الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المؤكد أن عنوان المقال يوضح لنا أن هناك فرق بين المصطلحين أعلاه، وأن لكل مصطلح منهما خصائصه و مميزاته وطريقته في الإدارة، وسوف نقوم بتوضيح الفرق بينهما من نواحي عدة كي يتسنى لكل قارئ طموح أن يختار لنفسه المنصب الذي يرغبه في أن يكون إما قائدا أو مديرا.
ونبدأ بتوضيح الفرق بين القيادة والإدارة من ناحية التعريف:
أولا: القيادة: هي القدرة على حث وتحفيز الفريق للعمل على تحقيق الأهداف المطلوبة والمكاسب المرجوة بالإقناع للعمل الجاد وتوجيه السلوك وبث الحماس بعدة مهارات منها الذكاء ومعرفة نفاط القوة والضعف في الفريق والإيمان بالأهداف وأهميتها وقوة الشخصية والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة وتحمل المسؤولية، وهي مهارة وفن ومن يمتلكها يعرف باسم “القائد”.
ثانيا: الإدارة: هي علم بحد ذاته له عدة مراحل وعمليات مثل التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة، تستخدم جميعا للوصول لأفضل النتائج المطلوبة وبأقل التكاليف الممكنة، وتتألف الإدارة من ثلاثة مستويات رئيسية هي الإدارة العليا التي تعتبر في أعلى الهرم، ثم الإدارة الوسطى وهي أعلى من الإدارة الدنيا مثل مدراء الأقسام، ثم أخيرا الإدارة الدنيا وهي الإدارة المنفذة أو التنفيذية التي تقوم بإنجاز الأهداف بالتعامل مع الموظفين مباشرة، إذا فهي تخصص معين ومن يمارسه يسمى “مدير”.
ويلعب القائد والمدير معا دورا كبيرا في منظمة العمل، حيث أن القائد يقود جهود فريق العمل ويشجعهم ويؤثر عليهم تأثيرا إيجابيا للعمل وتحقيق الأهداف، أما المدير فهو الصلة بين المنظمة العملية والموظفين والعملاء والموردين ويؤدي الوظائف الإدارية الأساسية باستخدام سلطته كمدير.
سمات القائد والمدير في منظمة العمل وطريقة كل منهما التي توضح الفرق بينهما :-
أولا: سمات القائد وطريقته :-
* طريقة تأثير القائد تكون بشخصيته على الفريق وتوجيههم لتحقيق الأهداف المطلوبة بالحب والتعاون.
* لا يهتم بالمظاهر ويركز على قوة التأثير بقربه من الفريق وعلاقته القوية بهم بالقدوة الحسنة في القيادة.
* يحرص على الصدق والأمانة والإخلاص والعدل في التعامل مع الفريق وحقوقهم ويستمع جيدا لآرائهم.
* ذو معرفة وخبرة في مجال عمله وجديرا بالقيادة بأسلوب التواصل الجيد مع فريق عمله ومكانته لديهم.
* يملك نظرة مستقبلية ويبحث عن التطوير والتحسين واستخدام أحدث الأساليب لتطوير وتسهيل العمل.
* يمتلك طريقة إقناع تناسب الفريق ويولد الحماس والثقة والمحبة بينه وبين أعضاء الفريق ككل.
* يتميز بالهدوء والتحكم في الغضب والاستفزاز ولا يتخذ قرارات خاطئة أو متسرعة دون مشورة الفريق.
* مساعدة الفريق بتوضيح كل ما هو غامض وتغطية استفساراتهم مع عدم التدخل في العمل إلا للتوجيه عند الحاجة.
* غالبا ما يكون أمام فريق العمل ليقودهم لتحقيق الأهداف بأسهل الطرق وأفضلها.
* يحرص على تدريب فريق العمل وإصلاح أخطائه وتطوير وتحسين أدائهم لمصلحة العمل.
* الشجاعة في اتخاذ القرارات رغم العقبات والمخاطر مع أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك.
* ينسب النجاح دائما لفريق العمل كنوع من التقدير والتحفيز لهم والتقدم للأمام.
ثانيا: سمات المدير وطريقته :-
* يستخدم قوة الصلاحية للتأثير على فريق عمله ودفعهم للعمل حسب رؤيته الشخصية.
* يهتم بالمظاهر كالحصول على مكتب فاخر ويحب الاستقلال في مكتبه بعيدا عن الفريق.
* يحب إصدار الأوامر والوعيد بتوقيع العقوبات عند التقصير أو الأخطاء أو الهفوات بأسلوب التخويف واللوم.
* يضع الأهداف ويطلب من الفريق تحقيقها دون معونة أو مشاركة ويستخدم الفريق في ذلك.
* يستخدم لغة (أنا) في الخطاب مع فريق العمل ولا يستخدم لغة (نحن) كفريق عمل.
* المدير غالبا ما يكون خلف فريق العمل ليدفعهم للعمل وتحقيق الأهداف.
* لا يساهم في عمل الفريق بل ويتدخل في التفاصيل ويعلق على طريقة العمل من غير حاجة لذلك.
* لا يتخذ القرارات إلا من ضمن الصلاحيات الممنوحة له أو بأمر رؤسائه ويخشى العقبات والمخاطر.
* ينسب النجاح لنفسه وطريقة إدارته لفريق العمل وتحقيق الأهداف.
وأختم بأنه قد كان لنا قدوة في نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في قيادة الأمة الإسلامية للخير والصلاح في الدنيا والآخرة بشخصيته الكريمة وصفاته القيادية وشمائل أخلاقه العظيمة التي أهلته ليكون مثالا ونموذجا كاملا في القيادة الحكيمة القادرة بالسير بهذه الأمة لتحقيق أهداف وغايات الإسلام وقد أكد الله عز وجل ذلك في قوله تعالى “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” (الأحزاب-21) وقد ظهر فن القيادة لديه في مبادئه مثل التواضع والاحترام والنصح بأسلوب راق واختيار الوقت المناسب والتصرف بشجاعة في المواقف والثبات وقت الشدة وعدم الخوف والرحمة والرفق والمحافظة على الوحدة وتماسك الجماعة والاهتمام بأفرادها ومشاورة أصحابه والعدل في التعامل مع الآخرين وصنع قادة في الإسلام بإفساح المجال لأصحابه في ميدان الحكم والإدارة والتشجيع على العلم والتفويض الفعال وتوزيع المسؤوليات مثل اختيار كتبة الوحي وتعيين القضاة والأمراء والسفراء، لذا فنحن في نهاية المقال نترك لك أخي القارئ الكريم الرغبة في أن تكون قائدا أو مديرا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال