الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل كرة القدم مملوءة بالهواء أم مملوءة بالمال ؟؟ سؤال يطرح ويفرض نفسه على الساحة الرياضية مع بدايات عام (2022) الذى قد لايكون الاكثر تفاءلا وسهلا على الاقتصاد العالمى الذى لم يتعافى بعد من جائحة كوفيد (19) على مدار أقترب من ثلاث أعوام وظهوره بمتحور ( أوميكرون ) الجديد والذى قد يعيد العالم الى ازمة جديدة ويهدد ويضرب مختلف اقتصاديات العالم بازمة نمو وارتفاع التضخم خاصة امريكا واوروبا التى تبدو معرضة للاغلاق من جديد مع تزايد اعداد الاصابات وحدها الصين التى استطاعت استعادة نموها الاقتصادية بامكانية بكين بان تحرك عجلة الاقتصاد العالمى . مع استمرار الصراعات الدولية وترقب العالم لها على مستوى الدول الكبرى وحشد المزيد من الحشود بين جميع الاطراف وسيطرة متحور ( أوميكرون ) ومع تسارع وتدفق المعرفة فى شتى المجالات وتزايد معدلات وقت الفراغ للمواطن وتزايد حالات القلق والاغتراب وبعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية يطلع علينا الوجه الاخر للرياضة بهدف الاستثمار الامثل لوقت الفراغ وبناءتنمية الانسان والسلام تطلع علينا الفكر الاقتصادى للاستثمار فى الرياضة والترفية باعتبارهما أنشطة اقتصادية .
تعبر الصناعة منذ نشاتها عن قوة أو ضعف الاقتصاد فى اى بلد فهى أقصر الطرق لبناء اقتصاد قوى وتحقيق الاكتفاء الذاتى وزيادة الصادرات وتقليل الواردات باعتباره اخر ملف اصلاحى تهتم بها اى دولة فهى تتحكم فى مختلف مؤشرات التنمية وباقى المؤشرات الاخرى ، كما المتابع الجيد لملف ادارة الصناعة الرياضية خلال الفترة من (2000) حتى (2009) يؤكد على الادارة العشوائية للملف وبالاضافة الى سيطرة المحسوبية وممارسات احتكارية جملة قوانين عشوائية قد توصف بالعشوائية .
ولا تزال صناعة الرياضة والترويح واحدة من أكبر الصناعات وأسرعها نمو فى الولايات المتحدة الامريكية والعالم ولقد قام هذا النمو المتسارغ مع الرغبة المستمرة لكثير من الناس فى ممارسة مهنة صناعة الرياضة والترويح اذ يعتبرها الكثيرون من الناس ليست مجرد نشاط تجارى كبير انما أسرع صناعة قائمة فهى مصحوبة دائمة بصوت النقود ورنين العملات باستمرار.
أصبحت صناعة الرياضة والترويح في عالمنا المعاصر من أبرز الركائز التي يقوم عليها النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي فى مختلف بلدان العالم . وقد انتقلت الرياضة من مجرد هواية للمتعة والترويح عن النفس والتمتع بجسم سليم إلى قطاع احترافي قائم بذاته، فتحولت هواية الأمس إلى صناعة اليوم والمستقبل. وأدى تطور المجال الرياضي إلى توسع المدن والضواحي بسبب قيام المنشآت الضخمة والتي تضم العديد من المنشآت الفرعية كصالات الاجتماعات واللقاءات والمراكز والملاعب المتنوعة والمقاهي والحدائق والفنادق، والتي تدخل كلها في الاستثمار الرياضي وتؤدي إلى إيرادات كبيرة وتنعكس على النشاط الرياضي بشكل عام.
تعد صناعة الرياضة والترويح تعد أحد مؤشرات ازدهار المدن ( CPI) والاستدامة البيئية (ESI) طبقا لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية ، كما أن صناعة الترفية ( الترويح ) تجلب المليارات من الدولارات على مستوى العالم فهى تمثل أحد الملامح الاقتصادية التى تعبر عن قطاع الاعمال فى الرياضة والترويح وترتبط بالعوائد الاقتصادية المرتبطة بقطاع أعمال الرياضة والترويح بأشكاله المختلفة تعبر عن صناعة انتاجية ترتبط بتقديم عدد من السلع والخدمات التى تزيد من الانشطة الاستثمارية للمؤسسات الرياضية والشبابية . فمن المعروف أن اول مدينة ترفيهية فى العالم أنشئت بالدنمارك (1583م ) واول مدينة ترفيهية فى الشرق الاوسط كانت بمصر وأنشئت (1910) بحى مصر الجديدة على يد ( البارون امبان ) مؤسس حى مصر الجديدة فى جمهورية مصر العربية.
أن مفهوم صناعة الرياضة والترويح تجاوز حدود الرياضة والترويح وهيئاتها المعنية، حيث تتشارك مع مجموعة من قطاعات الدولة مثل وزارة التجارة والاقتصاد ووزارة الصناعة وغيرها من الوزارات في إنتاج منتج رياضي، أو تقديم خدمات تلبي احتياجات الناس كصناعة الأحداث الرياضية أو مشاهدتها أو المشاركة فيها، إضافة إلى صناعة السلع الرياضية نفسها وصناعة مبيعاتها، أو صناعة الخدمات وكذلك صناعة التدريب الرياضى (البطل الرياضى على المستوى العالمى والالمبيى) بكافة مجالاته وقطاعاته المختلفة .. وغيرها.
وتقوم صناعة الرياضة والترويح على الأندية الرياضية العامة والخاصة ومراكز اللياقة البدنية و الشركات العاملة فى مجال الخدمات الرياضية وتشييد البنية التحتية و إدارة الاحداث والفعاليات الرياضية ، بالاضافة إلى وبائعي التجزئة للسلع والبضائع الرياضية، والمتعاملين بالبضائع الرياضية كبائعي الجملة ومكاتب السفر والإعلانات، ومصانع السلع والأجهزة والملابس والمعدات الرياضية، وحقوق البث والإعلام الرياضيوالطب الرياضى والمكملات الغذائية والصحية وتكنولوجيا الرياضة والرقمنة والتحول الرقمى فى الرياضة بالاضافة الى عمليات التدريب والتعلم المرتبط بالرياضة . ويتفرع من هذه الصناعة قطاع ثانوي يتمثل في السياحة الرياضية، لاسيما في المنتجعات طوال أيام السنة وبحسب المواسم، وخلال الدورات الرياضية كبطولات العالم في كرة القدم (المونديال) وكرة السلة وألعاب القوى، فضلاً طبعاً عن الألعاب الأولمبية بنسختيها الصيفية والشتوية.
وعلى الرغم اهتمام الدولة وتوجهاتها العليا بهذا المجال وتشجيعها على توطين وتطوير الصناعات ومنها صناعة الرياضة، إلا أن هذه الصناعة التكاملية للرياضة والترويح بمفهومها السائد لدى الجمهور والجاذب والمطمئِن للمستثمر، لا تزال غير واضحة، وتفتقد الحوكمة واحتواء القطاع الصناعي لها، كما أننا لم نتمكن بعد من تحويل الرياضة إلى صناعة، والاستفادة من وجود سوق تجاري كبير وفرص استثمار عالمية.
وبما أن التوجه الحكومي يسير نحو دعم صناعة الرياضة والترويح وتطوير استراتيجية تحقق الرؤية والغايات والسياسات التي تعود بالنفع على هذا القطاع وعلى الاقتصاد الوطني، ينبغي على الجميع إدراك قيمة وأبعاد تأسيس صناعة رياضية محلية واقتحام الأسواق العالمية.وهذا يستلزم فهم هذه الصناعة المتنوعة ما بين المنتجات والخدمات ومعرفة تصنيفاتها الأساسية.
وعن مجالات صناعة الرياضة نجد مجال اقتصاديات الرياضة يطلع علينا بكافة احصاءاته الرقمية والمليارية نتيجة القيمة الاقتصادية للرياضة المباشرة فتشير الاحصاءات العالمية من الموقع العالمى (Sport Value ) الى ان الرياضة الاحترافية اكثر من (171) مليار دولار بينما تجارة التجزئة الرياضية بلغت أكثر من (270) مليار دولار ، كما بلغت ايردات الاندية ومراكز الرياضة اكثر من (115) مليار دولار والخدمات المرتبطة بالرياضة (200) مليار دولار .باجمالى يصل الى (765) مليار دولار وتسهم بلى (8.1) تريليون دولار سنويا تاثيرا اقتصاديا عالميا . ويذكر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن صناعة الرياضة تسهم (1.8%) فى الناتج المحلى الاجمالى ، (2.7%) تمثل حصة الرياضة من اجمالى استثمارات مختلف القطاعات .ووجود (5126) منشاة رياضية رسمية فى مصر موزعة على (27) محافظة يعمل بها بشكل مباشر أكثر من (140) الف بشكل مباشر.
من خلال الرؤية العلمية والتطبيقية المباشرة فى القطاع الرياضى والترويحى على مدار السنوات الماضية استطيع ان أقول أن الاهداف والغايات الاستراتيجية لصناعة الرياضة والترويح فى بلدنا الغالى مصر يتمثل فى :-
إستحداث غرفة للصناعات الرياضية يعتبر بيت خبرة مصرى داخل الكيانات الوطنية ( اتحاد الصناعات المصرية ) تضم الغرف الصناعية التالية : (غرفة صناعة التشيد والانشاء – غرفة صناعة الادوات والاجهزة الرياضية التنافسية – غرفة صناعة الملابس الرياضية والترويحية – غرفة صناعة الادوات والاجهزة الترفيهية ( الترويحية ) – غرفة صناعة الصيانة والتشغيل) .
وتعظيم ودعم الكيانات العربية حديثة الانشاء مثل الاتحاد العربى للصناعات الرياضية التابع لجامعة الدول العربية وذلك على مستوى الدول الاعضاء والمؤسسات واقامة منتدى سنوى ( مصرى /2023) للصناعات الرياضية ومحاولة التصنيع المصرى الرياضى والوصول إلى أكواد مصرية موحدة للصناعات الرياضية .
مراعاة مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بصناعة الرياضة والترويح المتمثلة فى : أجمالى حجم المبيعات وحجم الانتاج المحلى – أجمالى حجم الصادرات والواردات من الاجهزة والادوات الرياضية – حجم القيمة المضافة ومعدل التوظيف وفرص العمل المتاحة – معدل نمو المبيعات السنوية فى مجال الرياضة والترويح تلك هى المؤشرات الاقتصادية لنصل الى التحليل الاقتصادى لصناعة الرياضة والترويح معا واستكشاف حجم وامكانات النمو لصناعة الرياضة والترويح فى مصر والعالم العربى.
واخيرا :
لابد من إستغلال مؤسسات الدولة داعمة للفكر الاستثمارى فى صناعة الرياضة والاعتراف بمفهوم صناعة الرياضة والترويح مع تعظيم الاستفادة من قانونى الرياضة والاستثمار الحاليين داعمين للفكر الاستثمارى فى صناعة الرياضة وانطلاقا من استراتيجة ورؤية واضحة للدولة تجاة صناعة الرياضة مع التأكيد على الشراكة مع القطاع الخاص كأحد مقومات صناعة الرياضة والترويح وللحديث بقية عن توقعات صناعة الرياضة فى عام (2022) الصادر عن شركة (Deloitte ) العالمية . وختاما قالوا قديما ( عندما نتكلم بصدق ونستمع بهدوء ونتقد بأخلاص نصل الى حوار هادف وبناء ) .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال