الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم الإدارات العملية نظراً لتركيزها على العنصر البشري والذي يعتبر أثمن وأغلى مورد من موارد المنظمة، والأكثر تأثيرًا في الإنتاجية والربحية على الاطلاق.
إن إدارة وتنمية الموارد البشرية تعتبر ركناً أساسياً في غالبية المنظمات حيث تهدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية، وتمكين المنظمة من استقطاب وتأهيل الكفاءات اللازمة وتدريبها وتحفيزها والحفاظ على حقوقها وعلى العلاقات العملية بين هذه الكفاءات وبين الجهات المهنية وضمان صحة وسلامة بيئة العمل لتكون قادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية.
النشأة التاريخية لإدارة الموارد البشرية :- فقد مرت هذه النشأة بثلاث مراحل هي:
1- مرحلة التكوين :- قبل مطلع القرن العشرين للميلاد ظهرت مجموعة من النشاطات التي كانت تعتمد على دور قلة من الأفراد والمتخصصين بمساعدة المنظمات في اختيار وتعيين الموظفين وتحديد مستويات الأداء والتدريب والمجالات الصحية، كما صدرت مجموعة من القوانين مع ظهور المنظمات المهتمة بذلك، ولكن كان التنفيذ بأسلوب بسيط وعشوائي.
2- مرحلة النمو :- هي مرحلة التطورات العملية والنظرية الخاصة بإدارة الموارد البشرية في الفترة من 1900م إلى 1946م وظهرت معها وظيفة السكرتير الاجتماعي وأهمية إدارة الأفراد والمجالات الإنسانية والاجتماعية المتعلقة بهم والسياسات الخاصة بتطور المنظمات مثل سياسات التدريب والتوظيف والترقية والتحفيز.
3- مرحلة النضج :- هي مرحلة التحدي المؤثر على المنظمات في الوقت الحاضر، حيث أن الهدف للمرحلة هو الوصول لتوافق بين المتطلبات الخاصة بتطور العاملين والخيارات الاقتصادية، لذلك يعد دور الإدارة هو دعم إبداع مستويات الأداء وتطويرها ورفع القدرة التنافسية للمنظمة والمساعدة على مواجهة التغييرات البيئية والتكييف معها.
أهمية إدارة الموارد البشرية :-
* توفير الموارد البشرية المؤهلة ذات الخبرة العملية المتنوعة والمناسبة حسب احتياج المنظمة.
* استقطاب الخريجين الجدد والمميزين وتدريبهم وتأهيلهم للعمل والاستفادة من حماسهم وأفكارهم.
* توفير كافة الأدوات والوسائل للموظفين بالبرامج التدريبية وتوفير الأجور والحوافز لتحسين الأداء.
* التنسيق والتنظيم بين الإدارات فيما يتعلق بمهام الموظفين وتفعيل دور المناقشة مع الإدارة التنفيذية.
* معرفة مشاكل الموظفين داخل المنظمة وخاصة التي تؤثر سلبا عليهم وتؤثر في انخفاض كفاءة العمل.
* معرفة جميع المؤشرات المستخدمة في قياس كفاءة الأداء ونسب الحوادث العملية والمؤثرات الأخرى.
* مساعدة المدراء في المنظمة لتطبيق السياسات وحل المشاكل والقضايا الخاصة بالموظفين والعمل.
* تحقيق الانتماء البشري عند الموظفين والعناية بالعلاقات الإنسانية لخفض معدل دوران العمل.
أهداف إدارة الموارد البشرية :-
* العمل بجد واجتهاد لرفع الأداء الفعال من خلال الاعتماد على الموارد البشرية والمحافظة عليها.
* تحقيق التوازن والتجانس في العمل بين الموظفين والمنظمة العملية لمصلحة العمل.
* استقرار العمل واستمرار رؤيته حسب الخطط والأهداف المرسومة له.
* تحسين وتنمية ودعم المهارات الخاصة بالموظفين والقيادات في المنظمة.
* توفير أفضل فرص عمل جديدة حسب متطلبات المنظمة لزيادة الإنتاج ومن ثم الأرباح.
* خلق بيئة عمل جيدة وظروف إيجابية بين الموظفين على جميع المستويات لتحقيق الرضا الوظيفي.
* العدل في توزيع الأجور والمكافآت والحوافز بين الموظفين حسب قياس الأداء وهيكل الأجور.
* توفير أفضل خدمات التأمين الصحي وبيئة عمل صحية تناسب سياسة المنظمة وإمكاناتها.
* دراسة المسار الوظيفي للموظفين في الحاضر والمستقبل للمساهمة في التخطيط المستقبلي للمنظمة.
* المحافظة على أخلاقيات العمل والاهتمام بالسياسات السلوكية للموظفين والتواصل الجيد بينهم.
وظائف إدارة الموارد البشرية :- توجد أربعة وظائف رئيسية هي:
1- التخطيط للموارد البشرية :- وذلك بتوفير قاعدة بيانات كافية لاتخاذ كافة القرارات الخاصة بالموظفين وتطويرهم والحصول على الكفاءات الجديدة المميزة ومعرفة نقاط القوة والضعف في الموظفين وتحسين سبل التعامل معهم لخفض التكاليف والمدة الزمنية للمنظمة.
2- تحليل العمل وتصميمه :- والمقصود به تحديد خصائص العمل بجمع المعلومات عن الوظائف الداخلية وتحليلها وتلخيصها على هيئة أسس مكتوبة لمعرفة مهامها وصلاحياتها لتحديد معايير الأداء والوصف الوظيفي ومتطلبات الوظائف.
3- تعيين الموارد البشرية المؤهلة :- عن طريق جذب واختيار الكفاءات البشرية باستراتيجية مدروسة تكون جاذبة لهم وتزيد من رغبة العمل في المنظمة لتحقيق أهدافها على المدى الطويل بحيث يتم التعيين عن طريق جمع البيانات والاختبارات التحريرية والمقابلات الشخصية والفحوصات الطبية ثم القبول أو الرفض.
4- تقييم أداء الموارد البشرية :- وهو أسلوب قياس الأداء الفردي والجماعي للموظفين ومدى تحقيقهم للأهداف المطلوبة بالتركيز على فاعلية الإنجاز وكفاءته وهي من أهم الوظائف التي توضح مدى دقة برامج وسياسات إدارة الموارد البشرية في المنظمة وتعكس الصورة الأخلاقية والقانونية والاجتماعية لها.
ختاما، فإن إدارة الموارد البشرية مرت بمراحل تطور مستمر فأصبحت هذه الإدارة المهمة تهتم بجميع سياسات الموارد البشرية داخل المنظمة، والتي تسعى لتحقيق أهداف المنظمة والاهتمام والعناية بأفرادها ومشاكلهم واحتياجاتهم وحقوقهم وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج الخاصة بتحليل وظائف المنظمة ومن ثم تخطيط الموارد البشرية واستقطابها واختيارها للكفاءات البشرية وتدريبها وتقييمها وتحفيزها وتطويرها بشكل فعال، يحقق أهداف المنظمة ويحافظ على الموارد البشرية فيها وتنميتها بالشكل الذي يحقق طموح هذه الموارد الشخصية ويساهم في تحقيق الرضا الوظيفي المطلوب لها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال