الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أتخيل كيف يمكن أن تسهم عادات قديمة امتدت لسنوات طويلة من تاريخنا في خلق بيئة جاذبة للمكان، فنستفيد من هذه العادات بإضفاء طابع يزيد من ارتباط الناس بهذا المكان وحبهم لزيارته. خطر ببالي مدفع الإفطار، وهو رمز كنا نتذكره إلى عهد قريب في الإعلان عن وقت الإفطار فحاولت أن أربطه بمجموعة من الفعاليات التي يمكن أن تعزز من الشعور الداخلي لدى الزائرين بالإحساس بالمكان.
الرمز هو جزء من كل، وهو يساهم كغيره في إيصال فكرة متكاملة في ذهن الزائر، والمهم هنا أن يشعر بالارتباط الحقيقي بجنبات المكان. الصوت بطبيعته وسيلة إعلام عن حدث، والمشهد العام في تفاصيل يأتي ليصنع جوا من الشعور بالبهجة بالموسم. وفي اعتقادي أن الوجهات ذات الطابع التاريخي هي الأكثر ارتباطا واهتماما بحدث من هذا النوع. أن تخلق حدثا هاما من أبسط المعطيات، فهذا يدل على قدرة على الاستفادة من كل ما حولك لتصنع منه أمرا عظيما. ونحن من نقرر إذا أردنا أن نوثق رواية المكان من خلال معايشة واقعية لقصص تتمازج مع الصورة، فتنتج صورة ماثلة أمام عينيك تسعد بأنك جزء منها.
فعالية إفطار تأخذك إلى عمق التاريخ في وجهات سياحية ارتبطت بماض عريق لتشاهد خلالها الفانوس والمدفع وتسمع لرواية كبار السن حولها ستعلق بأذهان الكثير منا، فيخرج بتجربة ماتعة امتزجت بالمعلومة والتاريخ فرسخت المكان والزمان في الأذهان. أكاد أجزم أن كثير من الرموز الحاضرة في أذهان أجيال الأمس لم يعد لها مكان في مخيلة الجيل الجديد.
وأفضل وسيلة للتعريف بها ربما تكون بأن يعيش التجربة بنفسه ويساهم في صناعتها. يهمني هنا أن أركز على نقطة مهمة وهي أنني أحاول أن أحصر التفكير في جوانب مرتبطة بأبعاد اقتصادية وذات علاقة بهوية المكان في ذات الوقت. وحتى لا أحصر تفكير القارئ في أحد الرموز دون غيره فيمكن أن أشير بأن هذه الفعالية من الممكن أن تشمل أنشطة مصاحبة مثل مشاهدة الهلال في السماء وقت الغروب بتوجيه من أصحاب المعرفة المختصين ليشرحوا بعض من مظاهر التعرف على المواقيت في السابق.
إذا فنحن نستطيع أن نقول بأننا أمام برنامج يمكن أن تقوم بتصميمه أحد الشركات السياحية بالتعاون مع وجهة سياحية محددة لتقديم وجبة إفطار تمزج بين جانب المعرفة والمتعة والتاريخ في ذات الوقت.
لنطلق عليها رحلة من الحب والسلام للتعرف على ماض كان أقصى ما يمكن أن يصل إليه الابتكار هو الخروج بأفكار تصل بضوء الفانوس لأطراف الحي فتتلألأ الأنوار مضيئة جنبات المدينة. الصوت أيضا أخذ حظه من الإبداع مع السعي للوصول به إلى أبعد مدى. أتشوق فعليا لتجربة من هذا النوع تستفيد منها أحياؤنا التاريخية بتحقيق عوامل جذب تحت مظلة سياحية تجمعها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال