الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ذلك المكان (القرية والإنسان).. الذي احتضن الطفولة وأحلام اليقظة الأولى..
في ذلك المكان (القرية والإنسان).. تاريخ الأيام السالفة بفرحها وحزنها، وهدوئها وصخبها..
في ذلك المكان (القرية والإنسان).. الذي اكتسب هويته من ثقافة ساكنيه قبل أن يكتسبها من تضاريسه وثقافة مجاوريه..
في ذلك المكان (القرية والإنسان).. الذي طبع بذكرياته وأحداثه وأناسه وجغرافيته وتكويناته لمساتهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم وارتباطهم المجتمعي وانتماءهم إليه..
في ذلك (المكان والإنسان).. الذي ارتبط اقتصاده الجزئي البسيط بالاكتفاء الذاتي كالزراعة وتربية المواشي والحرف اليدوية ..
• بالعودة إلى عقد السبعينيات الميلادية يتشكل رمضان لدى هذا المجتمع الصغير بتفاصيل صغيرة وذاكرة طفولة لا تُنسى، كانت حكايات (أم حديجان) أيقونة الترفيه وقت الإفطار أما السهر فلا يتجاوز صلاة التراويح وبعض اللقاءات الأسرية .
• اقتصاديات الإفطار الرمضاني لا تتجاوز التمر والقهوة والشوربة والمهلبية الصفراء بنكهة الموز وما يمكن شراؤه من السمبوسة والفطائر البسيطة نشتريها عصرا ونحن ننشد : ( سمبوسة يا سمبوسة وين كنتي محبوسة) فهي بالفعل كانت محبوسة طوال عام ولا تظهر إلا في رمضان!
• تفوح رائحة القهوة غروباً في كافة أنحاء القرية حيث يتم إعدادها من تحميص وطحنها وإعدادها منزلياً مما يخلق أجواء من المتعة والسعادة.
• ما يشق غبار الصمت الليلي أحيانا هو صوت المنادي الذي يجوب القرية كوسيلة إعلام منادياً عن فقدان أي شيء… مال، إنعام وغيرها أو صوته الجهوري لينادي عن حلول رمضان أو العيد أو أي مناسبة اجتماعية أخرى فيما كانت هناك أمسيات محدودة للسهر والأحاديث يغلب عليها حكايات الغول وقصص العابرين والمسافرين بعد عودتهم.
• يعتبر سوق القرية مركزا لقوى العرض والطلب فالتجار يعرضون كل ما لديهم من أطعمة ومشروبات وفواكه تباع في صناديق خشبية وغيرها ويبقى خيار المستهلك وفق قوته الشرائية فتجد كما هو الحال اليوم تجار محددين لا يشتري منهم إلا النوعية المقتدرة ماليا في حين هناك تجار آخرين للمستهلكين الأقل دخلا وهكذا وعلى الرغم من الاعتماد الكلي على العملات النقدية إلا أن المقايضة قد تحضر في عملية البيع والشراء.
• صانع الخبز التيمس يختفي في رمضان ذلك أن الطلب عليه صفراً لان تناوله مرتبطا بالإفطار الصباحي فتجده في عمل آخر بعيدا عن مهنته الأصلية.
• أحد أهم الفعاليات من العصر إلى قبل الغروب هي التجول بين حقول القمح وممارسة صيد طيور القماري.
• ترتكز اقتصاديات رمضان آنذاك على تجارة الحبوب والمواشي في حين يظهر التوسع أكثر في عمليات التبادل التجاري بين القرى المجاورة في سوق أسبوعي يكون كبيرا وواسعا ومتنوعا إلى حد ما.
• الثقافة الاستهلاكية آنذاك خلقت نمط عقلاني للاستهلاك تتمثل في تضافر جهود الأسرة وتعاونها لتحقيق الأولويات والرضا بالمقسوم والتغلب على أي عواطف أخرى تقود إلى الإسراف.
• هناك حالة فريدة من التعاون المجتمعي والمساعدات والتشاركية في رسم السعادة على محيا الجميع فيهطل الفرح بلا توقعات بلا زوابع أو عواصف تسبقه الكل يجتهد لرسم السعادة على الجميع حيث يأتي العيد ليكون في صباحه أكبر تجمع إنساني في مائدة إفطار جماعي الكل يشارك فيه بما يملكه ويجيده من طعام.
مجمل القول: القرية اليوم أصبحت مدينة كبيرة تنعم بالخيرات والنمو والخدمات المتكاملة وبدلا من السوق الأسبوعي أصبح هناك العديد من المولات والأسواق المتنوعة والشركات الكبيرة العالمية من مختلف المجالات، إنسان تلك القرية اليوم أصبح أكثر انسجاما مع التطور والثقافة لا ينفك شغفهم عن التواصل الفعال عبر الإنترنت والسفر والإنتاج.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال