الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتجه القطاعات الحكومية للتخصيص والتحول، وفي أثناء ذلك فإنَّ أكثر ما يشغل بال الموظف هو مستقبله والأمان المرتبط بوظيفته الحكومية التي اعتاد على سياستها وطريقة استدامتها.
وقبل بداية التجربة وفي أثنائها، تكثر الشائعات عن الاستغناء عن الموظفين أو عن البدلات والأجور والمزايا التي يتقاضونها وفق سياساتهم الحالية. ولعل أجمل تصريح سمعته بهذه المرحلة هو لمحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه لطمأنة موظفيه حين قال: “يبى يجيهم خير، وهم كلهم في أمان وظيفي”. فهذا التصريح أحدث ردة فعل جيدة لدى منسوبيه، وجعلهم يشعرون بالطمأنينة تجاه مؤسستهم التي تشهد تحولًا للخصخصة ضمن مشروعٍ يشمل عددًا من المؤسسات الحكومية، ومن هذا التصريح يتضح لنا أهمية شفافية القائد والتواصل الفعال مع الموظفين في مشاركتهم مخاوفهم بشأن مستقبلهم، ومراعاة ألا يكون التحول للمنشأة على حساب الموظف.
ويحتاج الموظف خلال هذه الرحلة الكبيرة إلى الشفافية والوضوح، وأن يكون مشاركًا في التغيير، ومطلعًا على المراحل التي تمر بها وما يتضمنها من تحديات ليست بالسهلة على جميع العاملين، وأن تكون هذه الممارسة شعارًا لمن يقود مرحلة التغيير.
وفي أثناء هذه التجربة تحتاج المنشأة إلى إدارة موارد بشرية فعالة يبدأ منها التحول، وتنجح في وضع السياسات التي تناسب المنشأة والموظف على حدٍّ سواء، فالموظف يستحق مَن يقف معه بعد أن أفنى تجربته وخبراته بها، ويحتاج منها على أقل تقدير أن تقدر ذلك، وألا تغفل الجانب الإنساني في الحالات التي تحتاج مراعاة للوضع الطبيعي في التحولات المشابهة للتجارب السابقة، وألا يقعوا في أخطاء مَن سبقوهم بمثل هذه التجارب.
ويُنتظر من الموظف في تجربة التحول الكثير من المتغيرات التي يلتزم بها: منها التغيير في ثقافة العمل، وأن يقدم المردود الذي يتناسب مع مهام وظيفته الجديدة التي ستشهد تقييمًا مستمرًّا ومرونة أكبر -بكل تأكيد- على مستوى الترقيات والزيادات التي تحفِّزه على العمل بشكل أفضل. وعلى الجانب الآخر ينتظر الموظف أن توفِّر له المنشأةُ -بعد كل ذلك- البيئةَ المحفزة للإبداع، وأن تتواكب المنافسة مع الجهات المميزة بالحوافز والمردود المالي والثقة والتمكين، وهي رحلة تكاملية لن تنجح دون أن يتكاتف الجميع ويصبحوا على قلب رجل واحد.
ولا يمكننا أن نغفل عن أهمية إدارة التغيير في المنظمة التي ستواجه التحديات، ولعلَّ أبرز هذه التحديات يتمثَّل في صعوبة تقبُّل التغيير من بعض الموظفين الذين سيقاومون تغيير الثقافة التي اعتادوا عليها، ويتخوفون من الانخراط في ثقافة جديدة مختلفة عما ألِفوه لسنوات طويلة.
وفي الختام، لعلَّ ما تطرقتُ إليه جزء مما ينتظر، وما يُنتظر من الموظف إزاء التخصيص والتحول. وللحديث بقية في مثل هذه التحديات الكبيرة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال