الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شركة اللجين عاشت متلازمة الاخفاق في المشاريع لفترة طويلة، فمنذ تأسيسها عام 1992 والشركة لم يكتب لها النجاح في أي مشروع يمكن أن يحقق عائداً لمساهميها فمن مشاريع مناجم الفضة إلى الاستثمار في صناعة الاقراص المدمجة مروراً بمنتجات المبيدات الزراعية والاستثمار في منتجات كيميائية تم حضرها عالمياً لأنها مضرة بالبيئة إلى أن استقر الأمر أخيراً على صناعة البولي بروبلين ، وصاحب كل مشروع عادة خفض لرأس المال نتيجة مخصصات خسائر ثم زيادة لرأس المال بعد ذلك .
تنص اغراض الشركة عند تأسيسها علي إدارة وتشغيل وصيانة المناجم والصناعات المعدنية والبتروكيمائية وغيرها ، وفي نطاق هذه الاغراض قامت الشركة بتأسيس عدة مشاريع والاستثمار فيها ، ومنها مشروع لإنتاج مادة الـ (MTBE )مع شركة فيول أس بي الايطالية وشركة فورتشون الفنلندية، وقد تبخر المشروع وسجل خسارة كاملة تم أخذها على شكل مخصص خسائر بلغت سبعة وأربعين مليون ريال عام 2004 وهو العام الذي تم فيه زيادة لرأس المال من 173 مليون ريال إلى 692 مليون ريال ( رأس مال الشركة الحالي )، وقد جاء في تقرير الشركة عن ذلك العام عبارة تبرر هذه الخسارة : (تعتقد الادارة أن الخبرة المكتسبة من هذا المشروع قد افادت وبشكل كبير في تطوير مشروعي البروبلين ومشروع السوبر كاليت !)، ومن الظريف أن مشروع السوبر كاليت المنوه عليه في تقرير الشركة السنوي فشل هو الأخر فسجلت الشركة مخصص خسائر جديد بعد ذلك ولم يستفد من تجربة المشروع الأول ، وبررت الشركة خسارة مشروع السوبر كاليت هو منع القوانين الفيدرالية الاميركية لاستخدام الاكسجين في البنزين. ومشروع السوبر كاليت هذا قد كانت الشركة وقعته مع شركة ( نوبل ) ، وهي الشركة الأمريكية المسوقة لمنتجات شركة ناتبت من البولي بروبلين لاحقاً والتي استحوذت لاحقا على فرعها (نوبل بتكيم ) شركة تريكون الأمريكية من خلال شركتها في سنغافورة عام 2018م ويشمل الاستحواذ تسويق منتجات شركة ناتبت في جنوب شرق آسيا كما جاء في اعلان شركة تريكون.
لم تستطع الشركة تحقيق أي أرباح خلال فترة اضطرابات المشاريع المتعثرة ، فقد كانت تلك المرحلة مرحلة مقامرة على مبدأ لعل وعسى ، فمثلا قامت الشركة قبل عام 2002 بالاستثمار في شركة ( سيدي ) لانتاج الاقراص المدمجة التي تمت تصفيتها بعد فشلها من الاندماج مع أحد شركات الموسيقى ، رغم محاولة إدارة شركة اللجين تقديم ضمانات قروض لانقاذ الشركة واستثمارها البالغ 20% في شركة سيدي الذي كلفها حوالي تسعة ملايين ريال دون جدوى . ومن الاستثمارات الغريبة التي قامت بها الشركة الاستثمار في مصنع ( مبيد ) في مدينة الجبيل الصناعية ، وهو مصنع متخصص في صناعة المبيدات الزراعية سبب خسائر متراكمة للشركة بسبب ضعف استخدام هذه المبيدات في الزراعة خصوصا بعد انحسار زراعة القمح في المملكة ، ثم انتهى به الأمر إلى أن يتحول لمصنع ( لنشا الملابس ) ذي عائدات لاتكاد تذكر. وفي طفرة الأسهم عام 2005 لم تحقق الشركة سوى ثمانية ملايين ريال كعائد على استثمار تجاوز مائة وثمانين مليون ريال ، مقارنة بخمسة ملايين ريال حققتها من محفظتها الاستثمارية عام 2004م حينها كانت الشركات تحقق عوائد قياسية من محافظها الاستثمارية.
اخيراً وبعد تجارب خاسرة استنزفت مئات الملايين من أموال المساهمين دخلت شركة اللجين شريكاً في مشروع شركة ( ناتبت ) لانتاج البولي بروبلين كون اللجين شركة مساهمة عامة وهي احد شروط وزارة البترول ( آنذاك ) لتخصيص اللقيم ( غاز البروبان ) للقطاع الخاص.
هذا المشروع استغرقت دراسته وانشاؤه حوالي عشرين عاما ، وكلف مبالغ ضخمة ولم تستطع الشركة الوصول لطاقته الإنتاجية القصوى إلى هذا اليوم ، فقد كانت تتراوح طاقته الانتاجية مابين 805 إلى 90% بسب عيوب في التصاميم الهندسية. في المقابل وكمقارنة مباشرة نجد أن شركة المتقدمة استطاعت تجاوز الطاقة القصوى عدة مرات في مصنعها لإنتاج البولي بروبلين في الجبيل . المشروع بدأ بشركتين احدهما لانتاج البروبلين والاخرى لإنتاج البولي بروبلين ثم تم دمجهما في شركة واحدة تحت مسمى الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية( ناتبت ) وتملكت فيها شركة اللجين حوالي57% والتأمينات الاجتماعية 23% تقريبا و تم تخصيص بقية الحصص لمستثمرين شركات وأفراد . مر المشروع في جميع مراحله في إنفاق صعبة زادت من تكلفة الإنشاء ورفعت مصاريف ما قبل التشغيل بشكل لافت ، مما اضطر الشركة للاقتراض من عدة جهات تمويلية لانقاذ المشروع البالغ رأس ماله المدفوع مليار وسبعين مليون ريال إلى أن رأى النور عام ٢٠٠٩م وبدأ الإنتاج التجاري.
توماس اديسون كان يردد عبارة شهيرة يقول فيها : “أنا لم أفشل ، لقد وجدت للتو 10000 طريقة لن تعمل “ وهي عبارة لا تنطبق على مشاريع الشركات المساهمة المدرجة لأن الاخطاء في النهاية يتحملها المساهمون وحدهم ، والسوق المالية ليست مكانا للاستثمار في مشاريع رأس المال الجريء يقبل المساهم فيها بنسبة نجاح لاتتجاوز 10% ، بل هي – من المفترض – أن تكون الملاذ الآمن استثمارات ومدخرات المواطنين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال