الحماية القانونية للاقتصاد الرقمي في عالم الميتافيرس

يشهد عالم الميتافيرس نمو كبير في بناء مجتمعات جديدة واقتصاديات رقمية متنوعة من الأصول والسلع والخدمات التي تخلق قيمة مادية ومعنوية لأصحابها في العالم الحقيقي. وأصبحت الشركات تتسابق في تأسيس فروع ومقرات رسمية لها في ذلك العالم الافتراضي، ومنها أحد الشركات المتخصصة في بيع وتداول العملات الرقمية تسمى (Binance) أسست مقرًا لها وأتاحت لموظفيها إمكانية العمل من هناك، قد يبدو الأمر لك مستغربًا بعض الشيء لو قلت لك حتى أن شركات الدعاية قامت بتوسيع أعمالها هناك وإنشاء لوحات إعلانية على الطرقات في الميتافيرس لتأجيرها مقابل رسوم لصالح الشركات العالمية.

إن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في عالم الميتافيرس تجاوزت “ثمانية تريليونات دولار” بحسب تقرير “شركة مورجان ستانلي”، مما يجعل هذا الاقتصاد الرقمي بما فيه من أصول وممتلكات أولى بالرعاية التنظيمية وجديرة بالحماية القانونية بما يحفظ حقوق المتعاملين فيه. إلا أن الإطار التنظيمي الذي سيحكم تصرفات الأفراد في ذلك العالم يعتبر أحد التحديات لعدم توائم الأنظمة واللوائح الحالية وضعف جاهزية البنية التشريعية والتنظيمية بشأن الممارسات والسلوكيات المخالفة، وإجراءات ملاحقة وضبط مرتبكي الجرائم والإنتهاكات الغير قانونية في الميتافيرس التي تمتد آثارها إلى العالم الحقيقي.

الأمر الذي جعل الحكومات تتخذ خطوات استباقية ومتسارعة في تقنين القواعد التنظيمية للتعاملات المدنية والتجارية في الميتافيرس، ومن بينها حكومة “سيول” عاصمة كوريا الجنوبية، حيث خصصت استثمارات تقدّر بنحو “ثلاثة مليارات دولار” لإنشاء بنية تحتية لمساحة افتراضية تعكس مدينة “سيول” الحقيقة عبر رؤية أسمتها “التحول النموذجي إلى الرقمنة”، لتكون بذلك أول مدينة ميتافيرس في العالم يتم تأسيسها بشكل رسمي من قبل الحكومة، حيث سيكون لتلك المدينة طبيعة تشريعية خاصة من خلال سن القوانين واللوائح التنظيمية، لتكون بذلك قادرة على حفظ وحماية حقوق الأفراد ومعاقبة المخالفين والخارجين عن النظام.

وعند الحديث عن التقنيات المستقبلية، فإن “السعودية” تكون حاضرة دائمًا في المشهد بصفتها أكبر اقتصاد رقمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل رؤية سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله-، حيث كشفت شركة “نيوم” التقنية الرقمية القابضة مؤخرًا عن خططها لإطلاق تقنية الواقع الافتراضي الإدراكي ميتافيرس “XVRS”، باعتبارها أول منصة ميتافيرس تمزج بين الواقع الافتراضي مع العالم الحقيقي لإنشاء تجارب واقعية مختلطة ومعززة بطريقة فريدة من نوعها، لتكون بذلك جزء من استثمار سعودي يقدّر بنحو “مليار” دولار في مجال التقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي.