الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يواجه العالم واحدة من أخطر أزماته الجيوسياسية منذ نهاية الحرب الباردة تتخلى الكثير من وسائل الإعلام العالمية عن مهنيتها وتسمح للآلة الدعاية الأوروبية والأمريكية في تشكيل التصور العام للحرب في أوكرانيا لا عجب أن وسائل الإعلام الغربية مؤيدة بشكل كامل لأوكرانيا وتتهم الأعلام الروسي بنشر الأكاذيب بشأن الحرب مما ساعد على تضخيم المعلومات المضللة على الإنترنت. بذل المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون جهدًا كبيرًا لإسكات وسائل الإعلام الروسية التي تقدم تغطية مواتية للحرب. يرتبط هذا التوجه بانحدار عالمي في حرية الصحافة والإعلام وهذا ساهم في انهيار مبادئ الحق في الممارسة الحرة للاتصال والتعبير عن الرأي من خلال كافة وسائل الإعلام المتاحة وهذه حقيقة تجلت في الحرب الروسية الأوكرانية.
الأعلام والصحافة الروسية في أغلبها تابعه لدولة ولكن هناك صحف ومواقع الكترونية على الأنترنت تنقل خلاف الروايات الرسمية وكانت تبث هذه المواقع صور ومقاطع حول ما يدور على ارض المعركة في أوكرانيا بشكل جيد بغض النظر عن مدى حيادية الأعلام الروسي يجب أن نسمع وجهة النظر الأخرى وعدم التحيز الى وجهة النظر الغربية.
عملت وسائل الإعلام الغربية على التضليل والتلاعب بالمعلومات والحقائق بما يخالف الواقع قللوا من المخاوف الروسية بشأن أمنها القومي وتجاهلوا تمويل ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لصناعة الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا. تشبيه الأعلام الغربي الرئيس الأوكراني الحالي زيلينسكي بتشرشل بينما وصف الرئيس الأكراني السابق يانوكوفيتش بأنه فاسدًا وقد تم انتخابه ديمقراطيًا من الشعب كما صمت الغرب تجاه ترحيب سكان القرم بإعادة دمجهم في روسيا بالإضافة الى تجاهل حقيقة أن التمرد في شرق أوكرانيا له جذور محلية واقعية. وزير الخارجية الروسي لافروف كان دقيق عندما قال “إن الأعلام الغربي أداة لطرق عقول الناس وشحنهم عاطفيا”.
إن مسار المواجهة التي اتخذتها وسائل الأعلام الغربية على وجه الخصوص بشأن قضية أوكرانيا لعبت لصالح الحكومات المناهضة لروسيا في حلف الناتو حيث كان الخط الصحفي والإعلامي أكثر حدة من رد الفعل السياسي. أظهرت التجربة أن جزءًا أساسيًا من ادعاء الغرب بحرية الإعلام والصحافة لم يكن صحيحا لقد فهمنا منذ زمن بعيد أنه لا يوجد شيء اسمه إعلام غربي مستقل وثمة شواهد كثيرة. يقال في الحرب أن “الحقيقة هي أول ضحية” كان هذا هو الحال بالتأكيد مع الصراع في أوكرانيا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال