بوتين يعمق جراح الأوربيين

يعمق بوتين جراح الغرب على الجبهة المالية ويتحدى هيمنة العملات الغربية الرئيسية مثل الدولار واليورو التي جعلت ألم العقوبات على روسيا قاسيا وتم الإعلان مؤخرًا أن الدول “غير الصديقة” سيتعين عليها دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل وشملت “الدول غير الصديقة” جميع دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب بريطانيا وكندا واليابان وسويسرا وأوكرانيا والولايات المتحدة. كانت هذه الخطوة بمثابة رد فعل على العقوبات التي اتفقت عليها هذه الدول منذ بداية غزو أوكرانيا من قبل روسيا. وشملت العقوبات تجميد أصول البنوك الروسية، استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت إلى جانب القيود على حركة ثروة رجال الأعمال الروس.

إذا زاد الطلب على الروبل بشكل مطرد فسوف يتوقف الانخفاض الحاد في قيمة العملة بل وينعكس الى ارتفع مقابل العملات الأخرى. سيكون التحول إلى الدفع بالروبل مهمًا حيث سيبدأ الطلب طويل المدى على الروبل الروسي وبالتالي ضغط السوق التصاعدي على قيمة الروبل الروسي في أسواق العملات الدولية سيبدو “مضمونًا” من خلال الطلب طويل المدى على الغاز والنفط الروسي من الغرب. بالإضافة الى أن للتغيير المعلن من خلال دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل آثار داعمة طويلة المدى على قيمة الروبل الروسي في الأسواق الدولية. علاوة على ذلك أن مثل هذا الإجراء من المرجح أن يمهد الطريق للروبل الروسي ليكسب مكانة أكثر بروزًا كاحتياطي أو عملة دولية على غرار الدولار الأمريكي.

اذا نجحت روسيا في فرض مدفوعات الغاز الروسي بالروبل لن يضطر البنك المركزي الروسي إلى إنفاق دولاراته واحتياطاته باليورو لدعم الروبل وسيحتاج مستوردو الغاز الأجانب إلى شراء العملة الروسية من البنك المركزي الروسي أو من البنوك الروسية أو من بيع البضائع إلى روسيا وإجبار الشركات الأجنبية على مواجهة القيود والالتفاف على العقوبات الغربية لكن من غير الواضح ماذا ستكون نتيجة سياسة بوتين الخاصة بالروبل مقابل الغاز وهل سينجح بوتين بفرض الروبل على الدول غير الصديقة على الرغم أن أي تغيير في عملة السداد سيكون خرقًا للعقود المبرمة سلفا.

التهديد الروسي قوي لأن الاتحاد الأوروبي يستورد 90٪ من الغاز الطبيعي المستخدم لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل والصناعة ومع الأخذ في الاعتبار ارتفاع أسعار الغاز تعتبر الخطوة الروسية بدت وكأنها محاولة لحماية نفسها من التشديد المحتمل للقيود الغربية على استخدام الدولار أو اليورو في المعاملات مع روسيا.