3666 144 055
[email protected]
ملامح وجه جميل يلوح في الأفق لمستقبل اليمن، بعد نقل الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي الذي أعلن تشكيله بعد انتهاء المشاورات اليمنية التي عقدت تحت مظلة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي. واستضافتها الرياض.
وحظي الاتفاق بترحيب عالمي، ابتداء بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكد وزير خارجيتها أنتوني بليكن دعم بلاده تطلعات الشعب اليمني الى قيام حكومة فعالة وديمقراطية، فيما اعتبرت فرنسا أن إنشاء المجلس القيادي خطوة مهمة لاستعادة الدولة، فيما قال الاتحاد الأوروبي أن نتائج المشاورات تساهم في تسوية سياسية، ورحبت العديد من الدول الخليجية والعربية بإصدار الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور قرار إنشاء مجلس القيادة الرئاسي.
وفي خطوة تستهدف مساعدة الحكومة اليمنية الجديدة للقيام بمسؤولياتها وعودة الحياة لطبيعتها، أعلنت السعودية تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار، منها ملياري دولار مناصفة بين السعودية والإمارات دعما للبنك المركزي اليمني ومليار دولار منها 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية، إضافة الى 300 مليون دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني وتحسين أوضاعه المعيشية والخدمية، وطالبت السعودية أيضا عقد مؤتمر دولي لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي اليمني.
أمام اليمنيين فرصة ثمينة ولن تتكرر، حان الوقت لينتعش الاقتصاد اليمني وحال الشعب بعد سلسلة انتكاسات منذ انقلاب الحوثيين، ابتداء من ضياع ميزانية الدولة من إيرادات النفط التي تقدر بالمليارات، وتعرض البنية التحية للتدمير، وارتفاع مؤشرات الفقر فيما ضاعت احتياطيات الدولة من النقد الأجنبي، بينما يعيش نحو 16 مليون يمني تحت خط الفقر المدقع ويصنف اليمن من بين أفقر البلدان في العالم.
لا ننسى الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة السعودية، فهي منذ اندلاع الأزمة اليمنية تقف مع الحكومة الشرعية وقدمت له كل الدعم والتسهيلات واستضافت العديد من مؤتمرات المصالحة بين اليمنيين، وليس هذا فحسب بل دعمت الحكومة ماليا وسياسيا وحملت ملفاته أمام المنظمات العالمية لمعالجة مشكلته، وأطلقت العديد من المبادرات منها برامج “إعادة الأمل” وساهم مركز الملك سلمان للإغاثة بمشروعات تنموية وطبية وتعليمية وإغاثية للشعب اليمني لمواجهة الأضرار التي ألحقتها الجماعات الحوثية. وربما آخرها لقاء التشاور اليمني اليمني الذي استضافته الرياض.
لدى مجلس القيادة اليمني مسؤوليات عظيمة وكبيرة ولعل في مقدمتها توحيد الصفوف، وإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، والقضاء على النفوذ الإيراني الذي انتشر في جسد اليمن من خلال جماعة الحوثيين وقضت على الأخضر واليابس، وشردت الشعب اليمني وقضت على تحقيق أحلامه وتطلعاته كباقي الدول والشعوب الأخرى، فانشغل في تخزين الأسلحة والحروب فيما بينها، وتمزق اليمن الى جماعات وأحزاب، ما أدى الى مغادرة اكثر من المئات من المستثمرين الأجانب من بينهم خليجيون وعرب وأوربيون منذ اندلاع الحرب.
ما يعني أن اليمن مطالب وبشدة الاستقرار السياسي وتوحيد الصفوف، وإعادة الثقة للمستثمرين بضخ أموال ومشروعات، حتى تقلص نسب البطالة التي وصلت الى اكثر من 32 في المائة وغادر الكثير من الفتيان والشباب اليافعين مدارسهم ومواقع العمل الى ساحات المعارك والقتال والانخراط في المواجهات العسكرية، وساعد انقطاع المرتبات، وتراجع الخدمات الأساسية، وحرمتهم من الحصول على التعليم الملائم لاحتياجات سوق العمل، المجتمع الدولي لن يقف مرة أخرى فيما لو انهار مجلس القيادة اليمني ولم يتعاون أعضاؤه في تحقيق رغبات المواطن اليمني ومعالجة مشاكله وسيتحول اليمن الى مستنقع، وسيبقى كما هو في الصفوف الأخيرة في قائمة التنمية البشرية، وقتها حتى “التخزينة” لن يكون لها طعم.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734