الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع إغلاق الاسبوع سعر خام برنت فوق 115 دولار، حيث يشهد السوق تضييق في الإمدادات حتى من قبل الأزمة الروسية الأوكرانية والتي فاقمت من ارتفاع الأسعار بنحو 25 دولار منذ بدايتها، وايضاً فاقمت من حدة المنحنى التسعيري الأمامي للأسواق الآجله ليكون في أشد حالات ال backwardation منذ 33 عام، هيكلية الاسعار صاعدة بحدة حيث تكون أسعار البراميل الفورية أعلى من الأشهر اللاحقة في تداولات الأسواق الآجلة.
من المثير للدهشة أن المضاربين قد عادوا على الرغم من الحرب والعقوبات الاقتصادية على روسيا. ومع ذلك، فهم يريدون الاستفادة من الزخم الصعودي الحاد للأسعار، واستغلال تقلبات الأسعار للمضاربة.
انتقدت وكالة الطاقة الدولية تحالف “أوبك بلس” لعدم استجابتهم لضخ المزيد من النفط، هذا الانتقاد ليس في محله ومغالط لتوقعات وتحليلات ودراسات سابقة للوكالة ذكرتها في مقالات سابقة، بل ومحاولة الوكالة للرد على ذلك بالاعلان عن سحب نحو 62 مليون برميل من الخزن الاستراتيجي للدول المستهلكة لتهدئة الأسعار في ثاني محاولة للسحب من نفط الخزن الاستراتيجي يثير تساؤل مهم:
* لماذا لم تشارك الصين والهند في السحب من المخزونات الاستراتيجية وهم ثاني وثالث اكبر مستهلكي النفط في العالم؟
محاولة السحب من المخزونات الاستراتيجية للمرة الثانية في ثلاثة أشهر تظل محاولات يائسة عجزت عن تهدئة ارتفاع الأسعار ومحدودة التأثير للأسباب التالية:
* السحب من الخزن الاستراتيجي جاء في توقيت منحنى حاد لهيكلية الأسعار الآجلة backwardation، مما يُحفّز تُجار النفط ومصافي التكرير على بيع البراميل الفورية لأن قيمتها الآن أعلى من الأشهر المقبلة.
* توقيت آخر خاطئ للسحب من الخزن الاستراتيجي، حيث أن هيكلية الأسعار الاجلة عند backwardation تُحفّز البيع المباشر في السوق الفورية، مما يؤدي الى مزيد من التراجع في المخزونات، وهذا سيؤخر إعادة بناء المخزونات في أي وقت قريب.
* ارتفعاع تكلفة نقل النفط بحرياً وعلاوات التأمين، حيث تشهد ناقلات النفط حالياً نقصاً حاداً وسط العقوبات على الأساطيل الروسية، مما تسبّب في ارتفاع حاد في تكلفة الناقلات وتكاليف التأمين.
* ارتفاع تكاليف الناقلات وعلاوات التأمين، سوف يُعيق وصول براميل الخزن الاستراتيجي إلى أوروبا، حيث يتم شحن حوالي 2.5 مليون برميل يوميا من النفط الروسي إلى أوروبا.
من يستطيع تعويض اكثر من 2.5 مليون برميل يوميا من النفط إلى أوروبا مع تأمين نقلها؟ المملكة العربية السعودية وحدها تستطيع ذلك وهي المنتج الوحيد الذي يمتلك أحد أكبر اساطيل ناقلات النفط في العالم، وبذلك تستطيع المملكة وبلا منافس تأمين البراميل ونقلها، لذلك دائما يأتي اللجوء إلى مملكة الطاقة في الأزمات والأوقات الاستثنائية لضمان استقرار اسواق الطاقة العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال