الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدءاَ، اود ان اسجل تقديري واعتزازي في فكرة “منصة احسان” الرائدة، وأهدافها الإنسانية النبيلة، والتي تعد أول منصة رقمية حكومية عربية متخصصة في جمع التبرعات المالية وتقديمها الى المتعففين وحظيت بصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على إطلاق المرحلة الثانية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لمزيد من التوسع في فعل الخير والحث عليه بطريقة سهلة وميسرة للراغبين في التبر ع بكل يسر وسهولة وجاء إطلاق المرحلة الثانية من المنصة بعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلة الاولى، والتي تجاوز حجم ما جمعته من تبرعات مبلغ “المليار ريال سعودي” ، فبارك الله في المنصة وبوركت جهود القائمين عليها.
ما دفعني الى الكتابة عن المنصة المتميزة في هذا الشهر المبارك ، شهر البر والإحسان، نجاحها في تحقيق جملة من الأهداف الانسانية ابرزها ؛ توفيرها للمتبرعين فرصة الاختيار بين العديد من مصارف الخير و التبرعات والزكوات . كذلك حرية اختيار الداعمين الجمعيات الخيرية والمبادرات الاجتماعية المستفيدة من تبرعاتهم منها ” منصة فرجت ” . الى جانب ذلك ، أسهمت المنصة في رفع مستوى ثقافة المتعاملين والوقوف على نشاط المنظمات الانسانية، والمؤسسات الخيرية الفاعلة في مجتمع الخير والعطاء، مجتمعنا السعودي النبيل. كما عززت “المنصة” ثقة المحسنين في نزاهة العمل الخيري وسلامة وصول تبرعاتهم بسرعة ويسر الى المتعففين . نجاح المنصة أكد أيضاَ تفاعل المجتمع السعودي الإيجابي مع المستجدات والحالات الطارئة ، وبين مهارة عالية في توظيف التقنيات الرقمية بشكل اتاح سهولة التعامل المرن مع المنصة .
لا مناص من ان نشيد في مبادرة “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي” المهمة وربطها الفعال بين تطبيقي “توكلنا” و “منصة احسان” ، وما وفرته المبادرة من حلول سهلت التعامل مع كافة ومصارف الخير التي توفرها المنصة إلى جانب خدمة التبرع بالأعضاء,
من الجدير ان نذكر ، ان المنصة تعد من افضل النماذج الرقمية المختصة في تقديم الخدمات الاجتماعية، وفي طليعة مجموعة محدودة من المنصات التي تعكس المعنى الفعلي للعناية في “تجربة العميل” . فالانطباع الايجابي وقناعة المجتمع في اداء المنصة يؤهلانها لان تعد نموذجاَ ناجحاَ ومتميزاَ لتطبيق مفهوم “تجربة العميل” .
هذا السياق ، يقودنا الى طرح موضوع بالغ الأهمية ويتعلق في تعامل الجمعيات الخيرية وتطبيقها لتجربة العميل واهتمامها بهم سواء كمتبرعين وداعمين، او مستفيدين من خدمات الجمعيات . تحليل النشاط الراهن للعديد من الجمعيات الخيرية العاملة في المملكة يؤكد ضرورة قيام الجمعيات الخيرية في مراجعة السياقات الخاصة في “تجربة العميل” ، والتركيز على تأهيل موظفيها ولاسيما العاملين منهم سواء في إدارة تنمية الموارد، او ادارة العلاقات مع العملاء ، وتوفير البرامج التدريبية الحديثة المتخصصة تطوير “تجربة العميل”. نجاح المنظمات الانسانية الاجتماعية في تطوير قدراتها الادارية وتعزيز “تجربة العميل” يترتب عنها جملة من المنافع ابرزها؛ تعزيز ثقة الجمهور في نشاط المنظمة ودورها الانساني ،وزيادة عدد الداعمين ، واتساع حجم نشاطها ، بالاضافة الى تعزيز مسؤوليتها الاجتماعية.
من الضرورة بمكان ان تبادر المنظمات والجمعيات الخيرية الى مراجعة سياقات تأهيل العاملين المسؤولين عن التعامل مع العملاء وفق أعلى معايير الجودة والاحترافية وإجادة مهارات “تجربة العميل” انطلاقا من مبدأ الحوكمة . ومن المهم ايضا ان تبادر إدارات الموارد البشرية في المنظمات والجمعيات الخيرية الى تنظيم برامج تدريبية مختصة في المفاهيم المعاصرة في “تجربة العميل”، انسجاما مع التوجهات التي نصت عليها رؤية المملكة 2030 في ان يكون القطاع غير الربحي من القطاعات الشريكة في عملية التنمية المستدامة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال