الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مقالة سابقة أشرت فيها إلى أهمية دعم تعليم الفتيات و النساء للمعارف المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (ستيم) لما لهذه العلوم من دور في تجسير فجوة المهارات بين الجنسين، وذلك من خلال رفع تمثيل المرأة في مجالات ستيم التي تخدم ، وتحديداً في قطاع الطاقة. وأشرت كذلك إلى أهمية تنويع القوى العاملة في صناعة الطاقة سواء كانت في قطاع النفط والغاز أو الطاقة المتجددة، حيث أن ذلك يضيف قيمة وتنافسية للقطاع. لذلك فإن غياب مشاركة المرأة في هذا القطاع سواء كان في الأعمال الهندسية أو الإدارية أو حتى في المناصب التنفيذية، يضيع على الصناعة فرصة التنوع في المعارف والمهارات التي تساهم في عملية صنع القرار.
في تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) كشف فيه عن وجود تفاوت في التمثيل و فرص العمل بين الجنسين، ففي قطاع الطاقة المتجددة حيث قدرت الدراسة أن النساء يشكلن 32% م القوى العاملة، مع حصة بلغت 22% من القوى العاملة في صناعة النفط والغاز العالمية. إضافة إلى ذلك، فإن نسبة كبيرة من هؤلاء النساء يشغلن وظائف إدارية لعدة أسباب منها، غياب القيادات النسائية الملهمة لجذب الفتيات وهن على مقاعد الدراسة بأهمية تعليم ستيم للحصول على فرص للعمل في قطاع الطاقة، إذ أن تعزيز مشاركة المرأة في الطاقة تبدأ بالتعليم.
من جهة أخرى، سيكون لرفع نسبة الفتيات والنساء اللاتي يدرسن ويعملن في مجالات ستيم دوراً هاماً، في جعل هذا القطاع قطاعاً جاذباً للمواهب النسائية، الأمر الذي سيحقق للقطاع مزايا التنوع والشمولية في بيئة العمل. ولتحقيق هذا الهدف تبرز أهمية خلق الظروف المناسبة للمرأة للتميز والقيادة، وبالتالي إلهام الجيل القادم من الكفاءات الماهرة للعمل في قطاع الطاقة.
سيكون لإعداد برنامج إرشادي يدعم بناء القيادات النسائية في الطاقة ممكن للنساء الملهمات في القطاع، حيث تقع عليهن مسؤولية إلهام الفتيات الصغيرات بالقصص عن القطاع لإحداث التحولات الثقافية في المجتمع التي تؤسس لمبدأ الكفاءة بعيداً عن السياسات الجندرية. حيث سيكون تعريف الفتيات بأنواع الطاقة وقضاياها والتغير المناخي أمر مهم لرفع الوعي بين الفتيات حتى يصبحن مهتمات ويتم تشجيعهن على الانضمام إلى هذا القطاع المزدهر.
حضرت في الفترة الأخيرة ورشة عمل رائعة نظمتها جمعية الاقتصاد السعودية، تحت عنوان “تمكين المرأة في المراكز القيادية”، حرصت الجمعية في هذه الورشة على التعريف بمجموعة مميزة من السعوديات الرائدات كنماذج للقيادة والإلهام. كانت الورشة برعاية من صاحبة السمو الملكي، الأميرة سارة بنت خالد آل سعود، حيث تم الإعلان خلال الفعالية عن مبادرة الأميرة سارة لتمكين المرأة في المناصب القيادية. كلنا ثقة أن هذه المبادرة ستكون فرصة لتعزيز دور النساء الرياديات في كافة القطاعات الاقتصادية، وتحديداً إلهام وجذب الجيل القادم من الفتيات لاختيار العمل في قطاع الطاقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال