الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن كلمة مسؤولية بالأساس توحى إلينا بأهمية دور شيء أو شخص تجاه شيء أو شخص آخر في حمايته والحفاظ عليه، بالإضافة إلى تحقيق متطلباته ورغباته ورفاهيته، يعود أصل مفهوم “المسؤولية الاجتماعية” إلى ديننا الحنيف منذ أربعة عشر قرناً، فالإسلام هو دين الحياة وأساسها وقد جاء بنصوص متعددة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث على التكافل الاجتماعي والإنفاق وبذل الخير بكافة سبله والعمل بما ينفع الناس. كما أنها ليست وليدة اليوم بل هي ثقافة أصيلة في الإسلام، وقد حث عليها نبينا محمد (ص) بقوله:( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
وعليه فإن مفهوم المسؤولية الاجتماعية يمكن تعريفه على أنه نظرية أخلاقية، بأن أي كيان سواء كان منظمة أو فرداً، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل. ويمكن تعريفه على أنه: مساهمة منشآت القطاع الخاص في تحقيق رفاهية حياة موظفيها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للمجتمع الذي تعمل به، مع التصرف بمسؤولية بدوافع دينية وأخلاقية، ولتعزيز مكانتها التنافسية في مجال نشاطها. كما تُعرف على أنها الالتزام بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيها والمجتمع المحلي والمجتمع ككل، لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة، ويخدم التنمية في آن واحد. أي أنها التزام أخلاقي من المنظمات نحو المجتمع الذي تعمل فيه من خلال تفعيل الأنشطة الاجتماعية التي يحتاجها هذا المجتمع كمعالجة البطالة، ومكافحة الفقر، وتطوير الرعاية الصحية وغيرهم.
ومن أشكال المسؤولية الاجتماعية للشركات أن تعي وظيفتها الحقيقية في المجتمع، أي ألا تنحصر على ممارسة أعمالها المخصصة لها فقط، بل أن تؤدي دورها الكامل الذي ينبع من قيم مجتمعها، وبالتالي فستسهم في المشاركة بشكل فعال وإيجابي يعمل على تحسين المجتمع وتطويره. وأن تستثمر فيه بمشاريع ذات عائد تنموي، وأن تقدم الدعم المباشر وغير المباشر للمؤسسات الخيرية والاجتماعية والتنموية بهدف تحسين المستوى المعيشي لأفراد المجتمع، احترام القوانين، تعزيز القيم الأخلاقية والتكافل الاجتماعي، دفع الضرائب، مواجهة الكوارث والأزمات، وبالإضافة إلى ذلك، بأن تعمل على توفير فرص عمل لأفراد المجتمع بفئاته المختلفة.
تعود أهمية المسؤولية الاجتماعية وضرورة تطبيقها في المجتمع إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي، توفير نوع من العدالة وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص، تحسين جودة الخدمات الموجودة، الشعور بالعدالة الاجتماعية وازدياد الوعي بأهمية الاندماج بين مختلف المؤسسات والفئات داخل المجتمع الواحد لتحقيق المصالح ذاتها، مع زيادة الوعي والثقافة لدى الأفراد للوصول للتنمية. ومن إيجابيات المسؤولية الاجتماعية الحفاظ على البيئة والإنسان، وتوضيح التوازن بين التكوين البيولوجي للإنسان والتكوين الاجتماعي، وتحقيق مبدأ المساواة.
وقد جاءت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتؤكد أيضأً على أهمية المسؤولية الاجتماعية حيث اعتمدت على ثلاثة محاور وهي المجتمع، الاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، وقد تضمن كل محور من الثلاثة على مبادئ وأهداف تشكل نموذجًا حيًا للمسؤولية الاجتماعية، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة عن طريق استغلال الموارد والثروات الموجودة بفاعلية وكفاءة من خلال تحقيق المواطنة المسؤولة، والحكومة الفاعلة، وخلق بيئة تنافسية مع توفير فرص مثمرة للمواطنين. وقد أكدت أهداف رؤية 2030 على توجه القيادة الحكيمة للمملكة على تفعيل المسؤولية الاجتماعية في جميع القطاعات الربحية منها وغير الربحية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال