكار والتطوير في هذه المنتجات والاستمرار على العمل به لإعطاء بعد آخر وقيمة مضافة للصناعات المحلية بعد عقود من الزمن ركزت فيها الشركة على الصناعات الأساسية .
لاشك أن استحواذ (سابك) على حصة (كلارينت) في (ساينتفيك ديزاين) خطوة رائعة للتحكم بشكل أكبر في منتجات المحفزات الكيميائية ولاسيما وأن صفقة استحواذ سابك على حصة في شركة (كلارينت السويسرية) عام 2018 لم تضفِ أي قيمة للصناعة المحلية في المنتجات المتخصصة حيث أن كلارينيت خلال الأربع سنوات الماضية لم تعطي أي إشارة لنقل تقنياتها للسوق المحلي لتكون بالقرب من عمليات سابك التشغيلية ولكي تعطي بعد آخر في الصناعات المتخصصة محلياً.
تسارع الأحداث العالمية من أحداث إقتصادية وسياسية يزيد من أهمية خلق صناعة محلية متخصصة تضمن إستدامة الأعمال وتقلل مخاطر الاعتماد على صناعات خارجية من شأنها تقويض أعمال الشركات المحلية . إشارات متسارعة في السنوات القليلة الماضية زادت من ضرورة نقل الصناعات المتخصصة وتوطينها وسابك إحدى الشركات المعوّل عليها لقيادة التغيير في تطوير الصناعات المحلية إبتداءاً في نهجها في صناعة البتروكيماويات وذلك بالتركييز بشكل أكبر على الكيماويات المتخصصة لما لها من قيمة مالية أعظم وأثر إقتصادي مستدام عوضاً عن تركيزها في إمداد أسواق الشرق بالبوليمرات والكمياويات الأساسية.
شهدت السنوات الأربع الماضية تغيرات كبرى أثبتت ضرورة إسهام الشركات الكبرى في دفع العمليات التصنيعية للمنتجات المتخصصة والتي تدخل في نطاق عملياتها التصنيعية ودعم الفرص المحلية التي تتقاطع مع سلاسل إمدادها. أحداث عالمية كبرى أثرت بشكل كبي على نهج الأعمال سلباً وإيجاباً ولا ينبغي أن نقف مكتوفي الأيدي رهناء ماتفرزه هذه الأحداث.
نعود بالذاكرة لأبرز الأحداث في الأربع سنوات الماضية والتي أثرت بلاشك في أعمال الشركات السعودية والنفط كذلك:
– الحرب التجارية الأمريكية الصينية (2018) : تسببت في هبوط الطلب على النفط والبتروكيماويات من قبل العملاق الصيني نتيجة القيود الأمريكية على المنتجات الصينية وبالتالي زيادة معروض النفط والبتروكيماويات وهبوط أسعارها.
– جائحة كورونا (2020) : تسببت في إنغلاق الأسواق العالمية لتلبية الطلب المحلي مما هبط بسعر النفط مادون ال30 دولارا وكذلك جعل التركيز في المنتجات البتروكيماوية على المنتجات الطبية والتي لم تكن مصانعنا جاهزة لهذا التغيير.
– سلاسل الإمداد العالمية والعمليات اللوجستية (2021) : تضخم كبير في مخزون المنتجات بسبب بطأ العمليات اللوجستية عالمياً ما أثر سلباً على العلاقة مع الزبائن العالميين.
– الحرب الروسية الأوكرانية (2022) : لاشك أن هذه الحرب لن تمر مرور الكرام على الأسواق العالمية ولابد من تغيير سوف يحدث في العرض والطلب في المنتجات الأساسية ومتوقع تأثر لسلاسل الإمداد بشكل أكبر وكذلك العمليات اللوجستية.
يبقى السؤال الأهم ما هي القيمة المضافة من مثل هذه الصفقات ؟ هل يعني استحواذ (سابك) على (ساينتفيك ديزاين) نقل عملياتها التصنيعية للسوق المحلي ؟ أم ستساهم في نقل تقنيات معينة ؟ أم تدعم تمكين مصانع محلية قائمة ؟ أم هي صفقة أبعادها تجاريه بحته ليس لها أثرعلى الإقتصاد الوطني والمنظومة الصناعية؟
يسعدني قراءتكم لسلسة مقالاتي في الصناعة والاقتصاد والشراكات الاستراتيجية هنا
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال