الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انتهت تجربة الدراسة هذا العام إبان شهر رمضان المبارك بعد توقف دام أربعة عشر عاماَ. استئناف الدراسة في الشهر الفضيل أفرز مجموعتين من المواقف؛ المؤيدة والمعترضة، وأثار جملة من التساؤلات المشروعة عن دوافع قرار الوزارة وجدواه. لعل أبرز الأسئلة المطروحة وأكثرها أهمية تلك المتعلقة في التقييم العام للتجربة، وتحديداَ موقف أطراف العملية التعليمية الأساسيين ؛ إدارات المدارس ، الهيئات التدريسية، أولياء الأمور، والطلاب ، من القرار وتبعاته ؟
ان الإجابة الموضوعية على الأسئلة المطروحة بجوانبها واختلافها تتطلب مراعاة بديهية واسعة القبول مفادها “ان قياس نجاح البرامج والتجارب لا يقتصر على تطبيقها ، بل الأهم في الآثار الإيجابية المباشرة وغير المباشرة المترتبة عن تطبيقها”. فالتجارب يجب ان تتضمن تشخيص الدروس المستقاة، وان تجري مقارنة تفصيلية بين كلفها ومنافعها .
أحد أهم الاستفسارات المطروحة انصبت على ما إذا كانت وزارة التعليم تمتلك معايير محددة لقياس أثر البرامج التعليمية ونجاحها، ومنها قياس استيعاب الطلاب وتفاعلهم مع العملية التعليمية خلال شهر رمضان.
في حين ركزت أخرى على دوافع الوزارة في عدم تكرار تجربة ” الدراسة عن بعد ” في هذا الشهر ، بالرغم من توفر البنية التحتية التقنية ! الملاحظ ان الوزارة وفقا لمعلوماتنا لم تفصح لحد الان عن ما إذا كانت قد أجرت تقييما شاملا لتجربة “الدراسة عن بعد” إبان فترة الجائحة !
من الضرورة بمكان ان نوضح بأننا لسنا معارضين لعودة الدراسة في شهر رمضان، فقد سبق وأن خضنا التجربة خلال مراحل الدراسة المختلفة . لكن ما يثير قلقنا وقلق الكثيرين حالة عدم اليقين من مراعاة القائمين على التعليم في المملكة تباين تأثير الصيام على استيعاب الطلبة تبعاَ للفروقات الصحية والقدرات البدنية ، مما قد يؤثر على نتائج الاختبارات ومستقبل الطلبة!
تأسيسا على ما تقدم ، من الضروري ان تبادر وزارة التعليم الى تقييم تجربة العميل؛ الطالب وأولياء الأمور” الأسرة”،وقياس أثر الدراسة الحضورية خلال شهررمضان،وتشخيص جوانب قوتها وثغراتها ؟ ؟ نحن لا نقترح هنا قيام الوزارة في أجراء أختبار عام لدرجة استيعاب الطلاب ، بل نوصي في ضرورة قيامها في تقييم التجربة، من خلال الوقوف على آراء العملاء؛ الطلاب وأولياء الأمور. كما تقتضي الضرورة أيضا قيام الوزارة في وضع معايير واضحة، وأهداف محددة لبرامجها التعليمية لتسهيل قياس أثرها وتقييم نجاحها، والاستفادة من نتائج القياس في تطوير البرامج المستقبلية وتفادي الأخطاء التخطيطية والتنفيذية . كما يجب أن تتسم الدراسات التطبيقية ونتائج برامج الوزارة بالشفافة لأهمية تجربة الطالب وأسرته، ومنها تجربة الدراسة الحضورية في شهر رمضان لتفادي التبعات السلبية التي قد تترتب عن هذه التجربة.
كما ندعو الوزارة الى تقييم تجربة العميل في مجال التعليم عن بعد ، ودراسة جدواها كبديل فعال خلال فترات الأزمات التي قد تحول دون حضور الطلبة الى مدارسهم ، و أن تولي آراء أصحاب المصلحة الحقيقيين أهمية خاصة ودور فاعل في عملية وضع السياسات التعليمية مستقبلا . نأمل ان تتحقق كل المقترحات والطموحات المشار إليها قريبا بإذن الله.
مما لاشك فيه أن تفاعل الطلبة الإيجابي واستمتاعهم في العملية التعليمية المبنية على سياقات تفاعلية حديثة، بعيدة عن نمطية حشو المعلومات المصممة حصراَ لاجتياز الاختبارات ،يقودان الى مخرجات تعليمية متقدمة تسهم في إعداد المواطن المنتج والناجح وتعزز دوره في برامج التحولات الاقتصادية والاجتماعية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال