الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العلوم السياحية تُعتبر من العلوم الحديثة التي ازدهرت في العقود الثلاثة الأخيرة، مع العلم أنها نشأت بداية في أوروبا وأمريكا وذلك من خلال تطور الحركة السياحية فيها، وكانت البداية لها فيما يخص التعلم والتعليم من خلال أقسام العلوم.
وهذا جعل الرؤية العالمية ترتكز على أنه لا تتأتى الأيدي العاملة المدربة التي يحتاج إليها في القطاع السياحي وتكون مؤهلة تستطيع مواكبة التطور الحالي والمستقبلي في القطاع السياحي؛ إلا من خلال وجود إستراتيجية واضحة لتنمية الموارد البشرية في المجال السياحي، بحيث يتم فيها تأهيل وتدريب الشباب الراغبين في العمل في هذا المجال بما يؤدي إلى النهوض بهذا القطاع المهم من القطاعات الاقتصادية، الذي من المتوقع أن يقود الاقتصاد في جميع دول العالم ومن ضمنها المملكة العربية السعودية ويكون له دور ملحوظ في الحياة الاقتصادية في المرحلة المقبلة.
وعالميًا؛ وفي ضوء هذا التوجه انتشرت المعاهد المتخصصة بالدراسات السياحية في أوروبا مثل سويسرا وفرنسا وإيطاليا، ولكن في مجال. حيث إنه مع ازدهار السياحة اشتد الطلب على العمالة السياحية، فظهرت معاهد وكليات وجامعات متخصصة في كل من سويسرا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
حيث تطرح البرامج الأكاديمية عادة في الجامعات، حيث يدرس الطالب مقررات عامة في السنتين الأوليين، ثم مقررات متخصصة في السنتين التاليتين وبعد إتمام دراسة الأربعة الأعوام يحصل على درجة البكالوريوس، وتركز معظم البرامج على المهارات الإدارية في السياحة، بالإضافة إلى التركيز على المقررات الاجتماعية، والجغرافية، والأثرية. والدراسة الأكاديمية.
ومحلياً؛ وفي ضوء هذا التوجه تسعى المملكة بقوة للاستفادة من قطاع التعليم لرفد السياحة بالعمالة السعودية المؤهلة، فضلاً عن السعي للاستفادة من الدراسات الأكاديمية في هذا المجال، وفي هذا السياق أجرت شركة الأبحاث الرقمية الدولية بحثًا مفصلًا ركز على أوجه السياحة في المملكة العربية السعودية، في محاولة من شركة البحر الأحمر للتطوير لتكوين فهم معمق حول مواقف وآراء الشعب السعودي تجاه العمل في قطاع الضيافة والسياحة، ويعد المسح هو الأول من نوعه الذي يُجرى في المملكة العربية السعودية، ويغطي خمسة مناطق في المملكة، هي (الرياض، وجدة، والدمام، والقصيم، والمدينة المنورة).
وكان من أهم نتائج هذه الدراسة الموسعة التي كانت عينتها (715) موظف مُحتمل في مجال السياحة والفندقة، و (140) من الآباء، حماس الجيل الأصغر لخوض غمار العمل في القطاعات الناشئة، لكن في المقابل، لا تزال القطاعات التقليدية في البلد تجذب مزيدًا من الآباء، وهذا يدل على أن ُ ثقتهم أكبر تجاه الصناعات التي عاصروها وأكثر دراية بها. وعندما سِئلوا عن الصناعات التي سيدعمون توجهات أبنائهم ّ للعمل بها، فضل 94 % من الآباء تشجيع الأبناء للعمل في قطاع المال، وفضل 94 % منهم قطاع الصحة، في حين ذهب 93 % منهم الخدمات المهنية، وذلك على الصناعات الجديدة والناشئة.
ومن هنا تأتي الإشارة إلى اهتمام القطاع التعليمي في تخصص السياحة؛ حيث كان إنشاء معهد غليون للتعليم العالي وهو واحد من أبرز معاهد الضيافة وإدارة الفنادق في العالم- عام 2013 الذي شهد إقبالاً متزايدًا من المواطنين السعوديين الراغبين في التسجيل بدوراته التدريبية في قطاع الضيافة حيث تعد هذه الدورات الأكثر طلبًا من المتدربين، فهي دورة تحظى بمكانة مرموقة كمكانة المعهد السويسري ومُصدَّق عليها من قِبل وزارة التربية والتعليم السعودية. حيث يحصل طلاب معهد غليون على الخبرة السويسرية في التعليم النموذجي لقطاع الضيافة، وكذلك أيضاً سعت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في السعودية إلى فتح أربع كليات للسياحة لتخريج دفعات من الكوادر للعمل في القطاع السياحي والحد من بطالة الشباب، وتسعى الكليات الأربع لتأهيل وتدريب الشباب السعودي في كل الأعمال الفندقية، مثل وظائف الاستقبال والإدارة.
أيضًا افتتحت كلية لورييت للسياحة والفندقة بالرياض والمدينة المنورة لتوفير خبرات علمية من العالم تؤهل الشباب الراغبين في هذا التخصص لخوض تجربة عمل سياحي وفندقي احترافية، في ظل حصولهم على برامج تدريب تطبيقي عالمي باللغة الإنجليزية لعديد من التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل، استقطاب أفضل الكليات العالمية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا.
ونرى من وجهة النظر الشخصية؛ أن كل هذه الجهود التي تهدف إلى ربط جزء من مخرجات التعليم العام، والتعليم العالي، والتدريب التقني والمهني في المملكة بقطاع السياحة بها، لا تمنع من وضع مقرر في المرحلة الثانوية في جميع المسارات، ومقرر عام إلزامي في المرحلة الجامعية، يكون الهدف منه هو التعرف على القطاع السياحي في المملكة بشكل موسع وموثق، بحيث يكون كل مواطن مرشد سياحي للمعالم السياحية في المملكة، فالثقافة العلمية في معالم السياحة في البلد تجعل من المواطن سفير إعلامي لبلده فيما يخص معالم الجذب والسياحة فيها.
ونختم المقال بما كتبه المؤلف جون باغانــو الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير: ” منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه للمملكة العربية السعودية عام 2017، أدركت أنها تمر بمرحلة تحول مذهلة امتدت حتى يومنا. لقد آمنت حينها؛ كما الآن بقدرة المملكة على تقديم مجموعة متنوعة من الفرص المثيرة التي لا مثيل لها في أي سوق في العالم”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال