موقف نظام العمل مع أطراف العلاقة التعاقدية

يوفر نظام العمل الحماية اللازمة للعامل وصاحب العمل بما يكفل حق كل طرف، حيث كرس تعامله مع أطراف العلاقة التعاقدية في ثلاث حالات، فتارة يقف بجانب العامل بحكم أنه الحلقة الأضعف ويوفر الحماية الكاملة له؛ لعدم استغلاله من قبل صاحب العمل بحكم حاجته للعمل ، وتارة يقف بجانب صاحب العمل ويدعم موقفه، وتارة يقف على مسافة واحدة من الطرفين.

ففي الحالة الأولى يقف نظام العمل مع العامل عندما يحتاج إلى ذلك بمواد آمره لا يجوز مخالفتها حتى ولو اتفق الطرفان على ذلك، حيث تعد المادة الثامنة من النظام هي القاعدة الأساسية التي تحفظ حق العامل من خلال إبطال كل إبراء أو مصالحة حول الحقوق الناشئة للعامل أثناء سريان عقد العمل ما لم يكن أكثر فائدة للعامل، ومن الحالات على سبيل المثال التي وقف النظام بجانب العامل فيها وجعل الاتفاق عليها كأن لم يكن؛ عندما يتم الاتفاق على عدم استحقاق العامل لمكافأة نهاية الخدمة عند نهاية العلاقة التعاقدية ، أو الاتفاق على حرمان العامل من بدل العمل لساعات إضافية أو حرمانه من يوم الراحة الأسبوعي أو النص في العقد على الإجازة السنوية أقل من 21 يوم وغير ذلك، ومن أبرز هذه الحالات منح النظام العامل الحق في ترك العمل دون إشعار مع احتفاظه بحقوقه النظامية في الحالات المنصوص عليها في المادة (81) من نظام العمل، فهنا جاء النظام حمايةً للعامل لتقوية جانبه.

وفي الحالة الثانية نجد النظام يقف إلى جانب صاحب العمل، فعلى سبيل المثال أعطاه الحق في تضمين لائحة العمل شروطاً وأحكاماً إضافية بما لا يتعارض مع أحكام النظام، وأيضاً أعطاه الحق في فسخ العقد دون مكافأة العامل ، أو إشعاره ، أو تعويضه؛ وذلك عند قيامه بأي حالة من الحالات المنصوص عليها في المادة (80)، وأعطاه أيضاً أن يوقع على العامل الجزاءات التأديبية عند قيامه بأي مخالفة بشرط إتباع الإجراءات النظامية لذلك.

أما في الحالة الثالثة عندما يقف نظام العمل على مسافة واحدة من الطرفين كما في المادة (77) والتي نصت على استحقاق الطرف المتضرر للتعويض من إنهاء العقد لسبب غير مشروع ، وأيضاً لا يجوز لصاحب العمل أو العامل أن يقوم بعمل من شأنه إساءة استعمال أحكام النظام أو القيام بعمل من شأنه الضغط على حرية الآخر.

لذا أصبح من الضروري أن يكون لدى العامل وصاحب العمل اطلاعاً ودراية كاملتين بالثقافة العمالية ومعرفة الحقوق والواجبات؛ مما ينعكس إيجاباً على توفير بيئة عمل مناسبة، وتحقيق الاستقرار والضمان الوظيفي وحسن سير العمل.