الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لنبدأ بتعريف “التكنولوجيا الخضراء” وهو مصطلح انتشر دولياً في عام 2010م.
يُطلق مصطلح “التكنولوجيا الخضراء” (أو كما يُعرف كذلك بمصطلحات “التكنولوجيا النظيفة” و”التكنولوجيا البيئية”) على التكنولوجيا المشجعة للمحافظة على البيئة، وذلك من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة أثناء توليد الطاقة النظيفة والمستدامة، مثل الخشب والمياه والشمس والموارد الطبيعية الأخرى، بدلاً من الوقود والنفط والفحم والغاز والمواد الكيميائية والمصنعة، والتي قد تتسبب في تلوث البيئة ومضار صحية للإنسان. والهدف هو التمكن من تحقيق “عالم أفضل لحياة الإنسان” من خلال التكنولوجيا الخضراء.
(الحوسبة الخضراء)
وتشمل التكنولوجيا الخضراء كذلك “الحوسبة الخضراء، أو تقنية المعلومات الخضراء”، وهي الحوسبة أو تقنية المعلومات المستدامة بيئياً، حيث تتم دراسة، وتصميم، وتصنيع، واستخدام منتجات قابلة للتدوير وغير قابلة للاشتعال، والتخلص من الحواسيب، والخوادم، والأنظمة الفرعية المرافقة، مثل الطابعات، ووسائط التخزين، وأنظمة الاتصالات التقليدية، بكفاءة وفعالية مع أقل أو لا تأثير على البيئة.
(مجالات استخدام التكنولوجيا الخضراء)
توجد مجالات عديدة لاستخدام التكنولوجيا الخضراء مثل الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، حيث تُسمى بـ”الطاقة الخضراء المتجددة”، وذلك لأنها تتجدد من تلقاء نفسها، ولا تنفذ لأنها تأتي من مصادر طبيعية في الحياة.
ويوجد مجال آخر لاستخدام التكنولوجيا الخضراء وهو المدن والمباني والطرق والمؤسسات الخضراء. وتختلف المباني الخضراء عن المباني التقليدية حيث إنها تشمل إضاءة طبيعية من خلال الطاقة الشمسية، وجودة هواء أفضل من خلال المساحات الخضراء المتوفرة، وكذلك مكافحة الضوضاء، مما يجعل هذه المباني مناسبة لجودة حياة أعلى، ومكاناً أفضل للمعيشة أو العمل.
(جهود المملكة مع التكنولوجيا الخضراء)
ومن الجدير بالذكر أن المملكة أطلقت البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، بهدف توطين سوق الطاقة المتجددة في المملكة وتحقيق أعلى المعايير العالمية في الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الجوفية الحرارية والطاقة المحولة من النفايات. ويسعى هذا البرنامج إلى تفعيل مصادر المملكة المحلية لإنتاج الطاقة المتجددة على أن يتم إنتاج ما مجموعه 9.5 جيجا واط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2023م، وقد تم الإعلان كذلك عن المنصة الإلكترونية لبرنامج الطاقة المتجددة في المملكة.
وحققت المملكة أيضاً خطوات كبرى في التكنولوجيا الخضراء، من خلال الاستثمارات الضخمة في المشاريع العملاقة للمدن الذكية والصديقة للبيئة والتي تقوم بتوفير فرص عمل ضخمة لابناء وبنات الوطن، مثل مدينة نيوم التي يتم بناؤها حالياً كمدينة ذكية صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة الخضراء وهي مدينة خالية من السيارات والانبعاثات الكربونية، وتُعد من أكثر المدن ابتكارا في العالم. كما نجحت المملكة في تحقيق ريادة عالمية في توليد الهيدروجين النظيف من الطاقة الشمسية في مدينة نيوم.
ومن جهة أخرى، تعمل وزارة الطاقة على حزمة من المشاريع العملاقة لإنتاج الطاقة الشمسية والمتجددة. وتمتلك المملكة ايضا احتياطيات الغاز الطبيعي الضخمة والتي تمكنها من إنتاج الهيدروجين الأزرق. كما أن لدى المملكة خطط طموحة لكي تصبح أكبر مصدر للهيدروجين الأزرق في العالم ورائدة في الطاقة الخضراء خلال السنوات القادمة.
(الشركات العالمية الرائدة في التكنولوجيا الخضراء)
وقد اعتمدت الكثير من الشركات العالمية تطبيق التكنولوجيا الخضراء، واستطاعت شركة “أبل” الحصول على لقب “شركة التقنية الخضراء” الأولى في العالم، منذ عدة سنوات، حسب مؤشرات الطاقة النظيفة العالمية، وكذلك حققت شركات “جنرال موتورز” و”قوقل” وغيرها من الشركات العالمية مراكز متقدمة في هذا المجال.
وتوجد العديد من المدن الدولية التي تُسمى “بالمدن الخضراء المستدامة”، حول العالم، وهي المدن الأقل ضرراً على البيئة مثل مدينة برلين الألمانية وأمستردام الهولندية وكوبنهاغن الدنماركية.
وفي تلك المدن، يتم تثبيت الألواح الشمسية على الكثير من المباني كمصدر للطاقة، وكذلك يتم استخدام توربيات الرياح لإنتاج الطاقة المتجددة النظيفة. وفي تلك المدن، يلجأ السكان إلى ركوب الدراجات الهوائية بدلاً من السيارات، لتفادي استخدام وحرق الوقود. كما تم إنشاء في تلك المدن، محميات ومساحات خضراء شاسعة، وتم اعتماد عمليات إعادة التدوير للمواد ذات الأصل الورقي والمعدني والزجاجي والبلاستيكي للاستفادة منها.
وأخيراً، ومن الجدير بالذكر، توجد الكثير من الجهود في المملكة والعالم، عبر تبني التكنولوجيا الخضراء، وذلك لبناء عالم مستقبلي أفضل للأجيال القادمة. وينبغي الإشادة بجميع تلك الجهود ودعمها على مستوى الأفراد والمؤسسات، وليس فقط الدول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال