الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع التوسع التقني الكبير الحاصل في العالم باعتماد التكنولوجيا الرقمية في أغلب مجالات الأعمال إلا أن هناك تخوف كبير من سيطرتها على سوق العمل و الاعتماد عليها و بالتالي تضاءل و انكماش نسبة مشاركة العامل البشري . ولا يخفى علينا بأن طبيعة سوق العمل العالمي تمر بمرحلة مفصلية خصوصا مع ظهور الوباء Covied 19 الذي عمل بدوره على تسريع دخول ممارسات جديدة للعمل اليومي.
يتوجه سوق العمل العالمي الى تغير في نمط و طبيعة ممارسة الأعمال وذلك باعتماد جودة حياة أفضل للعاملين و للإنسان بشكل عام و تقليص عدد ساعات العمل اليومية و اعتماد التوظيف الرقمي والعمل عن بعد و وجود بيئة عمل أكثر مرونة و هجينة تخدم جودة حياة البشر .وهذا جعل الكثير من العاملين وأصحاب الأعمال تعيد نظرتها فيما يهمها حقا في سوق العمل حيث لم يعد عالم الأعمال يتمحور حول أنماط التوظيف التقليدية . فمع دخول التقنيات الرائدة مثل الروبوتات و الذكاء الاصطناعي و انترنت الأشياء تغيرت الطريقة التي نعمل بها وعمل دخول التكنولوجيا بإتاحة نماذج عمل جديدة .
ويبقى السؤال هل مع دخول الروبوتات إلى سوق العمل سيفقد البشر وظائفهم ؟
مما لاشك فيه بان دخول الآلة و الذكاء الاصطناعي الى سوق العمل هو دليل على آلية نموذج عمل جديدة ومن خلالها سيتم إحلال بعض الوظائف وخلق لفرص عمل جديدة تتيح دمج الأعمال بين البشر والآلة فهو نموذج عمل يشترك فيه الآلة مع البشر . مع دخول الروبوتات والأتمتة و الذكاء الاصطناعي لسوق العمل سوف يحل 85 مليون وظيفة عالميا وبالمقابل سوف يخلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025 ( منتدى الاقتصاد العالمي ).
ستتولى الآلة الأعمال الروتينية المتكررة الغير معتمدة على الذكاء و تعتمد على العمليات المتكررة بشكل متزايد و بالتالي سيتولى البشر المهام الوظيفية الغير نمطية المعتمدة على التحليل والتفكير والمشاعر و التعاطف و الابداع.
وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي سيكون هناك طلب مستقبلي في سوق العمل البشري على : تحليل البيانات الكبيرة وأخصائي البيانات الضخمة حيث تعتبر البيانات من أهم مراكز القوة لدى الشركات, ومطوروا البرامج والتطبيقات والمتخصصون في التجارة الإلكترونية والوسائط الاجتماعية , ومتخصصي الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وخبراء أتمتة العمليات ومحللوا أمن المعلومات ومتخصصي تقنية سلسلة الكتل Blockchain ومهندسين الروبوتات و تجربة المستخدم. سيخلق الذكاء الاصطناعي العديد من فرص العمل لمحللين البيانات و مصنعيها حيث أنه من المتوقع أن ينمو حجم سوق أدوات شرح البيانات العالمية بمعدل سنوي مركب قدره 1.27% من عام 2021 إلى عام 2028 .
ومن المقترح لرفع معدل مشاركة الأفراد المستقبلي في سوق العمل مع دخول الآلة والروبوتات في ممارسة الأعمال : علينا الاهتمام بتنمية مهارات تواكب توجهات سوق العمل المستقبلي حيث أنه سوف يكون هناك طلب عالي على العمالة الموهوبة من أصحاب المواهب و المهارات العالية والحديثة المواكبة لمتطلبات سوق العمل , وعلينا أيضا تركيز الاهتمام على التخصصات الجامعية المتوافقة مع احتياجات السوق المستقبلية و التي تتماشى مع الوظائف والقطاعات الاقتصادية المستقبلية المستحدثة الجديدة ولا يخفى علينا بانه حسب تطلعات رؤية مملكتنا 2030 تولي المملكة اهتمام كبير بالاستثمار في التحول الرقمي فقد تم استحداث تخصصات في الجامعات السعودية متخصصة بالذكاء الاصطناعي و ايضا تم استحداث الهيئة السعودية للبيانات و الذكاء الاصطناعي, و ايضا من المهم الاهتمام بتنمية الفرص المبتكرة بزيادة مشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سوق العمل و العمل على تحفيزها وتمكينها وتحسين مخرجاتها لتتمكن من الاستمرار و بيع منتجاتها محليا و ايضا عبر الحدود للدول ذات طلب لمنتجاتها ,و التوعية بأهمية الفري لانسر وأصحاب مهن العمل الحر في قطاع سوق الأعمال كأنماط عمل حديثة لعقد شراكات و تعاونات لتقديم خدماتهم مع القطاع الخاص أو الحكومي.
وفي النهاية مهما تطورت الآلة المعقدة فهي لن تستطيع التغلب على العنصر البشري لوجود ما نتميز به كبشر من الحكمة و المشاعر في إنجاز أعمالنا اليومية الغير موجودة لدى الآلة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال