الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتساءل الكثير في وقتنا الحالي السؤال الكبير “مع تطور التقنية هل ستذهب وظائفنا؟” ويجيب المتشائمين “انسى الوظيفة بعد كم سنة” فهو من منظورة المحدود يرى ان الصحف أصبحت الكترونية والتصوير أصبح بطائرات مدمجة بكاميرا تصوير ذاتية ولكنهُ نسي ان الصحيفة بلا صحفي لا تجلب لك خبراً وان الطائرة بلا فنان يسيرها لا تستطيع التصوير!
في اعتقادي ان الانسان يملك العقل والتفكير وان بعض الوظائف حان وقت تحرره منها فأين إبداعه واستغلاله لعقلة الذي يتميز به وهو يراقب آلة او يسلّم تذكرة!
او يقف في طابور طويل لتخليص جواز او معاملة حكومية هل هذا ما يطمح لهُ الانسان في زمان الثورة الصناعية الحديثة التي نعيشها؟
نحنُ في زمن الإبداع وتسخير التقنية لراحة الإنسان ففي اللحظة التي وأدت التقنية فيها بعض الوظائف ولد العديد من خلالها بل أصبح الكثير من البشر يستطيع العمل من أي مكان وفي أي زمان، فلماذا تحارب راحتك؟
لك ان تتخيل في زمن مقولة ” التقنية تحارب الإنسان” تصل نسب البطالة في المملكة إلى أدنى مستوياتها، نتجاوز دول سبقتنا بعشرات السنوات في تمكين المرأة، تُخلق قطاعات جديدة لم نكن نعمل بها قبل سنواتٍ قليلة مثل القطاع السياحي والقطاع الترفيهي، تطرح أنماط عمل حديثة مثل العمل الحر والعمل المرن والعمل عن بعد هل لازلت مؤمناً أن التقنية تحاربك ام تفتح لك افاق وتخلق لك أنماط عمل حديثة!
فلولا العمل الحر لم يكن لمهارتك قيمة ولو لم تكن التقنية موجودة لما استطعت العمل عن بعد ولولا منصات التواصل لم تستطع التسويق لنفسك ومهارتك ومنتجك وشركاتك من خلال الجهاز الذي بيدك، نعم ستموت بعض الوظائف ولكن سوف تحيا العقول إذاً أين المشكلة؟
المشكلة بكَ يامن لا توسع مداركك وتضيف لخبراتك ومهاراتك واعتمدت على جنسيتك او شهادتك وتوقفت ولم تحاول ان تتطور او تتغير، وتجد ان كل تطور هو حربٌ ضروس ضدك بينما الواقع انت من تحارب نفسك وتضع حدود لقدراتك وطاقتك التي تملكها، تغيّر فالزمن يتغير والتطور يتسارع فأن لم تجاري هذا التسارع فستجد نفسك وحيداً في ساحة حرب افتراضية خلقها محاربي الإبداع!
قيل لي:
التقنية سرقت وظائفنا؟
فأجبت: بل طوّرتها!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال