الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال عام 2001 أحس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بحاجته الى تحسين أداء حكومته بشكل ما، الإنجازات غير ملحوظة ولا يوجد تقدم حقيقي بالأهداف والناخبين لديهم العديد من الأولويات وهذا يحتاج لإحراز تقدم أسرع في عدد من السياسات والأهداف المختارة. قام توني بلير على أثرها وبمساعدة السير مايكل باربر بتأسيس ما يسمى وحدة الإنجاز (Delivery Unit) .
تتألف وحدة الإنجاز من عدد قليل من الموظفين ذوي المهارة العالية على المستوى الفني أو الثقافي مهمتهم العمل على ابتكار العديد من الأساليب الحديثة لفك الاختناقات وتذليل العوائق التي تحول دون تحقيق النتائج بالاعتماد بشكل رئيسي على البيانات ومحاولة الحفاظ والتركيز على الأولويات للمواطن كمحور رئيسي. يبلغ مجموع منسوبيها 40 موظف فقط على مستوى المملكة المتحدة.
تركز وحدة الإنجاز على التدخل لإصلاح وتوجيه مجرى المياه داخل النهر بينما لا تتدخل في عمليات المصب. حيث تساعد الجهات الحكومية في تحقيق خططها أو مبادراتها عالية الأهمية لتذليل عقبات إنجازها وبوقت أسرع. فهي لا تتدخل على سبيل المثال في إصلاح أو تطوير أنظمة العمل حيث أنها مهمة واسعة وتستغرق وقتاً طويلاً إضافة الى وجود العديد من أصحاب المصلحة. كما لا تتدخل في عمليات التخطيط لوجود إدارات ووحدات منفصلة لدى كل جهة تركز على هذا الجانب. لا تناقش الميزانية ومدى كفايتها أو نقصها لأن ذلك من الممكن أن يتيح مجالاً لتقويض الميزانية الرئيسية.
ونتيجة لعمل وحدة الإنجاز تم تقليص الأولويات من 600 الى 30 أولوية على مدى خمس سنوات. ساهم هذا الإنجاز في انتشار مفهوم وحدة الإنجاز في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة (ولاية مريلاند) حيث قام حاكم الولاية بإنشاء وحدة الإنجاز والتركيز على تحقيق أربع أهداف تتمحور حول سكان الولاية وهي الصحة، المهارات، الاستدامة والأمن. كما قامت العديد من الدول الأسيوية باتباع هذا النهج مثل ماليزيا، إندونيسيا وتايلاند.
أعتقد أن الاستفادة من مفهوم وحدة الإنجاز وتكييفه بما يناسب منشئاتنا سواء الحكومية أو الخاصة قد يساهم في دفع عجلة الإنجاز وتطوير أولويات العمل بشكل أفضل وأكثر تركيزاً لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
في رعاية الله..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال