الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد مكة المكرمة العاصمة المقدسة للمسلمين ومأوى أفئدة مليار و 200 مليون مسلم حول العالم ، وزيارتها لأداء الحج أو العمرة أمنية معظم المسلمين في حياتهم.
وأمام هذه المكانة العالمية، ما هو موقعها في خريطة السياحة الدولية ؟
فوفقا لتقرير المنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر الدول جذبًا للزوار في العالم هي دولة فرنسا التي جذبت في سنة 2019 اكثر من 89 مليون زائر. “بالمناسبة رغم تربع فرنسا على سياحة العالم إلا أن السياحة ليست من المصادر الثلاثة الأولى للاقتصاد الفرنسي ولا تشكل سوى 8% من الناتج المحلي”
وفيما يخص المدن فقد سجلت بعض مدن العالم زيارات مرتفعة -وإن كانت إحصائيات المدن تفتقد للدقة وهي أقرب للتقدير بخلاف زيارات الدول التي يمكن ضبطها من خلال الجوازات والتأشيرات- حيث تحتل باريس ولندن وبانكوك الصدارة في أعلى المدن زيارة في العالم بنحو 20 مليون سائح خلال العام -والعدد الفعلي ربما يكون اكبر بكثير عطفا على زوار فرنسا وبريطانيا السنوي-، كما سجلت بعض مدن الشرق الأوسط قرابة 15-17 مليون سائح خلال العام.
وعلى صعيد الأحداث المرتبطة بزمن محدد: فقد استقبلت روسيا في كأس العالم 2018 أكثر من ٣ ملايين زائر، بينما أولمبياد لندن 2012 حقق رقم قياسي بأكثر من 7 ملايين ، كما أن كأس العالم 2022 بالدوحة يتوقع رغم جائحة كورونا استقبال 1.2 مليون شخص في مدينة واحدة بحسب وكالة رويترز
فماذا عن مكة المكرمة ؟
فيما يخص المدن الأكثر جذبا للزوار فقد وقعت مكة المكرمة في المرتبة العشرين بحسب شركة أبحاث السوق ببريطانيا Euromonitor International Top 100 City Destinations 2019
وأما فيما يتعلق بالأعداد الرسمية فقد كانت أكبر إحصائية للحج عام 1433ه بحسب هيئة الإحصاء ووصلت إلى 3,161,573 حاج ، وباقي السنوات بلغ عدد الحجاج بين المليون والمليونين كمتوسط، وفيما يخص العمرة فقد بلغ عدد المعتمرين من الخارج قرابة 7.5 مليون في عام 2019م بحسب نفس المصدر، وهو تقريبا أعلى رقم للعمرة سجلته مكة المكرمة في عام.
إن هذه التطواف حول الإحصائيات لأعلى المدن زيارة حول العالم ربما يقرب لنا موقعنا من العالم..
ويجعلنا نتساءل لماذا لا تكون مكة أكثر مدن العالم زيارة ؟
وهي التي لديها المقومات والقيم المضافة والعقيدة لدى أكثر من مليار مستفيد ما قد تتمناها كثير من مدن العالم لتحقيق أعداد زيارات قياسية عالمية.
سمعت أحدهم معلقاً على هذا التساؤل ببيت المتنبي:
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمامِ
لكن هذا القصور غير المقصود سيزول ويتحقق التمام بمشيئة الله في ظل رؤية 2030 الطموحة التي تقودها قيادتنا الرشيدة للوصول إلى 30 مليون زائر لمكة المكرمة في 2030
وقد بذلت الوزارات المعنية جهدها ووضعت خططها ومشاريعها كل في مجاله لتحقيق ذلك الهدف الجميل، ومن ذلك مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى 107 آلاف طائف في الساعة والذي افتتحه خادم الحرمين حفظه الله في وقت سابق.
وبين تلك الخطط والمشاريع أُقدّم هذه الفكرة في مجال الإسكان وتوزيع التنمية داخل مدينة مكة عسى أن تساهم في إدارة الحشود والنقل والحركة لتلك الجموع التي لها أغلى وسام واجمل نعت ألا وهو ) ضيوف الرحمن ).
تتلخص الفكرة بالمساهمة في حل مشكلة الاسكان لزوار مكة وما يتبعها من اختناقات في الحركة والنقل وذلك بما يلي:
تقوم المبادرة على استهداف ٤ مناطق كتجمعات سكانية أشبه بالقرى المصغرة مكتملة الخدمات تقع في الجهات الأربع للمسجد الحرام بالاضافة إلى المنطقة المركزية بمحيط المسجد الحرام كمنطقة خامسة في الوسط.
ترتبط هذه المناطق الأربع بالمسجد الحرام بقطارات سريعة معلّقة لأداء العمرة فقط، وباقي المدة يبقون في مناطقهم،
وكل منطقة تبعد ٤-٦ كم عن المسجد الحرام وتكون داخل حدود الحرم لتحصل للساكن فيها من الزوار فضل الصلاة المضاعفة بمائة ألف صلاة مثل المسجد الحرام. ويكون بها جوامع كبيرة ومركزية تستوعب عشرات الآلاف من المصلين.
هل هذه الفكرة واقعية ؟ وماذا عسى ان تغطّي تلك المناطق من أعداد المعتمرين ؟
حقيقة أن هذه الفكرة تحمست لها وجاءت بعد ان رأيت جزءا منها مطبق على أرض الواقع، وذلك بعد أن زرت مشروع تلال النسيم الذي يقع بجوار جامع الراجحي جنوب شرق مكة تقريبا.
حيث يحتوي هذا المشروع الوقفي الضخم على جامع يتسع ل 50000 مصلي ومصلية ، و7 فنادق و 92 مبنى شقق سكنية بإجمالي قرابة 8500 غرفة، إضافة إلى عدة مباني إدارية ومئات المحلات التجارية مما يتوقع أن يستوعب المشروع 30000 ساكن من المعتمرين او الحجاج.
إذاً هذا شيء واقعي جميل
وإذا انطلقنا إلى المنطقة المركزية وجدنا أن وقف الملك عبدالعزيز وأبراج البيت تحتوي على 10970 غرفة ويستوعب المشروع 65000 من ضيوف الرحمن حسب موقع هيئة الأوقاف ، كما أن مصلى أبراج البيت يستوعب 3300 مصل. وخلفه مشروع جبل عمر الضخم الذي يتوقع عند انتهاءه أن يحتوي على 12000 غرفة وشقة فندقية يستوعب 35000 ضيف ومصليات المشروع تستوعب 30000 مصل. كما ان هناك العديد من الفنادق في أجياد وغيرها مما هو محيط بالمسجد الحرام
لننتقل الآن من الواقع إلى الخطة والفكرة..
لنفترض اننا نستهدف متوسط 600 ألف معتمر أسبوعياً، وكل شخص منهم سيقيم في مكة لمدة أسبوع كحد اقصى و يؤدي عمرته خلال هذا الأسبوع.
الطاقة الاستيعابية للمطاف خلال الاسبوع باستثناء أوقات الصلوات “ساعتين باليوم” هي 154 ساعة × 107000 = 16.5 مليون شخص تقريبا بالاسبوع،
ونحن نفترض اننا نستهدف 600 ألف شخص فقط، مما يعطي أوقات واسعة للتنظيف والتعقيم والتعطير وإدارة الحركة وتوزيع الحشود.
كما يمكن ان يزيد العدد إلى متوسط مليون معتمر في الاسبوع دون إشكالات.
وكيف سنوزعهم خلال السنة ؟
فترة العمرة: من 15 صفر حتى 15 شوال ثم شهر للصيانة.
وفترة الحج: من 15 ذي القعدة الى 15 محرم ثم شهر للصيانة.
عليه فإنه سيكون هدفنا 24-25 مليون معتمر سنويا خلال 10شهور بمعدل 600 ألف معتمر أسبوعيا
وماذا عن الحج ؟
عنق الزجاجة في الحج من الناحية الزمنية والمكانية هي منطقة: عرفات، وأما الباقي فإما أن يكون زمانه واسع أو مكانه واسع أو ليس له ركنية وحتمية في الحج.
الحد الاستيعابي الأقصى لمشعر عرفات هو أربعة ملايين حاج بمعيار مساحي يبلغ 3.6 متر مربع لكل شخص دون الطرق والمباني، وهناك من المسؤولين من أوصلها إلى 8 ملايين حاج ! عموما.. فلنستهدف 4-5 ملايين حاج سنويا. وبهذا نحقق هدفنا 30 مليون حاج ومعتمر سنوياً
فهذا يعني أننا نحتاج إلى 150 ألف غرفة بمكة للمعتمرين يمكن توزيعها كالتالي:
عدد الغرف | الموقع | ملاحظات |
50 ألف غرفة | بالمنطقة المركزية بجوار الحرم | منها قرابة 30 ألف غرفة جاهزة |
40 ألف غرفة | في شرق الحرم بمنى جوار مسجد الخيف | يستفاد منها في الحج، إضافة إلى طوال موسم العمرة |
20 ألف غرفة | في جنوب الحرم بالنسيم جوار جامع الراجحي | منها 8-10 الاف غرفة جاهزة |
20 ألف غرفة | في شمال الحرم بالتنعيم جوار جامع عائشة | يخدم القادمين من المدينة |
20 ألف غرفة | غرب الحرم بالرصيفة قرب محطة القطار على الدائري الرابع | يخدم القادمين من جدة ومن قطار الحرمين |
وتصل هذه المناطق الأربعة بالمسجد الحرام بواسطة قطارات ترددية على مدار ٢٤ ساعة ومعلقة على جسور مرتفعة عن زحام الطرق ولها مسارها الخاص السريع الذي يجعل المعتمر يصل للكعبة خلال 10دقائق.
لكن لحظة..
ماذا عن نقطة البداية والنهاية للمشروع ؟
ماذا عن المطار؟ هل سيستوعب تلك الأعداد وصولا إلى 30 مليون ؟
معلوم أن الحجاج والمعتمرين يأتون بثلاث طرق إما براً أو بحراً أو جواً وهو أغلبهم ، فماذا عن مطار جدة الجديد ؟ تحدثنا وكالة واس أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد من أضخم المطارات على مستوى منطقة الشرق الأوسط بتربعه على مساحة إجمالية تبلغ 810 آلاف متر مربع وبطاقة استيعابية في مرحلته الأولى تصل لـ 30 مليون مسافر سنوياً.
وفي المرحلة الثانية سترفع الطاقة الاستيعابية لأكثر من 60 مليون مسافر سنوياً ، وصولاً إلى 100 مليون مسافر في المرحلة الثالثة.
ولاشك ان مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة سيشارك مطار جدة تلك المهمة بطاقته الاستيعابية الحالية 8 ملايين ثم 14 وصولا إلى 27 مليون مسافر سنويا، وبينهما قطار الحرمين الذي تبلغ سرعته 300كم/ساعة وبطاقة استيعابية 60 مليون مسافر سنويا.
إضافة إلى الموانئ البحرية والمنافذ البرية المنتشرة في ربوع مملكتنا العزيزة.
ختاماً..
أرى أن تحقيق هدف رؤية 2030 بالوصول إلى 30 مليون زائر لمكة ممكن أن يكون واقعاً وأقرب من تاريخه المحدد.. متى ما توفرت العزيمة الصادقة والإرادة القوية وهمة طويق الشامخة.
ثم ننطلق للهدف الثاني وتتحقق امنيتي وأمنية كل سعودي وتكون عناوين المواقع الاخبارية ومانشيتات الصحف العالمية :”مكة أكثر مدن العالم زيارة بـ 50 مليون زائر سنويا”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال